الجواب الاجمالي:
إن الإجتماع لأجل الإحتفال بمیلاد رسول الله (صلى الله علیه وآله) وقراءة الأشعار وذکر فضائل النبی ومناقبه ومدحه لا یعدّ عبادة له، لأنّ العبادة تعنی أن الإنسان یتخذ من شیئاً إلهاً ورباً ویرى أن له کل التأثیر فی العالم فیتخذه معبوداً له
والإدعاء انّ هذه الأعمال بدعة کذلک أمر مرفوض وغیر مقبول لأن "البدعة" تعني إدخال أمر فی الدین والإدعاء انّه من الدین، أما إذا عمل شخصاً عملاً بعنوان رجاء المطلوبیة، لا بعنوان انه مطلوب من الشارع أو انّه باعتقاده أن هذا العمل یعد من الدین، لا یعتبر القیام بهذا العمل بدعة.
الجواب التفصيلي:
من البدیهی ان تعظیم میلاد النبی (صلى الله علیه وآله) والأولیاء لا یعدّ عبادة لهم، لأنّ العبادة تعنی أن الإنسان یتخذ من شیئاً إلهاً ورباً ویرى أن له کل التأثیر فی العالم فیتخذه معبوداً له ویخضع له فی القول والعمل ویعظمه ویسجد له مثل هذا العمل سوف یکون عبادة. أما الإجتماع لأجل الإحتفال بمیلاد رسول الله (صلى الله علیه وآله) وقراءة الأشعار وذکر فضائل النبی ومناقبه ومدحه لا یعدّ عبادة له. والإنسان الملتزم بضوابط الشریعة ومسائل الدین لا یطلق على هذه الأعمال عبادة، لأنه لا یخطر فی بال أی مسلم عند إقامة مجالس الموالید والتعازی ان هذه الأعمال یقوم بها لأجل عبادة الأنبیاء، وأئمة الدین (علیهم السلام)؛ نعم هذا الأعمال هی تعظیم واحترام وتجلیل لأئمة الدین (علیهم السلام) لکن لیس کل تعظیم وتجلیل هو عبادة.
لأنه لو کان کل تعظیم وتجلیل عبادة، فمدح وتکریم کل شخص سوف یصبح عبادة أیضاً، لأن المسلمین یحترم بعضهم البعض الآخر ویمتدح بعضهم البعض الآخر،کما انهم یذکرون مناقب وفضائل الآخرین، ویقفون احتراماً لرؤسائهم ومسؤولین الدولة المعروفین ویمجدونهم، وإذا کان المدح والثناء بصورة عامة عبادة إذن کل هؤلاء سوف یکونون مشرکین ومسألة المدح والتمجید لیس لها اختصاص بالأنبیاء والأولیاء (علیهم السلام) بل یشمل أنها سوف تشمل کل موارد المدح والتکریم وکل هذه التهم والادعاءات فی حال أنه لا یوجد شخص یقیم هذه الإحتفالات والتعازی بقصد العبادة، وبناءً على هذا فالإشکال هذا سطحی وغیر وارد ومرفوض.
والإدعاء انّ هذه الأعمال بدعة کذلک مرفوض وغیر مقبول لأن "البدعة" تعني إدخال أمر فی الدین والإدعاء انّه من الدین وانّه یریده مثل الواجب أو المستحب، الذی لیس له أصل فی الدین ولا یوجد دلیل علیه، نعم إذا کان دلیلاً ولو على نحو العموم والإطلاق یکفی، امّا إذا لم یکن حتى مثل هذا الدلیل ومع ذلک یُدخله فی أمر الدین فی حین لا یوجد له أصل فی الدین فهذا هو "البدعة"، أما إذا عمل شخصاً عملاً بعنوان رجاء المطلوبیة، لا بعنوان انه مطلوب من الشارع أو انّه باعتقاده أن هذا العمل یعد من الدین، لا یعتبر القیام بهذا العمل بدعة. وسائر الأعمال من دون الإدعاء ان هذه الأعمال من جانب المولى قد شرعت لا یوجد فیها مانع ضمناً انّ هذه الأعمال إذا لم یرد نهی علیها فی دلیل خاص أو عام أو مطلق فإنّها تصبح جائزة، وعلى سبیل المثال حفلة عید میلاد الطفل لم یرد حثٌ علیها وکذلک لم یرد منع عنها فلهذا فهی مباحة والشخص الذی یقوم بها لا یهتم انه جاء ببدعة... فی احتفالات ومحافل ذکر رسول الله والأئمة (علیهم السلام) إذا أقیمت لیس بعنوان الإستحباب أو أنها جاءت فی الشریعة لا تعتبر بدعة أبداً(1)
لا يوجد تعليق