المحور الخامس :
ما هو المراد من المرض فی مقامنا هذا ؟
لا یراد بالمرض هنا المرض الذی یطول أمده مثل مرض السکَّری ، ولا المرض الذی لا ینتهی بموت صاحبه ، کما لو أُصیب بنوبة قلبیة ادت به إلى شلل ثم مات بالانفلونزا مثلاً ، اذن ما هو المقیاس فی تحدید المرض فی هذا البحث ؟ لتحدید المرض هنا ثلاثة أقوال :
1. هو المرض المخیف ، وتشخیصه بید العرف أو أهل الخبرة کما فی المبسوط (1) .
2. المرض الذی یتصل بالموت وإن لم یکن مخیفاً کما هو ظاهر بعض الاعلام (2) .
3. المدار فی تحدید المرض هنا یدور على صدق حضور الوفاة ، وهو ما ذهب الیه صاحب الجواهر (3) .
والاُولى فی تعیین المراد من المرض هو استبیان نصوص الروایات حیث وردت تعبیراتها مختلفة :
أ) ففی بعضها جاء تعبیر : « فی مرضه » أو « فی مرضها » مطلقاً مثل روایات (6) و (10) و (15 ) من الباب (17) من کتاب الوصایا ، وإذا ما أعْتُمد اطلاق هذه الروایات سنواجه مشکلة .
ب) وبعضها یقول : « أما إذا کان صحیحاً فهو ماله » وهو یدل بالمفهوم على أنَّه إذا کان مریضاً فیستخرج من الثلث وهو بالنهایة یکون کالأول ونموذجها الروایة (11) من الباب (17) من کتاب الوصایا .
ج) وهناک روایات عبرت بـ« عند موته » أو « یموت » ولم یرد فیها لفظة المرض کما فی الروایة : (6) و (5) من الباب (11) من کتاب الوصایا .
د) وأیضاً هناک روایات عبرت بـ« حضره الموت » وهی روایات (4) و 13) من الباب (17) من کتاب الوصایا وهی تدل على ما ذهب الیه صاحب الجواهر .
هـ) ومن مجموع هذه الروایات یمکن الخلوص إلى قول خامس وهو أن المراد هو مرض المریض المأیوس منه سواء کان فی حال الإحتضار أو لم یکن (4) ، فالروایات تعنی تصرفات هذا المریض .
وإن شک فی دائرة مفهوم المرض فی الروایات سعة وضیقاً ، نأخذ بالمتیقن ; لأن الشبهة من قبیل الشبهة المفهومیة فی الأقل والأکثر ، وفی الزائد نتمسک بعموم « الناس مسلطون على أموالهم » ونأخذ بالقدر المتیقن .