الجواب الاجمالي:
الوجود المحدود كوجود الإنسان أو أي من المخلوقات لا یستطیع أن یکون جامعاً لصفات متضادة فيما بينها كأن يكون أولاً وآخراً في ذات الوقت أو أن يكون ظاهراً وباطناً في نفس الوقت، إلاّ أنّ الحدیث عندما یکون عن صفات الله فسیتغیّر الأمر، حیث یمکن الجمع فی هذه الحالة بین الظاهر والباطن، وبین البدایة والنهایة، وذلک لطبیعة صفات الذات الإلهیّة المقدّسة اللامتناهیة، ولذلک فلا عجب هنا.
الجواب التفصيلي:
من الواضح أنّ الکثیر من الصفات لا یمکن جمعها فینا نحن البشر، وکذا الأمر بالنسبة للموجودات الاُخرى. فمثلا: من کان فی أوّل الصفّ لا یمکن أن یکون فی نفس الوقت فی آخره، وکذلک إذا کنت ظاهراً فلیس بالمقدور أن تکون فی نفس الوقت باطناً والعکس صحیح أیضاً. والسبب فی ذلک هو محدودیة وجودنا، فالوجود المحدود لا یستطیع أن یکون غیر ذلک، إلاّ أنّ الحدیث عندما یکون عن صفات الله فسیتغیّر الأمر، حیث یمکن الجمع فی هذه الحالة بین الظاهر والباطن، وبین البدایة والنهایة، وذلک لطبیعة صفات الذات الإلهیّة المقدّسة اللامتناهیة، ولذلک فلا عجب هنا.
وقد وردت أحادیث عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) وأئمّة أهل البیت(علیهم السلام) فیها توضیحات رائعة تساعد على تفسیر هذه الآیات ذات المحتوى العمیق، ومن جملتها ما ورد فی صحیح مسلم عن الرّسول الأکرم(صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «اللهمّ أنت الأوّل فلیس قبلک شیء، وأنت الآخر فلیس بعدک شیء، وأنت الظاهر فلیس فوقک شیء، وأنت الباطن فلیس دونک شیء»(1)
ویقول أمیر المؤمنین(علیه السلام): «لیس لأوّلیّته ابتداء، ولا لأزلیّته إنقضاء، هو الأوّل لم یزل، والباقی بلا أجل... الظاهر لا یقال ممّ؟ والباطن لا یقال فیم؟»(2)
لا يوجد تعليق