الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
إنّ السنّة الکریمة، عدل القرآن، یُحتَجُّ بها کما یُحتجّ به، فقد أخذت موقف الإیجاب فهی لا تتفق مع عدم السماع وإلیک نزراً یسیراً منها:
1- ما أنتم بأسمعَ منهم :
هذه الکلمة ألقاها النّبی الأکرم (ص) عند ما کان بمقربة من قتلى قریش، وکان یکلّمهم ولمّا اعترض علیه بعض أصحابه بقوله: «کیف تکلّمهم وهم قوم موتى» أجابه بقوله: «ما أنتم بأسمع منهم» وإلیک التفصیل:
لقد انتهت معرکة بدر بانتصارٍ عظیمٍ فی جانب المسلمین وهزیمة نکراء فی جانب المشرکین. فقد غادر المشرکون ساحة القتال هاربین صوب مکة مخلّفین وراءهم سبعین قتیلًا من صنادیدهم وساداتهم وفتیانهم الشجعان وسبعین أسیراً.
و لمّا أمر النبی بإلقاء قتلى المشرکین فی القلیب وقفَ رسولُ اللَّه (ص) عند القلیب وأخذ یخاطب القتلى واحداً واحداً ویقول: «یا أهلَ القلیب، یا عتبة بن ربیعة، ویا شیبة بن ربیعة، ویا أُمیة بن خلف، ویا أبا جهل (وهکذا عدّ من کان منهم فی القلیب) هل وجدتم ما وعدَکم ربّکم حقاً، فإنّی قد وجدت ما وعدَنی ربّی حقاً».
فقال له بعض أصحابه: یا رسول اللَّه أ تنادی قوماً موتى؟
فقال (ص) : «وما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولکنّهم لا یستطیعون أن یجیبونی».
و کتب ابن هشام یقول: إنّ رسول اللَّه (ص) قال: «یا أهل القلیب بئس عشیرة النبیّ کنتم لِنبیّکم کذَّبتمونی وصدّقنی الناسُ، وأخرجتُمونی وآوانی الناس، وقاتلتُمونی ونصرنی الناس، (ثمّ قال:) هل وجدتُم ما وعدکم ربی حقاً؟»[1]
و قد أنشد حسان قصیدة بائیّةٌ رائعة حول وقعة بدر الکبرى یشیر فی بعض أبیاتها إلى هذه الحقیقة، أعنی قصة القلیب إذ یقول:
ینادیهمْ رسولُ اللَّه لمّا قذَفناهم کباکبَ فی القلیب
ألم تجِدوا کلامی کان حقاً وأمرُ اللَّه یأخذ بالقلوب؟
فما نَطقوا ولو نَطقوا لقالوا صدقتَ وکنتَ ذا رأی مصیب!
على أنّه لا توجد عبارة أشد صراحة ممّا قاله رسول اللَّه (ص) فی المقام، حیث قال: «ما أنتم بأسمع منهم».
ولیس ثمة بیان أکثر إیضاحاً وأشد تقریراً لهذه الحقیقة من مخاطبة النبی (ص) لواحدٍ واحدٍ من أهل القلیب، ومناداتهم بأسمائهم وتکلیمهم کما لو کانوا على قید الحیاة.
فلا یحق لأیّ مسلمٍ مؤمن بالرسالة والرسول، أن یسارع إلى إنکار هذه القضیة التاریخیة الإسلامیة المسلّمة، ویبادر قبل التحقیق ویقول: إنّ هذه القضیة غیر صحیحة، لأنّها لا تنطبق مع الموازین العقلیة المادیة المحدودة.
وقد نقلنا هنا نصَّ هذا الحوار، لکی یرى المسلمون الناطقون باللغة العربیة کیف أنّ حدیث النبی (ص) یصرّح بهذه الحقیقة، بحیث لا توجد مثلها عبارة فی الصراحة، والدلالة على هذه الحقیقة.
ومن أراد الوقوف على مصادر هذه القصة فعلیه أن یراجع ما ذکرناه فی الهامش أدناه[2]
2- روایة الصّحابی الجلیل: عثمان بن حنیف:
روى الحافظ الطبرانی عن الصحابی الجلیل عثمان بن حنیف: أنّ رجلًا کان یختلف إلى عثمان بن عفان فی حاجة له، وکان لا یلتفت إلیه ولا ینظر فی حاجته، فلقى ابنَ حنیف فشکى إلیه ذلک، فقال له ابنُ حنیف: ائت المیضاة، فتوضأ ثمّ ائتِ المسجد فصلِّ رکعتین، ثمّ قل: اللّهمّ إنّی أسألک وأتوجّه إلیک بنبیّنا محمد نبیّ الرحمة، یا محمد إنّی أتوجّه بک إلى ربّک أن تقضی حاجتی، وتذکر حاجتک.
فانطلق الرجل فصنع ما قال، ثمّ أتى باب عثمان فجاءَه البوّاب حتى أخذ بیده، فأُدخِلَ على عثمان فأجلسه معه على الطنفسة فقال: حاجتک؟ فذکر حاجته وقضى له، ثمّ قال له: ما ذکرتُ حاجتک حتى کانت الساعة، وقال: ما کانت لک من حاجة فاذکرها، ثمّ إنّ الرجل خرج من عنده فلقى ابن حنیف فقال له: جزاک اللَّه خیراً، ما کان ینظر فی حاجتی ولا یلتفت إلیّ حتى کلّمتَه فی.
فقال ابن حنیف: واللَّه ما کلّمته، ولکن شهدتُ رسول اللَّه، وأتاه ضریر فشکى إلیه ذهاب بصره، فقال له النبی (ص) : إن شئت دعوتُ أو تصبر، فقال: یا رسول اللَّه إنّه لیس لی قائدٌ وقد شقّ علیّ، فقال له النبی:
ائت المیضاة فتوضّأْ ثمّ صلّ رکعتین ثمّ ادعُ بهذه الدَعَوات.
قال ابنُ حنیف: فو اللَّهِ ما تفرَّقْنا وطال بنا الحدیثُ حتى دَخَلَ علینا الرجلُ کأنّه لم یکن به ضر[3]
و قال الترمذی: هذا حدیث حقٌّ حسنٌ صحیحٌ.
و قال ابن ماجة: هذا حدیثٌ صحیحٌ.
و قال الرفاعی: لا شک أنّ هذا الحدیث صحیحٌ ومشهورٌ[4].[5]
1- ما أنتم بأسمعَ منهم :
هذه الکلمة ألقاها النّبی الأکرم (ص) عند ما کان بمقربة من قتلى قریش، وکان یکلّمهم ولمّا اعترض علیه بعض أصحابه بقوله: «کیف تکلّمهم وهم قوم موتى» أجابه بقوله: «ما أنتم بأسمع منهم» وإلیک التفصیل:
لقد انتهت معرکة بدر بانتصارٍ عظیمٍ فی جانب المسلمین وهزیمة نکراء فی جانب المشرکین. فقد غادر المشرکون ساحة القتال هاربین صوب مکة مخلّفین وراءهم سبعین قتیلًا من صنادیدهم وساداتهم وفتیانهم الشجعان وسبعین أسیراً.
و لمّا أمر النبی بإلقاء قتلى المشرکین فی القلیب وقفَ رسولُ اللَّه (ص) عند القلیب وأخذ یخاطب القتلى واحداً واحداً ویقول: «یا أهلَ القلیب، یا عتبة بن ربیعة، ویا شیبة بن ربیعة، ویا أُمیة بن خلف، ویا أبا جهل (وهکذا عدّ من کان منهم فی القلیب) هل وجدتم ما وعدَکم ربّکم حقاً، فإنّی قد وجدت ما وعدَنی ربّی حقاً».
فقال له بعض أصحابه: یا رسول اللَّه أ تنادی قوماً موتى؟
فقال (ص) : «وما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولکنّهم لا یستطیعون أن یجیبونی».
و کتب ابن هشام یقول: إنّ رسول اللَّه (ص) قال: «یا أهل القلیب بئس عشیرة النبیّ کنتم لِنبیّکم کذَّبتمونی وصدّقنی الناسُ، وأخرجتُمونی وآوانی الناس، وقاتلتُمونی ونصرنی الناس، (ثمّ قال:) هل وجدتُم ما وعدکم ربی حقاً؟»[1]
و قد أنشد حسان قصیدة بائیّةٌ رائعة حول وقعة بدر الکبرى یشیر فی بعض أبیاتها إلى هذه الحقیقة، أعنی قصة القلیب إذ یقول:
ینادیهمْ رسولُ اللَّه لمّا قذَفناهم کباکبَ فی القلیب
ألم تجِدوا کلامی کان حقاً وأمرُ اللَّه یأخذ بالقلوب؟
فما نَطقوا ولو نَطقوا لقالوا صدقتَ وکنتَ ذا رأی مصیب!
على أنّه لا توجد عبارة أشد صراحة ممّا قاله رسول اللَّه (ص) فی المقام، حیث قال: «ما أنتم بأسمع منهم».
ولیس ثمة بیان أکثر إیضاحاً وأشد تقریراً لهذه الحقیقة من مخاطبة النبی (ص) لواحدٍ واحدٍ من أهل القلیب، ومناداتهم بأسمائهم وتکلیمهم کما لو کانوا على قید الحیاة.
فلا یحق لأیّ مسلمٍ مؤمن بالرسالة والرسول، أن یسارع إلى إنکار هذه القضیة التاریخیة الإسلامیة المسلّمة، ویبادر قبل التحقیق ویقول: إنّ هذه القضیة غیر صحیحة، لأنّها لا تنطبق مع الموازین العقلیة المادیة المحدودة.
وقد نقلنا هنا نصَّ هذا الحوار، لکی یرى المسلمون الناطقون باللغة العربیة کیف أنّ حدیث النبی (ص) یصرّح بهذه الحقیقة، بحیث لا توجد مثلها عبارة فی الصراحة، والدلالة على هذه الحقیقة.
ومن أراد الوقوف على مصادر هذه القصة فعلیه أن یراجع ما ذکرناه فی الهامش أدناه[2]
2- روایة الصّحابی الجلیل: عثمان بن حنیف:
روى الحافظ الطبرانی عن الصحابی الجلیل عثمان بن حنیف: أنّ رجلًا کان یختلف إلى عثمان بن عفان فی حاجة له، وکان لا یلتفت إلیه ولا ینظر فی حاجته، فلقى ابنَ حنیف فشکى إلیه ذلک، فقال له ابنُ حنیف: ائت المیضاة، فتوضأ ثمّ ائتِ المسجد فصلِّ رکعتین، ثمّ قل: اللّهمّ إنّی أسألک وأتوجّه إلیک بنبیّنا محمد نبیّ الرحمة، یا محمد إنّی أتوجّه بک إلى ربّک أن تقضی حاجتی، وتذکر حاجتک.
فانطلق الرجل فصنع ما قال، ثمّ أتى باب عثمان فجاءَه البوّاب حتى أخذ بیده، فأُدخِلَ على عثمان فأجلسه معه على الطنفسة فقال: حاجتک؟ فذکر حاجته وقضى له، ثمّ قال له: ما ذکرتُ حاجتک حتى کانت الساعة، وقال: ما کانت لک من حاجة فاذکرها، ثمّ إنّ الرجل خرج من عنده فلقى ابن حنیف فقال له: جزاک اللَّه خیراً، ما کان ینظر فی حاجتی ولا یلتفت إلیّ حتى کلّمتَه فی.
فقال ابن حنیف: واللَّه ما کلّمته، ولکن شهدتُ رسول اللَّه، وأتاه ضریر فشکى إلیه ذهاب بصره، فقال له النبی (ص) : إن شئت دعوتُ أو تصبر، فقال: یا رسول اللَّه إنّه لیس لی قائدٌ وقد شقّ علیّ، فقال له النبی:
ائت المیضاة فتوضّأْ ثمّ صلّ رکعتین ثمّ ادعُ بهذه الدَعَوات.
قال ابنُ حنیف: فو اللَّهِ ما تفرَّقْنا وطال بنا الحدیثُ حتى دَخَلَ علینا الرجلُ کأنّه لم یکن به ضر[3]
و قال الترمذی: هذا حدیث حقٌّ حسنٌ صحیحٌ.
و قال ابن ماجة: هذا حدیثٌ صحیحٌ.
و قال الرفاعی: لا شک أنّ هذا الحدیث صحیحٌ ومشهورٌ[4].[5]
لا يوجد تعليق