إنّ «الولایة» و«القیادة» بشکل عام ، «والإمامة» بشکل خاص ـ والتی تعنی ـ خلافة رسول الله (صلى الله علیه وآله)، هی من أهم الابحاث العقائدیة والتفسیریة والروائیة فی تأریخ الإسلام ، ولم یجر الحدیث بشأن ایّ قضیة بالقدر الذی جرى بشأن الأمامة على مدى التاریخ الإسلامی .
ومن المؤسف حقاً خروج هذه المسألة عن نطاق الکلام والبحث والاستدلال ودخولها میادین الصراع والحروب الدمویة ، وکما یقول بعض المتکلمین :
«ما سلّ فی الإسلام سیف کما سلّ فی الإمامة» .
ومن هنا فقد تکامل هذا الجانب من العقائد الإسلامیة أکثر من غیره ، واُلِّفت حوله المزید من الکتب، وجرى تحقیق کافة جوانبه بالنسبة للذین یریدون دراسته بدقة وتفحص ، وإن کان البعض من هذه البحوث غیر منطقی ویدعو إلى التفرقة والتعصب .
أمّا واجبنا نحن فی مثل هذه المسألة المهمّة والحساسة والواسعة فیتلخص فی مایلی :
1 ـ عزل البحوث المنطقیة والاُصولیة عن غیر المنطقیة ، والبحوث الاستدلالیة والمحققة عن البحوث الملیئة بالتعصب ، والاستناد إلى الکتاب والسنة ، والبرهان والعقل ، ومن ثم تنظیمه .
2 ـ مطابقة المسائل المتعلقة «بالإمامة» مع «الولایة والقیادة» والتی هی من تفرعات الولایة الإلهیّة للمعصومین (علیهم السلام) .
3 ـ بالنظراً إلى أنَّ هدفنا الحقیقی فی هذا البحث التفسیری هو ایضاح هذه المسألة من وجهة النظر القرآنیة ، فیتحتم علینا التمعن والتفسیر الدقیق لللآیات المتعلقة بالإمامة .
وکما یقول بعض الباحثین : «إن قضیة الإمامة لا تخص ماضینا، فحسب فهی قضیة العالم الإسلامی المعاصر وقضیة الاُمّة، فهی عامل بقاء واستمرار النبوة وقضیة الإسلام المصیریة» (1).
وبالطبع ، فإننا نتناول بالبحث أولاً مسألة القیادة فی عالم الوجود ککُل ، ثم فی عالم البشریة ، ومن ثم نتطرق إلى قیادة الأئمّة المعصومین (علیهم السلام)، وفی خاتمة المطاف نتعرض إلى مسألة حکومة وقیادة نوّابهم، ولکن یبدو من الضروری ذکر بعض الاُمور :