الجواب الاجمالي:
هذه المواصفات والمقاییس والمصطلحات المحدودة، لا تنطبق على صفات الله، إذ لا معنى لدیه للقرب والبعد، ولا معنى للصعب والسهل، ولا یوجد مستقبل وماض، .
إنّ إدراک هذه المعانی غیر مستطاع من دون تفریغ الذهن وتخلیته ممّا هو فیه.
لهذا السبب یقال: إنّ من السهل معرفة أصل وجود الخالق جلّ وعلا، لکن من الصعب معرفة صفاته
الجواب التفصيلي:
ان الآیة (لیس کمثله شیء) تتضمّن حقیقة أساسیة فی معرفة صفات الله الاُخرى، وبدونها لا یمکن التوصّل إلى أىّ صفة من صفات الله، لأنّ أکبر منزلق یواجه السائرین فی طریق معرفة الله یتمثل فی «التشبیه»حیث یشبّهون الخالق جلّ وعلا بصفات مخلوقاته، وهو أمر یؤدّی للسقوط فی وادی الشرک!
إنّ وجود الله تعالى لیس له نهایة ولا یحدّ بحدّ، وکل شیء غیره له نهایة وحدّ من حیث القدر والعمر والعلم والحیاة والإرادة والفعل...; وفی کلّ شیء.
وهذا هو خط تنزیه الخالق من نقائص الممکنات.
لذا فإنّ ما یثبت لغیره لا یصح علیه (سبحانه وتعالى) ولا ینطبق على ذاته المنزّهة، بل ولا معنى له.
فبالنسبة إلینا تکون بعض الاُمور سهلة والاُخرى صعبة، وبعض الأحداث وقع فی الماضی وبعضها یقع الآن، ومنها ما یقع فی المستقبل، وبعض الأشیاء صغیر وبعضها کبیر.
إنّ مقاییس هذه الأشیاء ومدلولاتها ومفاهیمها تحتکم إلى وجودنا المحدود، وهی تلائم إدراکنا وحاجتنا إلى مقایسة الأشیاء بغیرها.
أمّا هذه المواصفات والمقاییس والمصطلحات المحدودة، فإنّ أیّاً منها لا ینطبق على صفات الله، إذ لا معنى لدیه للقرب والبعد، فالکل قریب وفی متناول إرادته، ولا معنى للصعب والسهل، فکل شیء سهل وطوع إرادته المطلقة، ولا یوجد مستقبل وماض، فکل شیء بالنسبة إلیه تعالى حضور وحال.
إنّ إدراک هذه المعانی غیر مستطاع من دون تفریغ الذهن وتخلیته ممّا هو فیه.
لهذا السبب یقال: إنّ من السهل معرفة أصل وجود الخالق جلّ وعلا، لکن من الصعب معرفة صفاته(1)
لا يوجد تعليق