الجواب الاجمالي:
إنّ الإسلام لا یکون دیناً عالمیاً وشمولیاً بدون
عنصر الإمامة، لأن الدین الذی یعتبر نفسه خاتم الأدیان یجب أن یتضمن أجابات على حاجات الناس فی جمیع الأزمان، وهذا المعنى لا یتسنى من دون إمام معصوم فی کلّ زمان من الأزمنة.
والنتیجة هی أن تفسیر الآیة الشریفة بواقعة الغدیر هو التفسیر الوحید والمقبول من جمیع الجهات
والنتیجة هی أن تفسیر الآیة الشریفة بواقعة الغدیر هو التفسیر الوحید والمقبول من جمیع الجهات
الجواب التفصيلي:
آیة إکمال الدین: «الْیَوْمَ یَئِسَ الَّذینَ کَفَرُوا مِنْ دینِکُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ واخْشَوْنِ الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دینَکُمْ وأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتی ورَضیتُ لَکُمُ الْإِسْلامَ دینا»، «سورة المائدة/ الآیة 3»
نزلت هذه الآیة بعد أن نصّب الرسول صلّى اللّه علیه وآله وسلّم علی بن أبی طالب خلیفة وإماما على أمته فی الیوم 18 من ذی الحجة فی مکان یقال له: غدیر خم[1]
لان الیوم الذی تتحدث عنه الآیة الشریفة له خصائص مهمة أربع:
1- إن هذا الیوم هو الیوم الذی شعر فیه الکفّار والمشرکون بالیأس الکامل.
2- الیوم الذی أکمل اللَّه لکم الدین.
3- الیوم الذی أتم اللَّه تعالى نعمته على جمیع المسلمین.
4- الیوم الذی رضى به اللَّه تعالى أن یکون الإسلام دیناً خالداً لجمیع الناس.
فأیّ یوم هذا الیوم المبارک الذی یتمتع بهذه الخصوصیات الأربعة؟
و مع أیّ حادثة من الحوادث التاریخیة فی زمن النزول یمکن تطبیق هذه الآیة الشریفة؟
وفی مقام هذا الجواب على هذا السؤال فالفخر الرازی له رأیان[2] والمرحوم الطبرسی ذکر رأیاً ثالثاً، ونحن بالتوکل على اللَّه تعالى وبالإستعانة بالعقل والمنطق والإبتعاد عن التعصّب ولغة الأحساسات والإبتعاد عن کلّ ما یخلّ بوحدة المسلمین نبحث هذه الآراء والنظریات الثلاث بدقّة:
النظریة الاولى: وهی أحدى النظریات التی ذکرها الفخرالرازی فی تفسیره للآیة الشریفة، وهی أنّ کلمة «الیوم» الواردة فی هذه الآیة لم ترد بمعناها الحقیقی بل وردت بالمعنى المجازی، أی أنّ کلمة «الیوم» هنا تعنی «المرحلة» أو البرهة من الزمان لا مقطع خاص منه بما یحکی عن لیلة ونهار واحد.
وطبقاً لهذه النظریة فإنّ الیوم هنا لا یقصد به یوم معین أو حادثة خاصّة بل یشیر إلى بدایة مرحلة تحکی عن عظمة الإسلام ویأس الأعداء والکفّار من تحقیق النصر على هذه الدعوة السماویة.
ولکن الجواب على هذه النظریة واضح لأنّ المعنى المجازی یحتاج إلى قرینة لصرف الإستعمال عن المعنى الحقیقی، فما هی هذه القرینة الواضحة التی استند علیها الفخرالرازی للقول بالمعنى المجازی؟
النظریة الثانیة: أن المراد بکلمة الیوم فی الآیة الشریفة هو المعنى الحقیقی، أی هو یوم خاصّ ومعین وهو «یوم عرفة» الثامن من شهر ذی القعدة، فی حجّة الوداع فی السنة العاشرة للهجرة.
ولکن هذه النظریة بدورها لا تتضمن إقناعاً کافیاً لأنّ یوم عرفة فی السنة العاشرة للهجرة لا یختلف عن أیّام عرفة الاخرى فی السنة التاسعة والثامنة للهجرة، ولولم تحدث فی هذا الیوم حادثة خاصة فکیف ذکرته الآیة الشریفة بلغة التعظیم والتبجیل؟
والخلاصة هی أنّ هذه النظریة غیر مقبولة وغیرمنطقیة وبالتالی فإنّ کلا النظریتین للفخرالرازی لا تعیننا فی استجلاء مضمون الآیة الشریفة واکتشاف السر المستودع فیها.
النظریة الثالثة: وهی التی ذکرها الطبرسی الذی یعد من أساطین المفسّرین لدى الشیعة، فإنّه بعد أن نقل القولین السابقین للفخرالرازی وردّهما ذکر تفسیر أهل البیت فی مورد هذه الآیة الشریفة الذی هو تفسیر جمیع مفسّری الشیعة وعلمائهم.
یرى أصحاب هذه النظریة أن المراد ب «الیوم» فی هذه الآیة الکریمة الذی تحقق فیه یأس الکفّار واستوجب رضى اللَّه تعالى وکمل فیه الدین وتمت فیه النعمة هو الیوم الحادی عشر من شهر ذی الحجّة من السنة العاشرة للهجرة أی یوم عید الغدیر، وهو الیوم الذی نصّب فیه رسول اللَّه(ص) الإمام علیّ(ع) خلیفة له على المسلمین وأعلن فیه خلافته وولایته بصورة رسمیة.
إذا نظرنا بعین الإنصاف إلى هذه الآیة الشریفة وابتعدنا عن المسبوقات الفکریة والرواسب التراثیة لرأینا الآیة الشریفة تنطبق تماماً على واقعة الغدیر لأنها:
أوّلًا: لأنّ أعداء الإسلام بعد أن فشلوا فی جمیع مؤامراتهم وانهزموا فی حروبهم ضد الإسلام والمسلمین وفشلت خططهم فی بثّ التفرقة والإختلاف فی صفوف المسلمین فإنّهم لم یبق لهم سوى شیء واحد یحیی أملهم فی الإنتصار والتغلب على هذا الدین الجدید، وهو أن النبی الأکرم بعد رحیله من هذه الدنیا وخاصّة مع أخذ بالنظر الإعتبار أنّه لم یکن له ولد یخلفه فی أمر الدعوة واستمراریة الرسالة ولم یعیّن لحد الآن خلیفة له من بعده فیمکنهم والحال هذه أن یسددوا ضربة قاصمة للإسلام والدعوة السماویة بعد رحیل الرسول صلى الله علیه وآله، ولکنّهم عندما شاهدوا أنّ النبی الأکرم قد جمع المسلمین فی صحراء غدیر خم فی الیوم الثامن عشر من ذی الحجّة فی السنة العاشرة للهجرة واختار خلیفة له على المسلمین وهو أعلمهم وأقدرهم فی تدبیر امور المجتمع الإسلامی فإنّ أملهم هذا قد تبدلّ إلى یأس کامل، وتبخرت حینذاک طموحاتهم وتمنیاتهم وأغلقت فیه النافذة الوحیدة للأمل لدیهم فیأسوا من هزیمة الإسلام إلى الأبد.
ثانیاً: مع انتخاب الإمام علی علیه السلام خلیفة ووصیاً للرسول فإنّ النبوة لن تنقطع بل استمرت فی سیرها التکاملی لأن الإمامة هی تکمیل للنبوة وبالتالی فالإمامة هی السبب فی کمالالدین، وعلى هذا الأساس فإن اللَّه تعالى قد أکمل دینه بنصبه الإمام علی خلیفة على المسلمین وهو الشخصیة المتمیزة من بین المسلمین بالعلم والقدرة والتقوى والفضیلة بما لا یدانیه أحد بعد رسول اللَّه صلى الله علیه وآله.
ثالثاً: إن النعم الإلهیة قد تمت على المسلمین بنصب الإمام علی خلیفة وإماماً بعد رسول اللَّه صلى الله علیه وآله.
رابعاً: إنّ الإسلام بلا شک سوف لا یکون دیناً عالمیاً وشمولیاً وخاتم الأدیان بدون عنصر الإمامة، لأن الدین الذی یعتبر نفسه خاتم الأدیان یجب أن یتضمن أجابات کافیة على حاجات الناس المتکثرة والمتوالیة فی جمیع الأزمان، وهذا المعنى لا یتسنى من دون إمام معصوم فی کلّ زمان من الأزمنة.
والنتیجة هی أن تفسیر الآیة الشریفة بواقعة الغدیر هو التفسیر الوحید والمقبول من جمیع الجهات[3]
نزلت هذه الآیة بعد أن نصّب الرسول صلّى اللّه علیه وآله وسلّم علی بن أبی طالب خلیفة وإماما على أمته فی الیوم 18 من ذی الحجة فی مکان یقال له: غدیر خم[1]
لان الیوم الذی تتحدث عنه الآیة الشریفة له خصائص مهمة أربع:
1- إن هذا الیوم هو الیوم الذی شعر فیه الکفّار والمشرکون بالیأس الکامل.
2- الیوم الذی أکمل اللَّه لکم الدین.
3- الیوم الذی أتم اللَّه تعالى نعمته على جمیع المسلمین.
4- الیوم الذی رضى به اللَّه تعالى أن یکون الإسلام دیناً خالداً لجمیع الناس.
فأیّ یوم هذا الیوم المبارک الذی یتمتع بهذه الخصوصیات الأربعة؟
و مع أیّ حادثة من الحوادث التاریخیة فی زمن النزول یمکن تطبیق هذه الآیة الشریفة؟
وفی مقام هذا الجواب على هذا السؤال فالفخر الرازی له رأیان[2] والمرحوم الطبرسی ذکر رأیاً ثالثاً، ونحن بالتوکل على اللَّه تعالى وبالإستعانة بالعقل والمنطق والإبتعاد عن التعصّب ولغة الأحساسات والإبتعاد عن کلّ ما یخلّ بوحدة المسلمین نبحث هذه الآراء والنظریات الثلاث بدقّة:
النظریة الاولى: وهی أحدى النظریات التی ذکرها الفخرالرازی فی تفسیره للآیة الشریفة، وهی أنّ کلمة «الیوم» الواردة فی هذه الآیة لم ترد بمعناها الحقیقی بل وردت بالمعنى المجازی، أی أنّ کلمة «الیوم» هنا تعنی «المرحلة» أو البرهة من الزمان لا مقطع خاص منه بما یحکی عن لیلة ونهار واحد.
وطبقاً لهذه النظریة فإنّ الیوم هنا لا یقصد به یوم معین أو حادثة خاصّة بل یشیر إلى بدایة مرحلة تحکی عن عظمة الإسلام ویأس الأعداء والکفّار من تحقیق النصر على هذه الدعوة السماویة.
ولکن الجواب على هذه النظریة واضح لأنّ المعنى المجازی یحتاج إلى قرینة لصرف الإستعمال عن المعنى الحقیقی، فما هی هذه القرینة الواضحة التی استند علیها الفخرالرازی للقول بالمعنى المجازی؟
النظریة الثانیة: أن المراد بکلمة الیوم فی الآیة الشریفة هو المعنى الحقیقی، أی هو یوم خاصّ ومعین وهو «یوم عرفة» الثامن من شهر ذی القعدة، فی حجّة الوداع فی السنة العاشرة للهجرة.
ولکن هذه النظریة بدورها لا تتضمن إقناعاً کافیاً لأنّ یوم عرفة فی السنة العاشرة للهجرة لا یختلف عن أیّام عرفة الاخرى فی السنة التاسعة والثامنة للهجرة، ولولم تحدث فی هذا الیوم حادثة خاصة فکیف ذکرته الآیة الشریفة بلغة التعظیم والتبجیل؟
والخلاصة هی أنّ هذه النظریة غیر مقبولة وغیرمنطقیة وبالتالی فإنّ کلا النظریتین للفخرالرازی لا تعیننا فی استجلاء مضمون الآیة الشریفة واکتشاف السر المستودع فیها.
النظریة الثالثة: وهی التی ذکرها الطبرسی الذی یعد من أساطین المفسّرین لدى الشیعة، فإنّه بعد أن نقل القولین السابقین للفخرالرازی وردّهما ذکر تفسیر أهل البیت فی مورد هذه الآیة الشریفة الذی هو تفسیر جمیع مفسّری الشیعة وعلمائهم.
یرى أصحاب هذه النظریة أن المراد ب «الیوم» فی هذه الآیة الکریمة الذی تحقق فیه یأس الکفّار واستوجب رضى اللَّه تعالى وکمل فیه الدین وتمت فیه النعمة هو الیوم الحادی عشر من شهر ذی الحجّة من السنة العاشرة للهجرة أی یوم عید الغدیر، وهو الیوم الذی نصّب فیه رسول اللَّه(ص) الإمام علیّ(ع) خلیفة له على المسلمین وأعلن فیه خلافته وولایته بصورة رسمیة.
إذا نظرنا بعین الإنصاف إلى هذه الآیة الشریفة وابتعدنا عن المسبوقات الفکریة والرواسب التراثیة لرأینا الآیة الشریفة تنطبق تماماً على واقعة الغدیر لأنها:
أوّلًا: لأنّ أعداء الإسلام بعد أن فشلوا فی جمیع مؤامراتهم وانهزموا فی حروبهم ضد الإسلام والمسلمین وفشلت خططهم فی بثّ التفرقة والإختلاف فی صفوف المسلمین فإنّهم لم یبق لهم سوى شیء واحد یحیی أملهم فی الإنتصار والتغلب على هذا الدین الجدید، وهو أن النبی الأکرم بعد رحیله من هذه الدنیا وخاصّة مع أخذ بالنظر الإعتبار أنّه لم یکن له ولد یخلفه فی أمر الدعوة واستمراریة الرسالة ولم یعیّن لحد الآن خلیفة له من بعده فیمکنهم والحال هذه أن یسددوا ضربة قاصمة للإسلام والدعوة السماویة بعد رحیل الرسول صلى الله علیه وآله، ولکنّهم عندما شاهدوا أنّ النبی الأکرم قد جمع المسلمین فی صحراء غدیر خم فی الیوم الثامن عشر من ذی الحجّة فی السنة العاشرة للهجرة واختار خلیفة له على المسلمین وهو أعلمهم وأقدرهم فی تدبیر امور المجتمع الإسلامی فإنّ أملهم هذا قد تبدلّ إلى یأس کامل، وتبخرت حینذاک طموحاتهم وتمنیاتهم وأغلقت فیه النافذة الوحیدة للأمل لدیهم فیأسوا من هزیمة الإسلام إلى الأبد.
ثانیاً: مع انتخاب الإمام علی علیه السلام خلیفة ووصیاً للرسول فإنّ النبوة لن تنقطع بل استمرت فی سیرها التکاملی لأن الإمامة هی تکمیل للنبوة وبالتالی فالإمامة هی السبب فی کمالالدین، وعلى هذا الأساس فإن اللَّه تعالى قد أکمل دینه بنصبه الإمام علی خلیفة على المسلمین وهو الشخصیة المتمیزة من بین المسلمین بالعلم والقدرة والتقوى والفضیلة بما لا یدانیه أحد بعد رسول اللَّه صلى الله علیه وآله.
ثالثاً: إن النعم الإلهیة قد تمت على المسلمین بنصب الإمام علی خلیفة وإماماً بعد رسول اللَّه صلى الله علیه وآله.
رابعاً: إنّ الإسلام بلا شک سوف لا یکون دیناً عالمیاً وشمولیاً وخاتم الأدیان بدون عنصر الإمامة، لأن الدین الذی یعتبر نفسه خاتم الأدیان یجب أن یتضمن أجابات کافیة على حاجات الناس المتکثرة والمتوالیة فی جمیع الأزمان، وهذا المعنى لا یتسنى من دون إمام معصوم فی کلّ زمان من الأزمنة.
والنتیجة هی أن تفسیر الآیة الشریفة بواقعة الغدیر هو التفسیر الوحید والمقبول من جمیع الجهات[3]
لا يوجد تعليق