الجواب الاجمالي:
کلّ جزاء ـ من ثواب أو عقاب ـ ینال الناس من جانب الله سبحانه فإنّما هو جزاء أعمالهم التی إرتکبوها بمحض إرادتهم واختیارهم (ذلک بما قدّمت أیدیکم). كما أنه سبحانه وتعالى (الله لیس بظلام للعبید) وأنّ قانونه فی الجزاء یدور على محور العدل المطلق،
الجواب التفصيلي:
یمکن الحصول على الإجابة لهذا السؤال من خلال الآیة 182 من سورة «آل عمران»، یقول الله تعالى: (ذلک بما قدّمت أیدیکم(1) وأنّ الله لیس بظلاّم للعبید).
بل لو أنّکم وأمثالکم من المجرمین لم تنالوا جزاء أعمالکم ولم تروها باُمّ أعینکم، ووقفتم فی عداد الصالحین لکان ذلک غایة فی الظلم، ولو أنّ الله سبحانه لم یفعل ذلک لکان ظلاماً للناس.
ولقد نقل عن الإمام علی(علیه السلام) فی نهج البلاغة أنّه قال: «وأیم الله ما کان قوم قط فی غض نعمة من عیش فزال عنهم إلاّ بذنوب اجترحوها لأن الله لیس بظلام للعبید»(2)
إنّ هذه الآیة تعدّ من الآیات التی تفنّد ـ من جهة ـ مقولة الجبریین، وـ تعمم ـ من جهة اُخرى ـ أصل ـ العدالة وتسحبه على کل الأفعال الإلهیّة، فتکون جمیعاً مطابقة للعدالة.
وتوضیح ذلک: إنّ الآیة الحاضرة تصرّح بأنّ کلّ جزاء ـ من ثواب أو عقاب ـ ینال الناس من جانب الله سبحانه فإنّما هو جزاء أعمالهم التی إرتکبوها بمحض إرادتهم واختیارهم (ذلک بما قدّمت أیدیکم).
وتصرّح من جانب آخر بـ أنّ (الله لیس بظلام للعبید) وأنّ قانونه فی الجزاء یدور على محور العدل المطلق، وهذا هو نفس ما تعتقد به العدلیة (وهم القائلون بالعدل الإلهی، وهم الشیعة وطائفة من أهل السنة المسمّون بالمعتزلة).
غیر أنّ هناک فی الطرف الآخر جماعة من أهل السنة «وهم الذین یسمّون بالأشاعرة» لهم اعتقاد غریب فی هذا المجال فهم یقولون: إنّه تعالى هو المالک فی خلقه یفعل ما یشاء ویحکم ما یرید، فلو أدخل الخلائق بأجمعهم الجنّة لم یکن حیفاً، ولو أدخلهم النّار لم یکن جوراً... فلا یتصوّر منه ظلم، ولا ینسب إلیه جور(3).
والآیة الحاضرة تفند هذا النوع من الآراء والمقالات تفنیداً باتاً ومطلقاً وتقول بصراحة لا غبش فیها ولا غموض: (ذلک بما قدّمت أیدیکم وأنّ الله لیس بظلاّم للعبید).
على أنّ لفظة «ظلاّم» صیغة مبالغة، وتعنی من یظلم کثیراً، ولعل اختیار هذه الصیغة فی هذا المکان مع أنّ الله سبحانه لا یظلم حتى إذا کان الظلم صغیراً، لأنّه إذا أجبر الناس على الکفر والمعصیة، وخلق فیهم دواعی العمل القبیح ودوافعه، ثمّ عاقبهم على ما فعلوه بإجباره وإکراهه لم یکن بذلک قد ارتکب ظلماً صغیراً فحسب، بل کان «ظلاّماً»(4)
بل لو أنّکم وأمثالکم من المجرمین لم تنالوا جزاء أعمالکم ولم تروها باُمّ أعینکم، ووقفتم فی عداد الصالحین لکان ذلک غایة فی الظلم، ولو أنّ الله سبحانه لم یفعل ذلک لکان ظلاماً للناس.
ولقد نقل عن الإمام علی(علیه السلام) فی نهج البلاغة أنّه قال: «وأیم الله ما کان قوم قط فی غض نعمة من عیش فزال عنهم إلاّ بذنوب اجترحوها لأن الله لیس بظلام للعبید»(2)
إنّ هذه الآیة تعدّ من الآیات التی تفنّد ـ من جهة ـ مقولة الجبریین، وـ تعمم ـ من جهة اُخرى ـ أصل ـ العدالة وتسحبه على کل الأفعال الإلهیّة، فتکون جمیعاً مطابقة للعدالة.
وتوضیح ذلک: إنّ الآیة الحاضرة تصرّح بأنّ کلّ جزاء ـ من ثواب أو عقاب ـ ینال الناس من جانب الله سبحانه فإنّما هو جزاء أعمالهم التی إرتکبوها بمحض إرادتهم واختیارهم (ذلک بما قدّمت أیدیکم).
وتصرّح من جانب آخر بـ أنّ (الله لیس بظلام للعبید) وأنّ قانونه فی الجزاء یدور على محور العدل المطلق، وهذا هو نفس ما تعتقد به العدلیة (وهم القائلون بالعدل الإلهی، وهم الشیعة وطائفة من أهل السنة المسمّون بالمعتزلة).
غیر أنّ هناک فی الطرف الآخر جماعة من أهل السنة «وهم الذین یسمّون بالأشاعرة» لهم اعتقاد غریب فی هذا المجال فهم یقولون: إنّه تعالى هو المالک فی خلقه یفعل ما یشاء ویحکم ما یرید، فلو أدخل الخلائق بأجمعهم الجنّة لم یکن حیفاً، ولو أدخلهم النّار لم یکن جوراً... فلا یتصوّر منه ظلم، ولا ینسب إلیه جور(3).
والآیة الحاضرة تفند هذا النوع من الآراء والمقالات تفنیداً باتاً ومطلقاً وتقول بصراحة لا غبش فیها ولا غموض: (ذلک بما قدّمت أیدیکم وأنّ الله لیس بظلاّم للعبید).
على أنّ لفظة «ظلاّم» صیغة مبالغة، وتعنی من یظلم کثیراً، ولعل اختیار هذه الصیغة فی هذا المکان مع أنّ الله سبحانه لا یظلم حتى إذا کان الظلم صغیراً، لأنّه إذا أجبر الناس على الکفر والمعصیة، وخلق فیهم دواعی العمل القبیح ودوافعه، ثمّ عاقبهم على ما فعلوه بإجباره وإکراهه لم یکن بذلک قد ارتکب ظلماً صغیراً فحسب، بل کان «ظلاّماً»(4)
لا يوجد تعليق