الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
اهل السنة والجماعة تنقسم الی اربعة مذاهب فی الفقه:
1- الحنفی، من تابع ابو حنیفة فی الاحکام الشرعیة;
2- الشافعی، من تابع محمد بن ادریس شافعى;
3- الحنبلی، من تابع احمد بن حنبل، یطلق علیهم اهل الظاهر او اهل الحدیث ایضا؛
4- المالکی، من تابع مالک بن انس.
اما زمان حدوثها: فان العصر العباسی الأول کان عصر أئمة مذاهب السنة الأربعة و قد ظهر فی العصر العباسی الثانی بعض أعلام الفقهاء الذین کونوا لهم مذاهب فی الفقه، و لکن لم یقدر لها الاستقرار و الذیوع أمام المذاهب الأربعة[1]
و یکفی ان نعرف ان الإمام أحمد بن حنبل و هو آخر الأئمة الأربعة توفی (سنة 241 ه) أی قبل أن ینتصف القرن الثالث. أما مالک فتوفی (سنة 179 ه). اذن فقد عاش هؤلاء الأئمة ضمن القرون الثلاث بعد عصر النبی صلی الله علیه و آله[2]
اما المناهج الکلامیة التی فرّقت المسلمین إلى مذاهب، حدثت فی أواخر القرن الأوّل الهجری، واستمرّت فی القرون التالیة، فنجمت عنها فرق إسلامیة مختلفة کالمرجئة، والجهمیة، و المعتزلة، والحشویة، والأشعریة، و الکرّامیة بفرقهم المتشعّبة. وهذه الفرق بمجموعها تکون نتاجاً حقیقیاً لمخاض البحث والمذاکرة، وکنتیجة منطقیة للتوسع الأُفقی فی الرقعة الإسلامیة التی شملت العدید من الأُمم والقومیات المختلفة، وما یؤلّفه ذلک من احتکاک وجدل فکری وتأثّر و تأثیر فی تلک التیّارات الفکریة و تداخل غیر محسوس فی أحیان کثیرة أوجد ودون وعی من الکثیرین، رکائز وجود هذه التصوّرات التی تبلورت فیما بعد فیما یسمّى بالفرق الإسلامیة.
ومن هنا فإنّ المرء لا یجد لها تاریخاً متّصلًا بزمن النبیّ الأکرم صلى الله علیه و آله؛
فالخوارج مثلًا کانوا فرقة سیاسیة نشأت فی عام (37 ه) أثناء حرب صفّین، ثمّ تبدّلت إلى فرقة دینیّة فی أواخر القرن الأوّل و أوائل القرن الثانی؛
والمرجئة ظهرت فی الأوساط الإسلامیّة عند اختلاف الناس فی الخلیفة عثمان و الإمام علیّ، ثمّ تطورت إلى معنى آخر، و کان من حصیلة التطوّر هو تقدیم الإیمان و تأخیر العمل؛
والجهمیة نتیجة أفکار «جهم بن صفوان» المتوفّى سنة (128 ه)؛
والمعتزلة تستمدّ أُصولها من واصل بن عطاء تلمیذ الحسن البصری المتوفّى عام (130 ه)، وبعده ابو علی الجبائی و...؛ ان المعتزلة انقرض فی قرن الثامن الهجری بدلائل السیاسی و ان یوجد افکارهم فی مجامع العلمی!
والأشعریّة نتیجة افکار أبو الحسن الأشعری، المتوفی سنة (324 ه)، هو کان معتزلیا و أعلن تخلّیه عن المعتزلة فی مسجد البصرة و اعتنق مذهبا جدیدا، حیث جعل کلامه على أربعة أرکان، و کلّ رکن على عشرة أصول. کان هذا المذهب ضعیفا فی بدایة نشوئه، و بمجرّد وصول الوزیر نظام الملک إلى الوزارة قام بتوطیده و تقویته، و أسّس المدرسة النظامیة فی بغداد لترویج ذلک المذهب[3]
لهم مقالات منکرة من نفى الحسن و القبح و اسناد الأفعال الاختیاریة للعباد الى اللّه تعالى و جوز الرؤیة و الظلم فی حقه تعالى و... .
والماتریدیة منهج کلامی أسسه محمد بن محمد بن محمود المعروف بأبی منصور الماتریدی، و «ما ترید» محلة بسمرقند فی ما وراء النهر ینسب إلیها، و توفّی عام 333 ه.
وهذا المنهج قریب من منهج الشیخ الأشعری، و الخلاف بینهما لا یتجاوز عدد الأصابع. و لأجل تقارب الفواصل بینهما یعسر التمییز بین المنهجین، و مقتفی أثرهما[4]
والظاهریّة هم أتباع أبى سلیمان داود بن على بن خلف الاصبهانی الظاهری المتوفى سنة 270
والحشویة فرقة من الظاهریة، هم طائفة من المحدثین بالغوا فی إجراء الآیات و الأحادیث التى یفهم منها التشبیه على ظاهرها، فوقعوا فی التجسیم حتى أثبتوا لله- تعالى- جسما، و أبعاضا. و قالوا إن طریق معرفة الله- تعالى- هو السمع لا العقل[5]
ومن ثمرات الحشویة السلفیة و الوهابیة؛ سنبحث مستقلا عن مؤسسه محمد بن عبد الوهاب النّجدی الحنبلی و قیام الدعوة السلفیة الحشویة فی بلاد نجد؛ حیث عضد السیف القلم فانتشرت الدعوة و ظهرت للوجود دولة تتّخذ السلفیة الجدیدة مذهبا فی الدین و أساسا للشرعیة السیاسیة، و من یطلع على ما کتبه مؤرخها «ابن بشر» یجد أن قوامها مجموعة من البدو یتزعمهم فقیه حنبلی حکم على باقی المسلمین بالکفر و الارتداد و أباح دماءهم و أموالهم. و قد أتیح لهذه الدولة الدعم الغربی و مال النفط، فعملت على أن تجعل السلفیة دعوة عالمیة، مستخدمة القوة العسکریة و المال و تحریف التراث و الکذب و إشعال الفتن[6]
وکذلک بقیة فرق اهل التسنن جمیعها فرق نتجت عن البحث الکلامی و صقلها الجدل عبر القرون، فلا تجد لهذه الفرق سنداً متّصلًا بالنبیّ الأکرم صلى الله علیه و آله.
وأمّا عقائد الشیعة الإمامیة فعلى النقیض من ذلک، و لا صلة فی نشأتها بینها و بین تلک الفرق، لأنّها أُخذت أساساً من مصادر التشریع الحقیقیة للإسلام، و هی: الذکر الحکیم أوّلًا، و السنّة النبویّة ثانیاً، و خطب الإمام علیّ وکلمات العترة الطاهرة الصادرة من النبیّ الأکرم صلى الله علیه و آله ثالثاً. فلأجل ذلک یحدّد تاریخ عقائدهم بتاریخ الإسلام و حیاة أئمّتهم الطاهرین[7]
لا يوجد تعليق