عملت الرأسمالیة على سحب الکثیر من العقول الصناعیة المبدعة نحو اختراع وإنتاج البضائع التجمیلیة وباغراءات مادیة کبیرة مستفیدة فی ذلک من حریة الإنتاج والتجارة، وحتى إذا لم تستطع إنتاج محصول جدید فانّها تعرض المحصول السابق نفسه ولکن بحلَّة جدیدة لایهام الناس بأنّه محصول جدید، ثم تقوم بالاطراء علیه فی الإعلام، وبهذا الشکل تمتص دماء الشعوب المکافحة.
و لهذا السبب نرى أسواق الدول الصناعیة - ولعل أکثر منها فی بعض الدول الثریة غیر الصناعیة کدول النفط - مملوءة بأنواع البضائع التجمیلیة ووسائل تجمیع الأجسام الکاذبة والدیکورات الجذابة والزخارف الأخرى التی لا تسمن ولا تغنی من جوع، وتعمل هذه الوسائل وبقوّة الإعلام الکاذب على جرّ الناس المغفلین نحوها کی یبعثروا ثرواتهم فی شراء هذه البضائع، ویملأوا أکیاس هؤلاء اللصوص بهذا الشکل من أموالهم التی جاءت من عائداتهم النفطیة.
ألیست هذه الأمور مصداقاً واضحاً للتضحیة بمصالح المجتمع من أجل مصلحة الفرد.