الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
ان الجواب على هذا السؤال جاء فی الآیة رقم 5 ـ 7 من سورة "الحج" حیث تشرحان عملیة خلق الانسان فی مراحل سبع: شرحت الآیات السابقة حرکة الإنسان فی مسیرة ذات مراحل سبع، لتبیّن البعث وتثبت إمکانه:
المرحلة الاُولى: عندما کان الإنسان تراباً، وقد یراد به التراب الذی خلق منه آدم 7. کما قد یکون إشارة إلى أنّ جمیع البشر من تراب، لأنّ جمیع المواد الغذائیة التی تکوّن النطفة وغذاءها ـ من بعد ـ من تراب، ولا شکّ فی أنّ الماء یشکّل جزءاً ملحوظاً من جسم الإنسان، والجزء الآخر من الأوکسجین والکاربون، ولیس من التراب، إلاّ أنّ العنصر الأساس الذی تتشکّل منه أعضاء الجسم مصدره التراب، إذن عبارة خلق الإنسان من تراب صحیحة حتماً.
المرحلة الثّانیة: (النطفة): یتحوّل التراب، هذا الموجود البسیط المهمل العدیم الحسّ والحرکة، یتحوّل إلى نطفة تتألّف من أحیاء مجهولة مثیرة تسمّى عند الرجل «أسپر» أو الحیمن وعند المرأة «أوول» أو البویضة وهی غایة فی الصغر حتى أنّها تبلغ الملایین فی نطفة الرجل!
والمثیر أنّ الإنسان یواصل عقب ولادته حرکة تدریجیّة هادئة، تأخذ فی الغالب شکل «التکامل الکمّی» فی الوقت الذی کانت حرکته فی الرحم «کیفیّة» ترافقها طفرات سریعة مغیّرة، والتغیّرات المتعاقبة للجنین فی الرحم مدهشة إلى درجة یمکن تشبیهها بحشرة صغیرة بسیطة تتطوّر بعد أشهر قلیلة إلى طائرة نفّاثة!
وقد تطوّرت وتوسّعت الدراسات عن «علم الأجنّة» الیوم بحیث تمکّن علماؤه من دراسة الجنین فی مراحله المختلفة، وکشفوا عن أسرار هذه الظاهرة العجیبة فی عالم الوجود، وعرضوا النتائج الباهرة التی توصّلوا إلیها فی دراساتهم عن الجنین.
وفی المرحلة الثّالثة یصبح الجنین علقة، وتکون خلایاه کحبّات التوت، بشکل قطعة دم خاثر متلاصقة، یطلق علیها علمیّاً «مورولا»، وبعد مضی مدّة قصیرة تظهر أخادید التقسیم الصغیرة کبدایة لتقسیم أجزاء الجنین، ویطلق على الجنین فی هذه المرحلة اسم «لاستولا».
وفی المرحلة الرّابعة یتّخذ الجنین شکل قطعة لحم ممضوغ، دون أن تتّضح معالم الأعضاء فیه، وفجأةً تحدث تغییرات فی قشرة «الجنین» وتتّخذ شکلا یلائم العمل المطلوب منه القیام به، فتظهر أعضاء الجسم تدریجیّاً، ویسقط کلّ جنین لا یمکنه المرور بهذه المرحلة، ویمکن أن تکون عبارة (مخلّقة وغیر مخلّقة) إشارة إلى هذه المرحلة، أی أنّ الجنین یکون «کامل الخلقة» أو «ناقص الخلقة».
ومن المثیر أنّ القرآن المجید ذکر عبارة (لنبیّن لکم) بعد ذکر هذه المراحل الأربع، مؤکّداً أنّ هذه التغییرات السریعة المدهشة التی تغیّر قطرة ماء صغیرة إلى إنسان کامل، لدلیل واضح على أنّ الله قادر على کلّ شیء.
ثمّ أشار القرآن الکریم إلى مرحلة الجنین الخامسة والسّادسة والسّابعة، التی تلی الولادة أی «الطفولة» و«البلوغ» و«الشّیخوخة»(1) صیرورته کائناً حیّاً، یُعدّ قفزة کبیرة، ومراحل الجنین المختلفة تعدّ قفزات متعاقبة، وولادة الإنسان من بطن اُمّه قفزة مهمّة جدّاً، وهکذا البلوغ والشیخوخة.
وتعبیر القرآن عن یوم القیامة بالبعث، قد یکون إشارةً إلى مفهوم القفزة ذاتها التی تحدث یوم البعث أیضاً، وما أجدرنا بالإنتباه إلى أنّ القرآن تحدّث عن مراحل تکوّن الجنین قبل أن یظهر علم الأجنّة، وحدیثه عنها فی ذلک الزمن دلیل حیّ على أنّ هذا الکتاب العظیم إنّما هو وحی یُوحى من قُدرة قادرة هی التی أبدعت الطبیعة وما وراءها(2)
لا يوجد تعليق