مقدمة [5-18]

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
التندید بمن عدد التوحید
قال ابن تیمیة فی کتابه (التأسیس فی رد أساس التقدیس) (1 / 568) : [19-28]التندید بمن عدد التوحید
الحمد لله وکفى ، والصلاة والسلام على عبده المصطفى ، سیدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه المنتخبین أهل الوفا ، ومن لهم اقتفى . أما بعد : فهذا جزء لطیف ، ومنار منیف ، أثبت فیه إبطال التثلیث فی تقسیم التوحید إلى توحید ألوهیة وتوحید ربوبیة وتوحید أسماء وصفات ، حیث انتشر هذا التقسیم فی هذا الزمان ، وقد دعانی إلى ذلک ما رأیت من بعض من کتب فی التوحید والعقائد إثبات هذا الفرق واستساغته تقلیدا من غیر استبصار بحقیقة الامر والحال ، وخصوصا أن هذا التقسیم لا یعرف عند السلف البتة وإنما اخترع هذا التقسیم وانتشر بعد القرن السابع الهجری ، فأردت التنبیه علیه لئلا یغتر بهذا التقسیم أحد من طلاب العلم ، فنسأل الله تعالى لنا الاعانة ، فیما توخینا من الابانة . ولا بد أیضا من التنبیه على القسم الثالث للتوحید وهو : (توحید الاسماء والصفات) وبیان المراد منه عند من یقول به فی هذه الرسالة المختصرة وبالله تعالى التوفیق . (فاعلم) : أن تقسیم التوحید إلى هذه الاقسام الثلاث تقسیم غیر صحیح ، تکلم به بعض متأخری المصنفین منهم صاحب شرح العقیدة
_____________________________________ [الصفحة 6] _____________________________________
الطحاویة ابن أبی العز المنسوب للحنفیة خطأ الذی رد على صاحب الکتاب الاصلی الامام أبی جعفر الطحاوی الحنفی رحمه الله تعالى أثناء شرحه على کتابه - متن الطحاویة - فی التوحید فزیف ابن أبی العز بعض کلام الامام أبی جعفر الطحاوی رحمه الله تعالى ، وظهر بثوب الدعوة إلى مذهب السلف الصالح ، فخالف حقیقة صریح الکتاب والسنة والاجماع وعقیدة أهل السنة والجماعة الوارد فی کلام الامام أبی جعفر الطحاوی ، وظن الساعون فی نشر هذا الشرح للطحاویة والمروجون له أنهم یستطیعون أن یقنعوا الناس بأنه یمثل عقیدة الاسلام الحقة حیث ستروا وغطوا ما لم یعجبهم من عقیدة الطحاوی رحمه الله تعالى وهی العقیدة المتفق على قبولها وصحتها والتى تمثل عقیدة أهل الحق من أهل القرون الثلاثة المشهود لها بالخیریة بهذا الشرح المشحون بالاخطاء والمغالطات المختلفة المتنوعة ! ! ، وکما قیل : لا یضر الفضل إقلال کما لا یضر الشمس إطباق الطفل وقد نص ابن أبی العز فی شرحه المذکور على هذا التقسیم فقال (1) :
(فان التوحید یتضمن ثلاث أنواع : أحدهما الکلام فی الصفات ، والثانی : توحید الربوبیة ، وبیان أن الله وحده خالق کل شئ ، والثالث : توحید الالهیة وهو استحقاقه سبحانه وتعالى أن یعبد وحده لا شریک له) ا ه‍ . فلنبدأ بإثبات تحقیق عدم وجود هذا التقسیم وتفنید هذه العبارة فنقول وبالله تعالى التوفیق .
---
(1) انظر شرح العقیدة الطحاویة لابن أبی العز ، بتخریج الالبانی ، وتوضیح الشاویش المقرین لما فیها جملة وتفصیلا ، طبع المکتب الاسلامی ، الطبعة السادسة ص (78) . (*)
_____________________________________ [الصفحة 7] _____________________________________
تمهید لقد أرسل الله تعالى سیدنا محمدا ص بکلمة التوحید (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وحث علیها ووعد قائلها ومعتقدها الجنة ، وقد وردت بذلک الایات والاخبار الصحیحة ، منها قول الله تعالى : * (فاعلم أنه لا إله إلا الله) * محمد : 19 ، ومنها قوله : * (ومن لم یؤمن بالله ورسوله فانا أعتدنا للکافرین سعیرا) * الفتح : 13 ، وقال النبی ص :
(من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شریک له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن عیسى عبد الله ورسوله وکلمته (2) ألقاها إلى مریم وروح منه (3) ، والجنة حق والنار حق ، أدخله الله الجنة على ما کان من عمل) رواه البخاری (6 / 474 فتح) ومسلم (1 / 57 برقم 46) . وقال ص : (أمرت أن أقاتل الناس حتى یشهدوا أن لا إله إلا الله وأنی رسول الله ، فإذا قالوها عصموا منی دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله) رواه البخاری (1 / 75 فتح) ومسلم (1 / 53 برقم 36) . فمن هذه الایات الکریمة والاحادیث الشریفة یتضح وضوحا جلیا أن الله سبحانه بین لنا أن التوحید هو
(لا إله إلا الله محمد رسول الله) ، ولم یذکر
---
(2) معنى (وکلمته ألقاها إلى مریم) أی : بشارته أرسلها بواسطة الملک إلى السیدة مریم . (3) معنى (وروح منه) أی : منه خلقا وتکوینا ، لا جزءا کما تعتقد النصارى . (*)
_____________________________________ [الصفحة 8] _____________________________________
الله تعالى فی کتابه ، ولا النبی ص فی سنته أن التوحید ینقسم إلى ثلاثة أقسام توحید ربوبیة وتوحید ألوهیة وتوحید أسماء وصفات ، بل لم ینطق بهذا التقسیم أحد من الصحابة ، بل ولا أحد من التابعین ، بل ولا أحد من السلف الصالح رضی الله عن الجمیع . بل إن هذا التقسیم بدعة خلفیة مذمومة حدثت فی القرن الثامن الهجری ، أی بعد زمن النبی ص بنحو ثمانمائة سنة ، ولم یقل بهذا التقسیم أحد من قبل ، والهدف من هذا التقسیم عند من قال به هو تشبیه المؤمنین الذین لا یسیرون على منهج المتمسلفین بالکفار ، بل تکفیرهم بدعوى أنهم وحدوا توحید ربوبیة کسائر الکفار بزعمهم ! ! ولم یوحدوا توحید ألوهیة - وهو توحید العبادة الذین یدعونه - وبذلک کفروا المتوسلین بالانبیاء علیهم الصلاة والسلام أو بالاولیاء وکفروا أیضا کثیرا ممن یخالفهم فی أمور کثیرة یرون الصواب أو الحق على خلافها ، وکل ذلک سببه ذلک الحرانی ، وعلى ذلک سار شارح الطحاویة ابن أبى العز الملقب بالحنفی فخالف الامام الحافظ الطحاوی الحنفی فی عقیدته فی مواضع عدیدة ! منها أن صاحب المتن الامام الطحاوی ینفی الحد عن الله سبحانه والشارح یرد علیه فیثبت الحد ! ومنها أن صاحب المتن ینفی الجهة وینزه الله سبحانه أن یوصف بها والشارح یرد علیه فیثبتها ! حتى قال العلامة علی القاری الحنفی عن شارحها ابن أبی العز فی شرح الفقه الاکبر ص (172) بأنه : (صاحب مذهب باطل ، تابع لطائفة من المبتدعة) . ولا بد أن نبطل هذا التقسیم للتوحید فی هذه المقدمة الصغیرة المتواضعة باختصار تلخیصا للبحث الذی تحویه هذه الرسالة التی سنسلک فیها طریقة :
_____________________________________ [الصفحة 9] _____________________________________
خیر الکلام ما قل ودل ، فنقول وبالله تعالى التوفیق : (أولا) : لا یعرف فی الشرع اطلاق اسم موحد على من کفر ولو بجزء من العقیدة الاسلامیة وذلک بنص الکتاب والسنة ، بل لا یجوز أن نقول الشرع ما لم یقل ولم یرد ، فلا یحل لنا أن نطلق على من کان یقر بوجود الله ویدرک أنه هو الا له المستحق للعبادة دون أن یذعن ویدخل فی هذا الدین بأنه موحد ، بل نطلق علیه أنه کافر ، بدلیل قول الله تعالى : * (ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله زلفى إن الله یحکم بینهم فی ما هم فیه یختلفون إن الله لا یهدی من هو کاذب کفار) * الزمر : 3 . فقد وصفهم الله تعالى بالکذب وبالکفر ، بل وصفهم بصیغة مبالغة وهى : (کفار) کما تقول : ضارب وضراب . فکیف یقال إنهم موحدون توحید ربوبیة والله تعالى وصفهم بالکفر صراحة ؟ ! ! (ثانیا) : هؤلاء الکفار الذین کانوا یقولون فیما وصفهم الله تعالى بقوله : * (ولئن سألتهم من خلق السموات والارض لیقولن الله) * الزمر : 38 ولقمان : 25 ، والذین کانوا یقولون : * (ما نعبدهم الا لیقربونا إلى الله زلفى) * الزمر : 3 ، ما کانوا یقرون بتوحید ربوبیة لو سلمنا جدلا بقسم توحید الربوبیة ، وما کانوا یقرون بوجود الله تعالى ، ولذلک أدلة سأوردها الان إن شاء الله تعالى ، وإنما قالوا ذلک عند محاججة النبی ومجادلته إیاهم وإفحامه لهم بالادلة التی تثبت وجود الله تعالى وتبطل إلهیة ما یعبدون من دون الله سبحانه .
_____________________________________ [الصفحة 10] _____________________________________
فالله سبحانه وتعالى أمر نبیه ص أن یجادلهم ویناقشهم فی عقیدتهم وباقی أمورهم الفاسدة لیثبت لهم الحق قائلا له : * (وجادلهم بالتی هی أحسن) * النحل : 125 ، فلما کان ص یثبت لهم وجود الله ووحدانیته وأن لا إله إلا هو سبحانه ویلزمهم بترک عبادة هذه الاصنام التی کانوا یعبدونها ویسجدون لها من دون الله ، کانوا یتحرجون ولا یعرفون بماذا سیجیبون فکانوا یقولون عند سؤال النبی ص لهم : من خلق السموات والارض ؟ : الله . وکانوا یتحججون قائلین *
(ما نعبدهم) * أی هذه الاوثان * (إلا لیقربونا إلى الله زلفى) * . وهذا کذب صریح منهم لانهم ما کانوا یعتقدون بوجود الله الذی خلق السموات والارض البتة بدلیل أن الله أمرهم فی القرآن الکریم أن یتفکروا فی خلق السموات والارض لیعرفوا أن لها إلها خلقها وأوجدها فیؤمنوا به ، قال تعالى : * (أفلا ینظرون إلى الابل کیف خلقت ، والى السماء کیف رفعت ، والى الجبال کیف نصبت ، وإلى الارض کیف سطحت ، فذکر إنما أنت مذکر ، لست علیهم بمصیطر) * الغاشیة : 17 - 22 ، وقال تعالى : * (وإلهکم إله واحد ، لا إله إلا هو الرحمن الرحیم ، إن فی خلق السموات والارض واختلاف اللیل والنهار والفلک التی تجری فی البحر بما ینفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحیا به الارض بعد موتها وبث فیها من کل دابة وتصریف الریاح والسحاب المسخر بین السماء والارض لایات لقوم یعقلون) * البقرة : 163 - 164 . فکانوا یردون ما جاء فی صدر هذه الایات الشریفة قائلین : * (أجعل الالهة إلها واحدا إن هذا لشئ عجاب) * ص : 5 ، ولو کانوا مقرین بأن الله سبحانه هو خالق السموات والارض وما فیهن ، لما ذکر الله لهم تلک الایات الامرة
_____________________________________ [الصفحة 11] _____________________________________
بالتفکر فی الابل کیف خلقت وفی الجبال کیف نصبت وفی الارض کیف سطحت وفی السماء کیف رفعت . فقولهم عند سؤال النبی لهم وقت إلزامهم الحجة فی المناظرة : من خلق السموات والارض ؟ ! فیقولون : الله . وقولهم *
(ما نعبدهم الا لیقربونا إلى الله زلفى) * ما هو إلا کذب وکفر بنص القرآن الکریم ، حیث قال الله تعالى فی آخر الایة : * (ان الله لا یهدی من هو کاذب کفار) * الزمر : 3 ، کما قال سبحانه * (یرضونکم بأفواههم وتأبى قلوبهم) * التوبة : 8 . فلا یحل ولا یجوز لانسان أن یستنبط بعد هذا البیان من الایتین * (ما نعبدهم . .) * و * (ولئن سألتهم . .) * أنهم کانوا موحدین توحیدا یسمى توحید ربوبیة ، بل هذا استنباط معارض لنص القرآن الذی حکم علیهم بالکفر بل بالمبالغة بالکفر ، ومنه یتبین أنه استنباط سطحی سخیف لا یقول به الا من لم یتعمق فی فهم آیات القرآن الکریم وسنة النبی ص وقواعد علم التوحید المبنیة على الکتاب والسنة الصحیحة ، والذی یؤکد ذلک : (ثالثا) : أن أولئک الکفار اشتهر عنهم أنهم کانوا یعبدون تلک الاصنام ویحجون لها ویتقربون إلیها * (واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ینصرون) * یس : 74 ، *
(أفرأیتم اللات والعزى ، ومنوة الثالثة الاخرى) * النجم : 19 - 20 . بل واشتهر عنهم أنهم کانوا یقولون : ما هی إلا أرحام تدفع وأرض تبلع وما یهلکنا إلا الدهر . قال الله تعالى مخبرا لنا عنهم *
_____________________________________ [الصفحة 12] _____________________________________
(وقالوا ما هی إلا حیاتنا الدنیا نموت ونحیا وما یهلکنا إلا الدهر وما لهم بذلک من علم إن هم إلا یظنون) * (4) الجاثیة : 24 . بل قال للنبی ص أحدهم : * (من یحی العظام وهی رمیم) * یس : 78 ، فرد الله علیه *
(قل یحیها الذی أنشأها أول مرة وهو بکل خلق علیم) * یس : 79 . فهل یجوز لنا بعد هذا أن نصف من لا یقر بأن الله خالق ومحیی بأنه موحد توحید ربوبیة والله تعالى یقول عنه : * (إن الله لا یهدی من هو کاذب کفار) * ؟ ! الزمر : 3 . بل بلغ من کفرهم ما أخبر الله تعالى عنهم فی کتابه العزیز إذ قال *
(وإذا قیل لهم اسجدوا للرحمن قالوا : وما الرحمن ؟ أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا) * الفرقان : 60 ، فهل هؤلاء یقولون بوجود الرحمن الرحیم ؟ ! ! ولو کانوا یقرون أن الله هو الخالق لما قال الله لهم : *
(وما کان معه من إله إذا لذهب کل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض) * المؤمنون : 91 ، وعبر بالاله أیضا ولم یعبر بالرب إشارة الى أنهم لا یوحدون لا الرب ولا الاله ولان الرب هو الاله ، والاله هو الرب . (رابعا) : ابن تیمیة الذی اخترع تقسیم التوحید الى ألوهیة وربوبیة یقول إن المشرکین کانوا یقرون بتوحید الربوبیة دون توحید الالوهیة وأن المسلمین
---
(4) والحق والواقع أن من ثلث التوحید وقسمه إلى ثلاثة أقسام أبطل - سواء قصد أم لا - وألغى مثل هذه الایات الثابتة کالجبال فی کتاب الله تعالى زیادة على قصده الباطل من هذا التقسیم الذی فیه عدة مخالفات ومحظورات شرعیة ! ! فالله تعالى المستعان ! ! (*)
_____________________________________ [الصفحة 13] _____________________________________
الذین یخالفونه فی آرائه کذلک وحدوا ربوبیة ولم یوحدوا ألوهیة ، فهو یکفرهم بذلک ، وهذا مراده من هذا التقسیم . قال فی کتابه (منهاج السنة) (2 / 62) بعد أن دمج وخلط بعض أئمة الاسلام کالسهروردی (5) وأبی حامد الرازی والامدی وغیرهم بمن یخالفهم فی آرئهم من الفلاسفة کأرسطو طالیس والفارابی وابن سینا ما نصه :
(دخلوا فی بعض الباطل المبدع ، وأخرجوا من التوحید ما هو منه کتوحید الالهیة وإثبات حقائق أسماء الله ولم یعرفوا من التوحید إلا توحید الربوبیة وهو الاقرار بان الله خالق کل شئ وهذا التوحید کان یقر به المشرکون الذین قال الله عنهم : * (ولئن سألتهم من خلق السموات والارض لیقولن الله) * . .) . وهذه مغالطة منه وتلبیس ، وهو کلام غلط کما بینا . وهل یعقل عاقل أو یقول إنسان بأن فرعون الذی کان من جملة المشرکین کان یوحد ربوبیة ولا یوحد ألوهیة ؟ ! . وهو الذی یقول * (ما علمت لکم من إله غیری) * القصص : 38 ، کما أنه هو القائل * (أنا ربکم الاعلى) * النازعات : 24 ولو کان یقر بالربوبیة لما قال : * (أنا ربکم الاعلى) * ، بل لقال : (أنا الهکم الاعلى) .
---
(5) علما بأن السهروردی من علماء أهل السنة والجماعة ، وعنه ینقل أکابر الائمة وعلماء الاسلام العقیدة ، فالامام الحافظ ابن حجر العسقلانی ینقل عنه فی الفتح(13/390 سلفیة دار المعرفة)مذهب السلف الصالح فی الصفات ویقول عقب ذلک : قال الطیبی : هذا هو المذهب المعتمد وبه یقول السلف الصالح اه‍ . (*)
_____________________________________ [الصفحة 14] _____________________________________
ولو تذکر ابن تیمیة قول الله تعالى فی سورة الاعراف : * (قال الذین استکبروا إنا بالذی آمنتم به کافرون) * الاعراف : 76 ، وقول سیدنا یوسف علیه السلام * (ءأرباب متفرقون خیر أم الله الواحد القهار) * یوسف : 39 ، وقول سیدنا ابراهیم علیه السلام * (أإفکا آلهة دون الله تریدون) * الصافات : 86 ، مع قول الله عزوجل *(واتخذوا من دون الله آلهة) * یس : 74 ، وقول الکفار حینما دعاهم الرسول ص الى کلمة التوحید * (أجعل الالهة إلها واحدا) * ص : 5 لاستحى أن یفوه بذلک ! ومن هذا الایضاح والبیان یتبین بطلان تقسیم التوحید إلى هذه الاقسام ، بل یتضح أن هذا التقسیم یعارض القرآن وعقیدة الاسلام ، فلا یصح أن یقال : هذا تقسیم تعلیمی ، بل یجب أن یقال هذا تقسیم مغلوط معارض للقرآن الکریم . ویجب أن یعلم کل أحد أن شرح الطحاویة یحوى هذا الخطأ وهذه الاغلاط المتناقضة ، وأن التعویل على مثل هذا الکتاب واعتماد تدریسه ما هو إلا خطأ جسیم لم یتنبه له کثیر من المدرسین والطلاب فاحذروه واتقوه وإنی لکم منه نذیر مبین .
[ تنبیه ] : اعلم أن متن الطحاویة وهو الکتاب الذی صنفه الامام أبو جعفر الطحاوی رحمه الله تعالى ، کتاب صحیح مستقیم من أحسن کتب العقیدة التی تمثل اعتقاد السلف الصالح ، ولانه أیضا - أعنی الطحاوی - ذکر فی مقدمة ذلک الکتاب أنه عقیدة الامام الاعظم أبو حنیفة رضی الله عنه وصاحبیه محمد بن الحسن والقاضی أبو یوسف رحمهما الله تعالى .
_____________________________________ [الصفحة 15] _____________________________________
وأما شرحه المنتشر فی الاسواق لابن أبی العز ففیه أمور کثیرة مخالفة للکتاب الاصلی - متن الطحاویة - ، وفیه أیضا عقائد فاسدة کإثبات قدم العالم بالنوع وتسلسل الحوادث الى غیر أول (6) ، وإثبات الحد لذات الله تعالى (7) ، وإثبات الحرف والصوت لکلامه سبحانه (8) وقیام الحوادث بذات الله سبحانه (9) إلى غیر ذلک من أخطاء جسیمة ، وأغلاط ألیمة فتنبهوا .
---
(6) وذلک صفحة (129) من الطبعة الثامنة / المکتب الاسلامی . (7) انظر ص (219) من شرح الطحاویة ، وقد رددنا هذا وأبطلناه فی رسالتنا (التنبیه والرد على معتقد قدم العالم والحد) فارجع إلیها . (8) انظر ص (169) من شرح الطحاویة (9) انظر ص (177) من شرح الطحاویة . (*)
_____________________________________ [الصفحة 16] _____________________________________
فصل هام بیان أن من اعترف بوجود الله ولم یوحده فهو کافر إجماعا ولا یسمى موحدا توحید ربوبیة بنص القرآن الکریم وتنزلا مع بعض أصحاب العقول ذات التفکیر السطحی الضحل وعلى سبیل الجدل المنصوص على جوازه فی القرآن الکریم بقوله تعالى : * (وجادلهم بالتی هی أحسن) * أقول : هب أن هناک قسما من الجاهلیین أو من أی طائفة من طوائف الکفار فیها أشخاص یقرون ویعترفون فی غیر مجال المضایقة فی المناظرة ، بأن الله هو الخالق المحی الممیت ، فإن هذا الاقرار منهم أو هذه المعرفة لا تجعل صاحبها یسمى أو یطلق علیه مؤمنا أو موحدا لا شرعا ولا لغة ولا عرفا البتة ، أما شرعا فلادلة منها قوله تعالى : * (ألا لله الدین الخالص ، والذین اتخذوا من دونه أولیاء ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله زلفى إن الله یحکم بینهم فی ما هم فیه یختلفون إن الله لا یهدی من هو کاذب کفار) * الزمر : 3 ، فقد صرح هذا النص لنا بأن الواحد من أولئک مع قوله : (ما نعبدهم إلا لیقربونا إلى الله زلفى) وتسلیمنا جدلا بأنه مقر بقلبه بأنه معترف بوجود الله ! ! وهو ما یسمیه الخصم
_____________________________________ [الصفحة 17] _____________________________________
(توحید الربوبیة) ومع ذلک کله أطلق علیه الله تعالى فی کتابه کما ترون بأنه * (کاذب کفار) * . وأما اللغة والعرف فلم یرد عن سیدنا رسول الله ص فی سنته الواسعة أنه سماهم موحدین للربوبیة ، ولم ینقل عن أحد من الصحابة أنه قال فی حقهم أو عنهم (إیمان دون إیمان) مثل ما نقل عن بعضهم کابن عباس رضی الله تعالى عنهما وغیره أنه قال فی بعض الامور (کفر دون کفر) وهذا مما یؤکد لنا ویدل بأن اللغة التی کان ص وأصحابه ینطقون بها والعرف الذی کان سائدا بینهم یمنعان إطلاق موحد أو توحید ربوبیة على ذلک الانسان . ثم إن الایمان والتوحید والعقیدة هو
(ما وقر فی القلب وصدقه العمل)وتعریف الایمان والتوحیدواضح من حدیث سیدنا جبریل فی السؤال عنه الذی رواه مسلم ، وظاهر فی کتب التوحید التی نصت على أن الایمان أو الدخول فی التوحید هو
(الاتیان بالشهادتین لسانا مع الاقرار القلبی بکل ما جاء عن الله تعالى ورسوله مع الاذعان) فأین ذلک من ذا ، وبذلک اتضح جلیا بطلان ما ذهب إلیه المخالف وادعاه ، والله الموفق .
_____________________________________ [الصفحة 18] _____________________________________
وأما القسم الثالث من التوحید وهو ما سموه بتوحید الاسماء والصفات فقد أشار إلیه وذکره ابن تیمیة فی منهاج سنته
(2 / 62) باسم (إثبات حقائق أسماء الله وصفاته) والمراد من هذا القسم إثبات التشبیه والتجسیم وبیان أنه غیر مذموم ، ولا تستعجب أخی القارئ من ذلک ، واصبر فإننی سأنقل لک ذلک من کتب ابن تیمیة مثبتا رقم المجلد والصحیفة . قال ابن تیمیة فی کتابه التأسیس (1 / 101) :
(ولیس فی کتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من سلف الامة وأئمتها أنه لیس بجسم وأن صفاته لیست أجساما وأعراضا ؟ ! فنفی المعانی الثابتة بالشرع والعقل بنفی ألفاظ لم ینف معناها شرع ولا عقل ، جهل وضلال) اه‍ . وابن تیمیة یقول کما هو ثابت عنه فی کتبه وکما هو مشهور : (لا نصف الله إلا بما وصف به نفسه) ! فنقول له : إذا کنت لا تصف الله إلا بما وصف به نفسه فلماذا تثبت استقرار الله تعالى عما تقول على ظهر بعوضة وتجوزه ، هل هذا هو توحید الاسماء والصفات أیها الشیخ الحرانی ؟ ! وهل هذا مما وصف الله به نفسه ؟ !
_____________________________________ [الصفحة 19] _____________________________________
قال ابن تیمیة فی کتابه (التأسیس فی رد أساس التقدیس) (1 / 568) : [19-28]التندید بمن عدد التوحید
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma