دور الاقتصاد فی حیاة الأمم وزوالها

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الخطوط الاساسیة للاقتصاد الإسلامیة
ضرورة الحفاظ على اصالة المذهب! دور القضایا الاقتصادیة فی البنى الاخلاقیة للمجتمع

لا تکمن أهمیّة القضایا الاقتصادیة فی تحقیق الحریة والاستقلال والحیاة المادیة للأمم فقط، بحیث لا یمکن تحقیق ذلک بدونها، وإنّما لها علاقة وثیقة بالقضایا الأساسیة للمجتمع، بل وتشمل حتى القضایا الأخلاقیة أیضاً.

یخطىء أولئک الذین ینظرون إلى الأمور من زاویة واحدة، فیجعلون الاقتصاد کل شیء، ولا شیء غیر الاقتصاد، کما یخطىء أولئک الذین ینظرون بعین الاهمال واللامبالاة للدور الحساس الذی تلعبه المسائل الاقتصادیة فی مصیر الأمم وحیاتها وموتها، وفی انتصارها وهزیمتها.

إنّ دوران «الاقتصاد السلیم» فی جسم المجتمع هو کدوران الدم السالم فی عروق الإنسان، وهذا هو أبسط تفسیر وأرصنه فی ذات الوقت یمکن أن یقال فی معرض بیان دور الاقتصاد فی المجتمعات الإنسانیة.

فقد لا نلتفت إلى دور الدورة الدمویة فی حیاة الإنسان فی الأوضاع العادیة، ولکن حینما ینغلق مجرى أحد الشرایین الکبرى نتیجة لخلل فی الجهاز المضاد للتخثر فإنّ أثر ذلک یظهر مباشرة وبشدّة، وبالتالی یشلّ العضو الذی إنسد مجرى دمه فوراً، وإذا کان هذا العضو من أعضاء البدن الفّعالة «کالقلب» أو «الجهاز التنفسی» ینتج عن ذلک موتاً مفاجئاً، و «الفقر الاقتصادی» له عوارض فی المجتمع تشبه عوارض «فقر الدم» فی البدن.

ففی مرض فقر الدم تصاب العین بضعف النظر، والأذن تفقد قدرتها على السمع ویصاب اللسان بالخرس، وتأخذ الأیدی والأرجل بالارتجاف، ویفقد العقل قدرته على التفکیر، وهکذا الأمر بالنسبة للمجتمع الذی یتعرض للفقر الاقتصادی أو یسیر فی نظام اقتصادی غیر سلیم، فإنّه یفقد أیة قدرة أو مهارة ویبتلى بنقائص ومشکلات هدامة على جمیع المستویات.

فالسیاسی الثوری.

و القائد الشجاع.

و الفیلسوف الکبیر.

و العالم العامل.

و الشاعر البارع.

و الفنان الماهر.

و الفنّی المتمرس.

هؤلاء جمیعاً لیسوا بقادرین على أداء رسالتهم فی المجتمع مطلقاً ما لم یکن لدیهم معیشة اقتصادیة مناسبة بالحد الأدنى (و لا نقول مرفهة).

یذکر أحد العلماء فی مقدمة لأحد الکتب الاقتصادیة المعروفة تعبیراً واضحاً لهذه المسألة فیقول:

«تخضع الحیاة المادیة والمعنویة لأی انسان ابتداء منذ ولادته حتى أنفاسه الأخیرة للاُسس والقوانین والأسالیب الاقتصادیة والاجتماعیة، وأنّ الموقع الدولی الذی تحتله الأمم والاستقلال والرفاه الذی تتمتع به منوطة بمجموعها بالنتائج الاقتصادیة والاجتماعیة».(1)

و أضیف على ذلک بالقول أنّ الإنسان یقع تحت تأثیر هذا العامل القوی قبل ولادته أیضاً، حیث ثبت الیوم أنّ العدید من الأمراض الجسمیة أو حالات التخلف الفکری التى یصاب بها الإنسان سببها سوء التغذیة أو نقصها لدى الأب أو الأم، وکذلک بسبب المظالم الاجتماعیة التی تنتج عنها آثار غیر محمودة على النطفة والجنین.

و على أی حال، أی شیء أکثر بداهة من إرتباط آلاف القضایا التی نواجهها فی حیاتنا بنحو من الأنحاء بالمسائل الاقتصادیة.

 


1. من مقدمة الدکتور بیرنیا على کتاب الاقتصاد لـ«بول صاموئیل».

 

ضرورة الحفاظ على اصالة المذهب! دور القضایا الاقتصادیة فی البنى الاخلاقیة للمجتمع
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma