الجواب الاجمالي:
قال تعالى: (والله خلقکم من تراب ثمّ من نطفة ثمّ جعلکم أزواجاً) وهذه ثلاث مراحل من مراحل خلق الإنسان: الطین ـ والنطفة ـ ومرحلة الزوجیة.
ثمّ ینتقل إلى المرحلة الرابعة والخامسة، «حمل النساء» و«الولادة» فیقول تعالى: (وما تحمل من اُنثى ولا تضع إلاّ بعلمه).
بعدها تأتی مرحلة تقسیم النوع البشری إلى جنسین «المذکّر»«المؤنّث»
وآخر مرحلة فی هذا المسیر هی مرحلة الولادة، وهی مرحلة تحوّل کامل تقترن بعجائب کثیرة.
ثمّ ینتقل إلى المرحلة الرابعة والخامسة، «حمل النساء» و«الولادة» فیقول تعالى: (وما تحمل من اُنثى ولا تضع إلاّ بعلمه).
بعدها تأتی مرحلة تقسیم النوع البشری إلى جنسین «المذکّر»«المؤنّث»
وآخر مرحلة فی هذا المسیر هی مرحلة الولادة، وهی مرحلة تحوّل کامل تقترن بعجائب کثیرة.
الجواب التفصيلي:
تحدث الله تعالى فی الآیة 11 من سورة «فاطر» عن سبعة مراحل تمر بها حیاة الانسان، والتی یدل جمیعها على علم، وقدرة الله اللآمتناهیة. فی البدایة تشیر إلى خلق الإنسان فی مراحله المختلفة فتقول: (والله خلقکم من تراب ثمّ من نطفة ثمّ جعلکم أزواجاً).
وهذه ثلاث مراحل من مراحل خلق الإنسان: الطین ـ والنطفة ـ ومرحلة الزوجیة.
بدیهی أنّ الإنسان من التراب، إذ إنّ آدم(علیه السلام) خلق من تراب، کما أنّ جمیع المواد سواء التی یتشکّل منها جسم الإنسان، أو التی یتغذّى علیها، أو التی تنعقد منها نطفته، جمیعها تنتهی إلى مواد هی ذاتها التی یحتویها التراب.
احتمل البعض أنّ الخلق من التراب، إشارة إلى الخلق الأوّل فقط، أمّا الخلق من النطفة فهو إشارة إلى المراحل التالیة التی أوّلها مرحلة الخلقة الإجمالیة للبشر (بلحاظ أنّ وجود الجمیع یتلخّص بوجود آدم(علیه السلام)) وثانیها المرحلة التفضیلیة بإنفصال الإنسان من الآخر.
وعلى کلّ حال فإنّ مرحلة «الزوجیة» هی مرحلة إدامة نسل الإنسان وحفظ نوعه، وأمّا ما احتمله البعض من أنّ معنى «أزواجاً» هنا «الأصناف» أو «الروح والجسم» وأمثالها، فیبدو بعیداً.
ثمّ ینتقل إلى المرحلة الرابعة والخامسة، «حمل النساء» و«الولادة» فیقول تعالى: (وما تحمل من اُنثى ولا تضع إلاّ بعلمه).
نعم، الحمل والتحوّلات والتغیّرات المذهلة والمعقّدة فی الجنین، ثمّ بلوغ مرحلة وضع الحمل والإضطرابات والتغیّرات المحیّرة للاُمّ من جهة، وللجنین من جهة ثانیة، بشکل وبمقدار منظّم ودقیق لا یمکن تعقّله بدون إسناده إلى العلم الإلهی اللامتناهی، فلو اُصیب النظام الذی یحکم هذه العملیة باختلال ولو بمقدار رأس الإبرة لأدّى إلى عسر أو إختلال الحمل أو عملیة الولادة، ثمّ إلى ضیاع الجنین وهلاکه.
هذه المراحل الخمس من حیاة الإنسان، إحداها أعجب من الاُخرى وأکثر إثارة للدهشة. فأین الثرى من الثریّا... أین ذلک التراب المیّت الجامد من الإنسان الحی العاقل الفطن المبتکر؟! وأین تلک النطفة الحقیرة التی تتکوّن من بضع قطرات من الماء المتعفّن من ذلک الإنسان الراشد الجمیل والمجهّز بالحواس والأجهزة العضویة المختلفة(1).
بعد هذه المرحلة، تأتی مرحلة تقسیم النوع البشری إلى جنسین «المذکّر»«المؤنّث» بالفروقات الکثیرة فی الجسم والروح، والاُمور الفسلجیة التی تبدأ بالتحدّد منذ اللحظات الاُولى لإنعقاد النطفة، وإتّخاذ مسیرها الخاص والتکامل فی کلّ جنس باتّجاه الرسالة التی اُنیطت به.
ثمّ تظهر مسألة رسالة الاُمّ فی قبول وتحمّل ذلک الحمل وحفظه وتغذیته وتربیته والتی حیّرت العلماء لقرون طویلة، حتى اعترفوا بأنّها من أعجب مسائل الوجود.
وآخر مرحلة فی هذا المسیر هی مرحلة الولادة، وهی مرحلة تحوّل کامل تقترن بعجائب کثیرة.
فما هی العوامل التی تدفع الجنین إلى الخروج من بطن اُمّه؟
کیف یتمّ التنسیق بین هذا الأمر وبین إعداد جسم الاُمّ لتحقّق ذلک الأمر؟
کیف یتمکّن الجنین بعد تعوّده على وضع ما لمدّة تسعة أشهر، أن یلبس وضعاً جدیداً ویطبّق کلّ مفرداته الجدیدة بلحظة واحدة، ففی لحظة واحدة یقطع صلته باُمّه، ویتنفّس الهواء الطلق! یتناول طعامه من فمه بدلا من الحبل السرّی! یخرج إلى محیط غارق فی النور والإشراق بدلا من محیط بطن اُمّه المظلم؟!
ألیست هذه أعظم الدلائل على قدرة الله وعلمه اللا محدودین؟
وهل أنّ هذه المادّة الجامدة المیتة وهذه الطبیعة غیر الهادفة یمکنها أن تنظّم حلقة واحدة صغیرة من آلاف الحلقات فی سلسلة الخلق بالاستفادة من المصادفات العمیاء؟
فیا للأسف کیف یتعقّل الإنسان مثل هذا الاحتمال الموهوم فیما یخصّ خلقته؟!
ثمّ... تشیر الآیة إلى المرحلتین السادسة والسابعة من هذا البرنامج المذهل بانتقالها إلى حلقة اُخرى، فتذکر مراحل العمر المختلفة والعوامل المؤثّرة فی زیادته ونقصانه فتقول الآیة الکریمة: (وما یعمّر من معمّر ولا ینقص من عمره إلاّ فی کتاب)(2) ویخضع لقوانین ومناهج مدروسة یتحکّم فیها علم الله وقدرته المطلقة.
فما هی العوامل المؤثّرة فی إدامة حیاة الإنسان؟ وما هی العوامل التی تهدّد إدامتها؟
وبإختصار ما هی العوامل التی یجب أن تتظافر مع بعضها حتى یستطیع الإنسان أن یعمّر مائة سنة أو أکثر أو أقل؟ وأخیراً ما هی العوامل الموجبة لتفاوت أعمار الناس؟ کلّ ذلک له حسابات دقیقة ومعقّدة لا یعلمها إلاّ الله. وما نعلمه نحن الیوم حول هذه الموضوعات بالقیاس إلى ما لا نعلمه یعتبر شیئاً تافهاً.
«معمّر» من مادّة «عُمْر» فی الأصل من «العمارة» نقیض الخراب، والعمر اسم لمدّة عمارة البدن بالحیاة خلال مدّة معیّنة.
«معمر» أی الشخص الطویل العمر.
وأخیراً تختم الآیة بهذه الجملة (إنّ ذلک على الله یسیر).
فخلق هذا الموجود العجیب من التراب، وبدء خلق إنسان کامل من «ماء النطفة» وکذلک المسائل المرتبطة بتحدید الجنس، ثمّ الزوجیة، والحمل، والولادة، وزیادة أو نقص العمر سواء بلحاظ القدرة أو بلحاظ العلم والحسابات کلّها بالنسبة إلیه تعالى سهلة وبسیطة، وذلک بمجموعه یمثّل جانباً من «آیات الأنفس» التی تربطنا ببدایة عالم الوجود والتعرّف علیه من جهة، کما تعتبر أدلّة حیّة على مسألة إمکانیة المعاد من جهة اُخرى.
فهل أنّ القادر على الخلق الأوّل من التراب والنطفة غیر قادر على إعادة الحیاة للناس مرّة اُخرى!؟(3)
وهذه ثلاث مراحل من مراحل خلق الإنسان: الطین ـ والنطفة ـ ومرحلة الزوجیة.
بدیهی أنّ الإنسان من التراب، إذ إنّ آدم(علیه السلام) خلق من تراب، کما أنّ جمیع المواد سواء التی یتشکّل منها جسم الإنسان، أو التی یتغذّى علیها، أو التی تنعقد منها نطفته، جمیعها تنتهی إلى مواد هی ذاتها التی یحتویها التراب.
احتمل البعض أنّ الخلق من التراب، إشارة إلى الخلق الأوّل فقط، أمّا الخلق من النطفة فهو إشارة إلى المراحل التالیة التی أوّلها مرحلة الخلقة الإجمالیة للبشر (بلحاظ أنّ وجود الجمیع یتلخّص بوجود آدم(علیه السلام)) وثانیها المرحلة التفضیلیة بإنفصال الإنسان من الآخر.
وعلى کلّ حال فإنّ مرحلة «الزوجیة» هی مرحلة إدامة نسل الإنسان وحفظ نوعه، وأمّا ما احتمله البعض من أنّ معنى «أزواجاً» هنا «الأصناف» أو «الروح والجسم» وأمثالها، فیبدو بعیداً.
ثمّ ینتقل إلى المرحلة الرابعة والخامسة، «حمل النساء» و«الولادة» فیقول تعالى: (وما تحمل من اُنثى ولا تضع إلاّ بعلمه).
نعم، الحمل والتحوّلات والتغیّرات المذهلة والمعقّدة فی الجنین، ثمّ بلوغ مرحلة وضع الحمل والإضطرابات والتغیّرات المحیّرة للاُمّ من جهة، وللجنین من جهة ثانیة، بشکل وبمقدار منظّم ودقیق لا یمکن تعقّله بدون إسناده إلى العلم الإلهی اللامتناهی، فلو اُصیب النظام الذی یحکم هذه العملیة باختلال ولو بمقدار رأس الإبرة لأدّى إلى عسر أو إختلال الحمل أو عملیة الولادة، ثمّ إلى ضیاع الجنین وهلاکه.
هذه المراحل الخمس من حیاة الإنسان، إحداها أعجب من الاُخرى وأکثر إثارة للدهشة. فأین الثرى من الثریّا... أین ذلک التراب المیّت الجامد من الإنسان الحی العاقل الفطن المبتکر؟! وأین تلک النطفة الحقیرة التی تتکوّن من بضع قطرات من الماء المتعفّن من ذلک الإنسان الراشد الجمیل والمجهّز بالحواس والأجهزة العضویة المختلفة(1).
بعد هذه المرحلة، تأتی مرحلة تقسیم النوع البشری إلى جنسین «المذکّر»«المؤنّث» بالفروقات الکثیرة فی الجسم والروح، والاُمور الفسلجیة التی تبدأ بالتحدّد منذ اللحظات الاُولى لإنعقاد النطفة، وإتّخاذ مسیرها الخاص والتکامل فی کلّ جنس باتّجاه الرسالة التی اُنیطت به.
ثمّ تظهر مسألة رسالة الاُمّ فی قبول وتحمّل ذلک الحمل وحفظه وتغذیته وتربیته والتی حیّرت العلماء لقرون طویلة، حتى اعترفوا بأنّها من أعجب مسائل الوجود.
وآخر مرحلة فی هذا المسیر هی مرحلة الولادة، وهی مرحلة تحوّل کامل تقترن بعجائب کثیرة.
فما هی العوامل التی تدفع الجنین إلى الخروج من بطن اُمّه؟
کیف یتمّ التنسیق بین هذا الأمر وبین إعداد جسم الاُمّ لتحقّق ذلک الأمر؟
کیف یتمکّن الجنین بعد تعوّده على وضع ما لمدّة تسعة أشهر، أن یلبس وضعاً جدیداً ویطبّق کلّ مفرداته الجدیدة بلحظة واحدة، ففی لحظة واحدة یقطع صلته باُمّه، ویتنفّس الهواء الطلق! یتناول طعامه من فمه بدلا من الحبل السرّی! یخرج إلى محیط غارق فی النور والإشراق بدلا من محیط بطن اُمّه المظلم؟!
ألیست هذه أعظم الدلائل على قدرة الله وعلمه اللا محدودین؟
وهل أنّ هذه المادّة الجامدة المیتة وهذه الطبیعة غیر الهادفة یمکنها أن تنظّم حلقة واحدة صغیرة من آلاف الحلقات فی سلسلة الخلق بالاستفادة من المصادفات العمیاء؟
فیا للأسف کیف یتعقّل الإنسان مثل هذا الاحتمال الموهوم فیما یخصّ خلقته؟!
ثمّ... تشیر الآیة إلى المرحلتین السادسة والسابعة من هذا البرنامج المذهل بانتقالها إلى حلقة اُخرى، فتذکر مراحل العمر المختلفة والعوامل المؤثّرة فی زیادته ونقصانه فتقول الآیة الکریمة: (وما یعمّر من معمّر ولا ینقص من عمره إلاّ فی کتاب)(2) ویخضع لقوانین ومناهج مدروسة یتحکّم فیها علم الله وقدرته المطلقة.
فما هی العوامل المؤثّرة فی إدامة حیاة الإنسان؟ وما هی العوامل التی تهدّد إدامتها؟
وبإختصار ما هی العوامل التی یجب أن تتظافر مع بعضها حتى یستطیع الإنسان أن یعمّر مائة سنة أو أکثر أو أقل؟ وأخیراً ما هی العوامل الموجبة لتفاوت أعمار الناس؟ کلّ ذلک له حسابات دقیقة ومعقّدة لا یعلمها إلاّ الله. وما نعلمه نحن الیوم حول هذه الموضوعات بالقیاس إلى ما لا نعلمه یعتبر شیئاً تافهاً.
«معمّر» من مادّة «عُمْر» فی الأصل من «العمارة» نقیض الخراب، والعمر اسم لمدّة عمارة البدن بالحیاة خلال مدّة معیّنة.
«معمر» أی الشخص الطویل العمر.
وأخیراً تختم الآیة بهذه الجملة (إنّ ذلک على الله یسیر).
فخلق هذا الموجود العجیب من التراب، وبدء خلق إنسان کامل من «ماء النطفة» وکذلک المسائل المرتبطة بتحدید الجنس، ثمّ الزوجیة، والحمل، والولادة، وزیادة أو نقص العمر سواء بلحاظ القدرة أو بلحاظ العلم والحسابات کلّها بالنسبة إلیه تعالى سهلة وبسیطة، وذلک بمجموعه یمثّل جانباً من «آیات الأنفس» التی تربطنا ببدایة عالم الوجود والتعرّف علیه من جهة، کما تعتبر أدلّة حیّة على مسألة إمکانیة المعاد من جهة اُخرى.
فهل أنّ القادر على الخلق الأوّل من التراب والنطفة غیر قادر على إعادة الحیاة للناس مرّة اُخرى!؟(3)
لا يوجد تعليق