الجواب الاجمالي:
إنّ ما نستفیده من الأحادیث أنّ لبعض صفات الله تعالى أهمیّة أکثر من سواها، ولعل «الأسماء الحسنى» الواردة فی الآیة 180 من سورة الأعراف إشارة إلى هذه الطائفة من الأسماء المتمیّزة، إذ ورد عن النّبی(صلى الله علیه وآله) والأئمّة من أهل بیته(علیهم السلام) «إنّ لله تبارک وتعالى تسعةً وتسعین إسماً ـ مئة إلاّ واحدة ـ من أحصاها دخل الجنّة »
الجواب التفصيلي:
یشیر الله تعالى فی الآیة 180 من سورة «الأعراف» إلى حال أهل الجنّة وبیان لصفاتهم، فتبدأ الآیة بدعوة الناس إلى التدبّر والتوجّه إلى أسماء الله الحسنى کمقدمة للخروج من صف أهل النّار، فتقول: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها). والمراد من «أسماء الله الحسنى» هی صفات الله المختلفة التی هی حُسنى جمیعاً، فنحن نعرف أنّ الله عالم قادر رازق عادل جواد کریم رحیم، کما أنّ له صفات اُخرى حسنى من هذا القبیل أیضاً.
فالمراد من دعاء الله بأسمائه الحسنى، لیس هو ذکر هذه الألفاظ وجریانها على اللسان فحسب، کأن نقول مثلا: یا عالم یا قادر یا أرحم الراحمین، بل ینبغی أن نتمثّلَ هذه الصفات فی وجودنا ما استطعنا إلى ذلک سبیلاً، وأن یشعّ إشراق من علمه وشعاع من قدرته وجانب من رحمته الواسعة فینا وفی مجتمعنا.
لا شک أنّ الأسماء الحسنى تعنی الأسماء الکریمة، ونحن نعرف أنّ أسماء الله کلّها تحمل مفاهیم حُسنى، ولذلک فجمیع أسمائه أسماءٌ حسنى، سواءً کانت صفات لذاته المقدّسة الثبوتیة کالعلم والقادر، أم کانت صفات سلبیة کالقُدّوس مثلا، أو صفات تحکی فعلا من أفعاله کالخالق أو الغفور أو الرحمان أو الرحیم الخ...
ومن ناحیة اُخرى، لا شک أنّ صفات الله لا یمکن إحصاؤها، لأنّ کمالاته غیر متناهیة، ویمکن أن یذکر لکل صفة من صفاته أو کمال من کمالاته اسم...
إلاّ أنّ ما نستفیده من الأحادیث أنّ لبعض صفاته أهمیّة أکثر من سواها، ولعل «الأسماء الحسنى» الواردة فی الآیة محل البحث إشارة إلى هذه الطائفة من الأسماء المتمیّزة، إذ ورد عن النّبی(صلى الله علیه وآله) والأئمّة من أهل بیته(علیهم السلام) «إنّ لله تبارک وتعالى تسعةً وتسعین إسماً ـ مئة إلاّ واحدة ـ من أحصاها دخل الجنّة »(1).(2)
لا يوجد تعليق