الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
ان بعض الجهّال من اهل السنة اتهموا الشیعة بالشرک و الابتداع مع ان کل عمل و عقیدة فی الشیعة موافق للکتاب و السنة، و اما ما ابتدعه الشیخین وعثمان ومعاویة ویزید و ... - الذی یخالف الکتاب والسنة- لا یعترضوا علیه بل عملوا به لانهم اعتقدوا بعدالة الصحابة اجمعین حتی ممن ثبت نفاقهم وانحرافهم فی التاریخ الذین یسعون فی ان یحرفوا الاسلام للوصول الى هدفهم من خلال نشر الخرافات وابتداع السنن الخبیثة !
نذکر بعض ما ابتدعه الشیخین لتعلموا أنّ البدعة فی الاسلام کانت من ناحیة اهل السنة لا الشیعة:
الف) ما ابتدعه الأول منهم التأمّر على الناس من غیر أن أباح اللّه له ذلک و لا رسوله، و مطالبة جمیع الأمة بالبیعة له، و الانقیاد الى طاعته طوعا و کرها، فکان ذلک منه أول ظلم ظهر فی الاسلام بعد وفاة رسول اللّه (صلّى اللّه علیه و آله و سلم)؛ وظلمه لمولاتنا فاطمة علیها السّلام و اغتصابه فدکا منها؛ و التخلف عن جیش أسامة؛ و... و أنه لمّا حضرته الوفاة جعل ما کان اغتصبه و ظلمه فی الاستیلاء علیه لعمر من بعده، و طالب الناس بالبیعة و الرضا به و ... [1]
ب) ما ابتدعه الثانی کثیر من جملته: جهله بموت النبیّ محمّد صلّى اللّه علیه و آله و سلّم؛و قیام شهر رمضان بالتراویح؛ و تحریم المتعة؛ و جمع الناس فی صلاة الجنائز على اربع تکبیرات؛ و إسقاطه لجزء من الأذان و الإقامة و هو «حیّ على خیر العمل؛ و التخلف عن جیش أسامة؛ و أنه أمر برجم المجنونة و أمر برجم امرأة حامل؛ و أنه وضع الخراج على أرض السواد؛ و أنه لم یعط أرباب الخمس منها خمسهم و جعلها موقوفة على کافة المسلمین؛ و أبی أن یورّث أحدا من الأعاجم إلّا من ولد فی بلاد العرب و ...[2]
و کذلک ما ابتدعه عثمان و معاویة و یزید و... کثیر لا یخفی علی المنصفین من المحققین.
أما إن قیل أنها بدعة حسنة فلا اشکال ! فنقول لهم: أ تقولون إنها أحسن من سنة رسول اللّه (صلّى اللّه علیه و آله و سلم)، أم تقولون إن سنة الرسول (صلّى اللّه علیه و آله و سلم) أحسن منها، فان قالوا: ان هذه البدعة أحسن من سنة الرسول (صلّى اللّه علیه و آله و سلم) کفروا، و ان قالوا: ان سنة الرسول (صلّى اللّه علیه و آله و سلم) أحسن منها فالأحسن أولى و أوجب، على ان اجماعهم ان الرسول (صلّى اللّه علیه و آله و سلم) قال: کل محدثة بدعة، و کل بدعة ضلالة و کل ضلالة فی النار[3]
والعجیب من علماء الوهابی الذی صرّح بهذا الدلیل و أیّده و لکن لن یقبله فی حق ابی یکر و عمر و ... !
قال محمد بن صالح العثیمین من اعظم علماء الوهابی: إذاً لو أن أحداً ابتدع طریقة عقدیة (أی تعود للعقیدة) أو عملیة (تعود إلى العمل) من قول أو فعل، ثم قال: إن هذه حسنة. والنبی، صلى الله علیه وسلم ، یقول: "من سن فی الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى یوم القیامة". قلنا له بکل بساطة : هذا الحسن الذی ادعیت أنه ثابت فی هذه البدعة هل کان خافیاً لدى الرسول، علیه الصلاة والسلام، أو کان معلوماً عنده لکنه کتمه ولم یطلع علیه أحد من سلف الأمة حتى ادخر لک علمه؟! والجواب: إن قال بالأول فشر وإن قال بالثانی فأطم وأشر. فإن قال: إن الرسول، علیه الصلاة والسلام لا یعلم حسن هذه البدعة ولذلک لم یشرعها. قلنا: رمیت رسول الله، صلى الله علیه وسلم ، بأمر عظیم حیث جهلته فی دین الله وشریعته. وإن قال :إنه یعلم ولکن کتمه عن الخلق. قلنا له: وهذه أدهى وأمر لأنک وصفت رسول الله، صلى الله علیه وسلم ، الذی هو الأمین الکریم وصفته بالخیانة وعدم الجود بعلمه، وهذا أشر من وصفه بعدم الجود بماله، مع أنه، صلى الله علیه وسلم ، کان أجود الناس، وهنا شر قد یکون احتمالاً ثالثاً بأن الرسول، صلى الله علیه وسلم ، علمها وبلغها ولکن لم تصل إلینا، فنقول له :وحینئذ طعنت فی کلام الله عز وجل لأن الله تعالى یقول: "إنا نحن نزلنا الذکر وإنا له لحافظون"[4]. وإذا ضاعت شریعة من شریعة الذکر فمعنى ذلک أن الله لم یقم بحفظه بل نقص من حفظه إیاه بقدر ما فات من هذه الشریعة التی نزل من أجلها هذا الذکر. وعلى کل حال فإن کل إنسان یبتدع ما یتقرب به إلى ربه من عقیدة أو عمل قولی أو فعلی فإنه ضال لقول رسول الله، صلى الله علیه وسلم : "کل بدعة ضلالة" فإن الله تعالى یقول:"فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون"[5] وهذه کلیة عامة لا یستثنى منها شیء إطلاقاً فکل بدعة فی دین الله فإنها ضلالة ولیس فیها من الحق شیء[6] فلذا لایجوز استثناء ابی بکر و عمر و ... من هذه القاعدة ایضا.
ثم و أی بدعة أفضع من تکفیر أُمة کبیرة تعد ربع المسلمین أو أکثر و لیس لهم جریمة سوى حب أهل البیت الذین أمر اللَّه سبحانه بمودّتهم و سوى المشایعة للثقلین الذین أمر النبی- صلَّى اللَّه علیه و آله و سلم- بالتمسّک بهما[7]
لا يوجد تعليق