ثمّ إنّ دائرة مفهوم الإسراف أو التبذیر واسعة بحیث تشمل أخسّ الأشیاء فضلا عن الموضوعات المهمّة والأشیاء الثمینة، فقد جاء فی حدیث داود الرقّی عن أبی عبدالله (علیه السلام)قال:
«إنّ القصد أمر یحبّه الله عزّ وجل وإنّ السرف یبغضه حتّى طرحک النواة، فإنّها تصلح لشیء، وحتّى صبّک فضل شرابک».(1)
وفی حدیث بشر بن مروان قال: دخلنا على أبی عبدالله (علیه السلام)فدعى برطب فأقبل بعضهم یرمی بالنوى قال: فأمسک أبو عبدالله(علیه السلام)یده فقال:
«لا تفعل، إنّ هذا من التّبذیر والله لا یحبّ الفساد».(2)
وفی حدیث مکارم الأخلاق عن الصّادق (علیه السلام) :
«أدنى الإسراف هراقة فضل الإناء وابتذال ثوب الصون وإلقاء النّوى»(3)
وعن الکاظم (علیه السلام) : «... ولکن السرف أن تلبس ثوب ثوب صونک فی المکان القذر».(4)
بل جاء فی روایات عدیدة أنّ الأئمة (علیه السلام) کانوا یأخذون فتات الخبز المطروحة فی حواشی المائدة ویأمرون به أصحابهم خشیة الإسراف والتّبذیر.