4- الهدف من الملکیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الخطوط الاساسیة للاقتصاد الإسلامیة
3- المراقبة الدقیقة للإنتاج والاستهلاک منابع الملکیة فی الإسلام...   

من الممیزات الأخرى للمذهب الاقتصادی فی الإسلام والتی تمیزه منذ البدایة عن المذاهب الشرقیة والغربیة التی تستند جمیعها إلى دوافع وجذور مادیة، هو الهدف من الملکیة.

 

ففی المذاهب الأخرى لا یشکل هدف الملکیة سوى سلسلة من المفاهیم المادیة المحدودة التی یعتبر استخدامها محدوداً أیضاً وذا بُعد واحد، ولا تسیر فی خدمة المفاهیم الأکثر سموّاً وعلوّاً.

و أمّا فی المذهب الاقتصادی الإسلامی فإنّ مسألة الملکیة وأهدافها ذات نظرة جدیدة کاملة وتتحکم بها أسس جدیدة کما یلی:

«مَنْ أبصر بها بصّرته، ومن أبصر إلیها أعمته».(1)

«الدنیا متجر أولیاء الله... دار غنى لمن تزود منها...(2) الدنیا مزرعة الآخرة».(3)

و هذه الاُسس تسوق الإنسان إلى السیر فی حیاة أکثر تعالیاً. خاصة إذا طالعنا سیر الماضین وقرأنا الکلام الذی قاله الواعون من بنی اسرائیل لقارون المستغل الأکبر فی عصرهم، ذلک الإنسان الضال والمتبختر والفاقد للعقل، حیث أشار القرآن إلى ذلک، نجد أنّ هذا الهدف أکثر تشخصاً.

ففد ذکّر هؤلاء قارون بأربعة أسس رئیسیة فی قضیة الهدف وإبعاد الملکیة:

الأوّل: البحث عن الدار الآخرة من خلال ما وهب لک الباری من عطاء، فانّ ضالتک لیست هی المال والثروة، وإنّما الشیء الذی تتمکن بالمال من الوصول إلیه، ابحث فانّه ضالتک الحقیقة (و ابْتَغِ فِیما آتاکَ اللهُ الدَّارَ الآخرةِ).(4)

 

الثانی: لکل فرد نصیب فی الهبات الإلهیة، ولا تنسَ نصیبک أیضاً ولا تأخذ أسهم الآخرین بدلا من سهمک (وَ لا تَنْسَ نَصِیبَکَ مِنَ الدُّنیا).(5)

الثالث: أنّ قاعدة هذا العالم تقوم على أساس «الإحسان المتبادل»، فکما أحسن الله لک أحسن للآخرین، فلولا إحسان الله لم تکن تملک شیئاً، ولا تنسَ کذلک أنّ الحصول على الثروة لا یمکن من خلال السعی الفردی وإنّما من خلال النشاطات الاجتماعیة المترابطة والمتضامنة: فأنت تستفید من الطرق وتنعم بالأمن، وتستفید من نشاطات السوق، وتستعین بأعمال الآخرین، وتستفید من الآفکار والأسالیب التی طرحها العلماء فی الماضی والحاضر، ومن ثقافة المجتمع ونموّه الفکری، ومن جهود الجنود ومن جمیع المساعی التی تحدث فی المجتمع حتى تتمکن من الحصول على المال، وعلى هذا الأساس فانّک إذا فکرت جیداً تجد أنّ هذه الفئات التی مارست النشاطات المباشرة أو غیر المباشرة حتى تصل هذه الثروة بیدک لها الحق جمیعاً فی هذه الثروة، وإن کان القانون یعتبر هذه الثروة الیوم ملکاً لک وحدک.

و على هذا الأساس «فانّک مدین للمجتمع بالقدر الذی أعانک وأحسن إلیک» (وَ أحسِن کَما أحسنَ اللهُ إلیکَ).(6)

الرابع: إذا تمرکزت الملکیة بشکل غیر متوازن، وشکلت ثروة متزایدة کالغدة السرطانیة، فانّها ستکون سبباً للفساد والضیاع، وهذا الأمر سینسحب على الفرد بسبب الغرور والغفلة والأهواء والتمسک بالرأی

والاستثمار وإعانة الظلمة من أجل الحفاظ على المقام هذا من جانب، ویؤدّی إلى فساد المجتمع وضیاعه بسبب بروز الفوارق الطبقیة وانهیار النظام التوحیدی من جانب آخر.

و على هذا الأساس لا تنسَ أنّ ادخار هذه الثروة وهذا الکنز الذی تنوء بحمل مفاتحه العصبة أولوا القوّة أمر صعب ویبعث على الفساد (و لا تبغِ الفَسادَ فِی الأرضِ إنّ اللهَ لا یُحبُّ المُفسِدِینَ).(7)

إنّ هذه الوصایا الأربعة التی نرى الیوم ردود فعلها الشدیدة فی المجتمعات الرأسمالیة الغربیة، والرأسمالیة الشرقیة، تمثل المحاور الرئیسیة لأهداف الملکیة وأبعادها فی الإسلام.

الیوم، لا یوجد شخص فی الغرب یبحث عن المفاهیم المعنویة وسعادة البشریة بمعناها الحقیقی فی ملکیته، ولا یوجد شخص یقنع بنصیبه الواقعی.

و لا یوجد شخص یعتقد أنّ المجتمع برمته شریکه فی أمواله بواسطة «الاحسان المتبادل»، ولو لم تضغط الدولة على استیفاء الضرائب منه فانّه لا یعتقد بأنّه مدین للمجتمع.

و لهذا السبب کانت ملکیتهم مدعاة لضیاع مجتمعاتهم، الضیاع فی الأخلاق، الضیاع على أثر الحروب، والضیاع بسبب أشکال الاعتداء والسرقات والظلم والفساد والضغط على المستضعفین فی العالم.

 

و من الجدیر بالذکر أنّ منطق هؤلاء فی الملکیة شبیه تماماً بمنطق قارون. فهو یقول: لقد حصلت على هذه الثروة بفضل علمی وتدبیری قال: (إنّما أوتیتُهُ على علم عِندی)(8).

و لهذا فإنّ إرادتی هی الوحیدة التى تتحکم بمصیر هذه الثروة.

و هکذا الأمر بالنسبة لأثریاء الغرب حیث یعتقدون أنّ الدخل السنوی الفردی لبلدانهم وکذلک ثرواتهم الشخصیة الکبیرة مدینة لتفوقهم فی التکنولوجیا والصناعة والعلم والذکاء، وینسون بذلک دور الطبقات المستضعفة الواسعة التی ساهمت بطرق مختلفة فی إنتاج هذه الصناعات، أو ساهمت فی الاستهلاک الذی یعتبر تمهیداً للتکامل فی الانتاج.

و فی النظام الاقتصادی للمعسکر الشرقی، طوى النسیان هذه الأسس الأربعة، فقد نسی زعماء هذه الدول الذین یهیمنون على القدرة الاقتصادیة إضافة للقدرات السیاسیة والعسکریة، وأصبحت دکتاتوریتهم تعیش أعلى مراحلها، نسی هؤلاء نصیبهم الأصلی من الثروة، کما تناسوا نصیب الشعوب المکافحة فی خضم سعیهم لایجاد هذه القدرات الثلاث.

و لهذا السبب فانّ هؤلاء أیضاً لیسوا أقلّ من منافسیهم الغربیین فی السیر بمجتمعاتهم نحو الفساد والضیاع.

و هکذا یتضح لدینا المذهب - الإسلامی - الجدید المناوىء للمذهبین المعروفین وبالاستناد إلى المبادىء الأربعة التی تشکل المیزات الأساسیة للاقتصاد الإسلامی.

 


1. بحارالانوار، ج 70، ص 120.
2. المدرک السابق، ص 129، ح 136.
3. المدرک السابق، ص 148.
4. سورة القصص، الآیة 77.
5. سورة القصص، الآیة 77.
6. المدرک السابق.
7. سورة القصص، الآیة 77.
8. سورة القصص، الآیة 78.
3- المراقبة الدقیقة للإنتاج والاستهلاک منابع الملکیة فی الإسلام...   
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma