الجواب الاجمالي:
وصف بعضهم الأحلام بأنها مسرحيات تحدث في الذهن وتصور بعض الجوانب اللاشعورية من حياة النائم. والدوافع أو المثيرات التي تثير الأحلام بعضها سيكولوجي مثل الرغبات العدوانية والجنسية المحرمة والتي تُكبت في الوعي، أو قد يكون المثير فسيولوجياً مثل امتلاء المعدة بطعام ثقيل قبل النوم مما يؤدي إلى حصول أحلام أو كوابيس.عرف بعض الباحثين الأحلام بقوله إنها سلسلة من الصور أو الأفكار أو الانفعالات التي تتمثل لعقل المرء أثناء النوم.
وعرفها بعضهم الآخر بقوله إنها <مسرحيات> عقلية تصور جانبا من حياة النائم غير الواعية. ومثيرات الأحلام بعضها سيكولوجي وبعضها فسيولوجي. فأما المثيرات السيكولوجية فتتمثل في الرغبات الدفينة التي تحاول التعبير عن نفسها خلال النوم. وأما المثيرات الفسيولوجية فتنشأ عن أوضاع كثيرة
الجواب التفصيلي:
أمّا الفلاسفة المیتافیزقیون یقولون: إنّ الرؤیا والأحلام على أقسام:
1ـ الرّؤیا المرتبطة بماضی الحیاة حیث تشکل الرغبات والأمنیات قسماً مهماً من هذه الأحلام.
2ـ الرؤیا غیر المفهومة والمضطربة وأضغاث الأحلام التی تنشأ من التوهم والخیال وإن کان من المحتمل أن یکون لها دافع نفسی.
3ـ الرّؤیا المرتبطة بالمستقبل والتی تخبر عنه.
وممّا لا شک فیه أنّ الأحلام المتعلقة بالحیاة الماضیة وتجسّد الاُمور التی رأها الإنسان فی طول حیاته لیس لها تعبیر خاص... ومثلها الأطیاف المضطربة أو ما تسمى بأضغاث الأحلام التی هی افرازات الأفکار المضطربة، کالأطیاف التی تمرّ بالإنسان وهو فی حال الهذیان أو الحمّى، فهی ـ أیضاً ـ لا یمکن أن تکون تعبیراً عن مستقبل الحیاةولهذا فإنّ علماء النفس یستفیدون من هذه الأحلام ویتخذونها نوافذ للدخول إلى ضمیر اللاّوعی فی البشر، ویعدّونها مفاتیح لعلاج الأمراض النفسیّة، ویکون تعبیر الرؤیا عند هؤلاء لکشف الأسرار النفسیة وأساس الأمراض، لا لکشف حوادث المستقبل فی الحیاة!
أمّا الاحلام المتعلقة بالمستقبل فهی على نحوین:
قسم منها أحلام واضحة وصریحة لا تحتاج إلى تعبیر... وأحیاناً تتحقق بشکل عجیب فی المستقبل القریب أو البعید دون أی تفاوت.
وهناک قسم آخر من هذه الأحلام التی تتحدث عن المستقبل، ولکنّها فی الوقت ذاته غیر واضحة، وقد تغیّرت نتیجة العوامل الذهنیة والروحیّة الخاصّة فتحتاج إلى تعبیر.
إنّ الأحلام التی تکشف الحجب عن الأسرار والحقائق المرتبطة بالمستقبل، أو الحقائق الخفیّة المتعلقة بالحاضر، هی أکثر من أن تُحصر، ولیس بمقدور بعض الأفراد الذی لا یعتقدون بهذه الحقائق انکارها، أو حملها على المصادفة والإتفاق!
ومن خلال التحقیق مع الأصدقاء القریبین یمکن الحصول على شواهد کثیرة من هذه الأحلام، وهذه الأحلام لا یمکن تعبیرها عن طریق التّفسیر المادی أبداً، وإنما الطریق الوحید هو تعبیر فلاسفة الروح والإعتقاد باستقلال الروح، ومن مجموع هذه الأحلام یمکن أن نستفید منها کشاهد على استقلال الروح(1)
لا يوجد تعليق