التوسل فی الآیات الکریمة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الشیعة شبهات و ردود
التوسل على ضوء الآیات القرآنیّة والدلیل العقلیالتوسل فی الروایات الإسلامیّة

وأمّا الآیات التی تمسک بها الوهابیون فهی مرتبطة بالعبادة، ولا یوجد أحد یقوم بعبادة أولیاء الله.

فهل توسلنا بالنبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) تعنی عبادته؟ وهل نعتقد بأنّ النبی(صلى الله علیه وآله)یؤثر ویکشف الکرب على نحو الاستقلال؟

فالتوسل الذی یدعو إلیه القرآن الکریم هو التوسل بالوسیلة التی تقربنا إلى الله، بمعنى أنّ هؤلاء یقومون بالشفاعة عند الله، کما ذکرنا ذلک فی بحث الشفاعة.

وفی الواقع أنّ حقیقة التوسل والشفاعة واحدة، فهناک آیات کثیرة تدلّ على الشفاعة، وآیتان تدلاّن على التوسل، والملفت للنظر أنّ الآیة السابعة والخمسین من سورة الإسراء تقول: (أیُّهُم أقْرَبُ) حیث تخیرهم لاختیار الوسیلة الأقرب من بین الملائکة والمسیح، وضمیر «هم» لجمع العاقل، یعنی أنّهم یتوسلون بالصالحین وبأولیاء الله.

وعلى کل حال یجب فی البدایة أن نوضح أنّه ما معنى التوسل بأولیاء الله؟ فهل هو عبادتهم أو العبودیة لهم؟

لیس کذلک قطعاً!

فهل یرون أنّ لهم استقلالاً فی التأثیر؟ کلاّ!

أم هل لهم قضاء الحاجات وکشف الکربات؟ کلاّ.

إنّهم یشفعون عند الله لمن توسل بهم، کما إذا أردنا الذهاب إلى منزل شخصیة مرموقة لا نعرفها، فنلجأ إلى شخص تربطه بهذه الشخصیة علاقة حمیمة، فنتوسل إلیه للذهاب معنا إلى تلک الشخصیة، لیعرفنا علیها ویشفع لنا عندها.

فهذا العمل لیس عبودیة، ولیس استقلالاً فی التأثیر؟

ومن المناسب هنا أن نقرأ الکلام الجمیل «لابن علوی» فی کتابه المعروف «مفاهیم یجب أن تصحح» حیث یقول: لقد إلتبس على کثیر من الناس فهم حقیقة التوسل، ولأجل هذا سنبین المفهوم الصحیح للتوسل حسب وجهة نظرنا، وقبل ذلک لابدّ من بیان بعض النقاط للتذکیر:

1. التوسل نوع من الدعاء، وفی الواقع باب من أبواب التوجه لله سبحانه وتعالى، فإذاً المقصد والمقصود الأصلی والحقیقی هو الله سبحانه وتعالى، والشخص الذی یتوسل به واسطة ووسیلة للتقرب إلى الله، ومن یعتقد غیر هذا فهو مشرک.

2. من یتوسل إلى الله سبحانه وتعالى بشخص فلأجل کون هذا الشخص محبوباً لدیه ویعتقد به، ویعتقد بأنّ الله سبحانه وتعالى یحبّه، فلو فرضنا أنّه ظهر خلاف ذلک، فسیبتعد عنه کلیاً وسیخالفه; لأنّ المعیار محبة الله له.

3. إذا توسل شخص واعتقد بأن المتوسل به یؤثر فی المسائل على نحو الاستقلال وبنفسه، کما هی الحال بالنسبة لله سبحانه وتعالى، فهو شخص مشرک.

4. التوسل لیس أمراً واجباً وضروریاً، ولا تنحصر استجابة الدعاء بالتوسل، فالمهم هو الدعاء واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى، بأی شکل کان، کما یقول الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَکَ عِبَادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ)(1).

واستعرض ابن علوی المالکی بعد ذکر هذه المقدمة آراء العلماء والفقهاء والمتکلمین من أهل السنة، فقال: لا یوجد خلاف بین المسلمین فی مشروعیة التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة، مثلاً: أن یصوم شخص أو یصلی أو یقرأ القرآن، أو یتصدّق فی سبیل الله، ویتوسل بهذه الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى ویتقرب بها، فهذا الأمر من المسلّمات ولا بحث فیه.

وهذا النوع من التوسل مقبول حتى من قبل السلفیین، ومن جملتهم ابن تیمیة، کما هو مذکور فی مجموعة من کتبه المختلفة وبالخصوص فی رسالته: «القاعدة الجلیلة فی التوسل والوسیلة».

ابن تیمیة صرح بجواز هذا النوع من التوسل، یعنی التوسل بالأعمال الصالحة، فإذاً أین هو محل الاختلاف؟

محل الاختلاف هو فی التوسل بغیر الأعمال الصالحة، مثل التوسل بذوات أولیاء الله، کأن یقول أحد: «اللهم إنّی أتوسل إلیک بنبیّک محمّد(صلى الله علیه وآله)» وبعدها یضیف قائلاً: والاختلاف فی هذا المعنى وإنکار الوهابیین للتوسل بأولیاء الله، هو فی الواقع نوع من الاختلاف الشکلی واللفظی، ولیس خلافاً جوهریاً، وبتعبیر آخر: هو نزاع لفظی; لأن التوسل بأولیاء الله یرجع فی الواقع إلى توسل الإنسان بأعمال هؤلاء، وهو مشروع، فلو لاحظ المخالفون بعین الإنصاف والبصیرة لاتضح لهم الأمر بشکل واضح وجلی، والإشکال حینها سینحل، وستنطفىء نار الفتنة، ولن تصل النوبة لاتهام المسلمین بالشرک والضلال.

ویضیف بعد ذلک لتوضیح هذا الکلام: إذا توسل شخص بواحد من أولیاء الله فإنّ ذلک لأجل کونه محبوباً عنده.

ولکن لماذا یکون محبوباً عنده؟

لأجل کونه رجلاً صالحاً، أو أنّه محب لله سبحانه وتعالى، أو أنّ الله سبحانه وتعالى یحبه، أو الإنسان یحب هذه الوسیلة، وعندما نتعمق فی کل هذه الأمور نجد أنّها ناشئة من العمل.

یعنی فی الواقع أنّ التوسل حاصل بالأعمال الصالحة عند الله سبحانه وتعالى، وهذا هو المعنى المتفق علیه عند جمیع المسلمین(2).

طبعاً نحن سنشیر فیما بعد إلى أنّ التوسل بالأفراد مع جلالة شأنهم لیس لأجل أعمالهم، بعنوان کونهم وجهاء وعزیزین وعظماء عند الله، أو بأی دلیل کان، بل لکونهم غیر مستقلین بالتأثیر، بل لأنّهم شفعاء عند الحضرة الإلهیّة، وهذا التوسل لیس کفراً ولا ممنوعاً.

ولقد أشارت الآیات القرآنیّة عدّة مرّات إلى هذا النوع من التوسل.

فالشرک هو أن نعتقد بأنّ هناک شیئاً له تأثیر مستقل فی مقابل الله، واشتباه الوهابیین هو أنّهم خلطوا بین «العبادة» و«الشفاعة» الموجودة فی آیة: (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاّ لِیُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)(3) وتصوّروا أنّ الشفاعة شرک أیضاً، بینما عبادة الوسائط شرک، ولیس طلب الشفاعة منهم أو التوسل بهم کذلک. (تأملوا).


1. سورة البقره، الآیة 186 . 
2. أنظر مفاهیم یجب أن تصحّح، ص 116 و 117 .
3. سورة الزمر، الآیة 3 .
التوسل على ضوء الآیات القرآنیّة والدلیل العقلیالتوسل فی الروایات الإسلامیّة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma