و إضافة لجمیع ما تمّ ذکره، فان البنوک الربویة تعتبر دعائم ورکائز ومساند لتقویة ثقافة الاستهلاک وذلک عن طریق إیجاد القوة الشرائیة الکاذبة، والاستثمار والاستغلال الرهیب ولکن بطابع جماهیری.
و للتوضیح نقول: أنّ النظام الرأسمالی الغربی لا یمکنه الاقتناع بانتاج المواد الضروریة فقط، وإنّما یعتمد فی الجزء الأعظم من أنشطته الاقتصادیة وعائداته على إنتاج المواد غیر الضروریة والکمالیة والتجمیلیة، وعلیه فی ذات الوقت أن ینعش أسواقه الاستهلاکیة.
فمن ناحیة تقوم أجهزته الإعلامیة بحملة واسعة لتهیئة الأجواء کی یصدّق الناس أنّ هذا المحصول من ضروریات الحیاة، وأنّه صفة من صفات التمدّن والشخصیة والحضارة.
و من جانب آخر یضع تحت تصرف المستهلکین قروضاً ربویة من أجل أن یُقبِلوا على شراء هذه المحصولات، وقد یشعر هؤلاء المستهلکون بالسعادة الغامرة وهم یرون مثل هذه الإمکانات توضع تحت أیدیهم، ولکن النتیجة هی ملء البیوت بکمیة من المحصولات الغالیة القیمة والغیر ضروریة على الأعم الأغلب، ویصاحب ذلک عمر کامل من الحیاة تحت رحمة الأقساط بحیث یدفع ما یکتسبه آخر الشهر لتسدید الأقساط المفروضة علیه من المرابین الطفیلیین الذین ظهروا بأشکال جدیدة وتحت
أسماء مثل البنوک التعاونیة وغیرها.