6. هل جمیع الصحابة عدول بلا استثناء؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الشیعة شبهات و ردود
5. الدوافع الأساسیة لعقیدة التنزیه7. أصناف أصحاب النبی(صلى الله علیه وآله)

کما ذکرنا أنّ غالبیة أهل السنّة یقولون: إنّ جمیع الصحابة الذین عاشوا فی عصر النبی(صلى الله علیه وآله) أو الذین أدرکوه وکانوا معه فترة من الزمن عدول بلا استثناء، والقرآن یشهد على ذلک.

وللأسف تمسک هؤلاء الأخوة ببعض الآیات القرآنیّة التی تصبّ فی مصلحتهم وتغافلوا عن بقیة الآیات الأخرى، الآیات التی تستثنی هذا الأمر، ونحن نعلم بأنّ جمیع العمومات لها استثناءات عادة.

ونحن نقول: ما هی هذه العدالة التی یبیّن القرآن المجید خلافها فی عدّة مواضع!! ومن هذه المواضع ما جاء فی سورة آل عمران: (إِنَّ الَّذِینَ تَوَلَّوْاْ مِنکُمْ یَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّیْطَانُ بِبَعْضِ مَا کَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِیمٌ)(1)، حیث تشیر إلى الأشخاص الذین فرّوا فی معرکة أحد وترکوا النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) لوحده فی مقابل الأعداء.

ونستفید من خلال هذه الآیة وبشکل واضح أنّه کانت هناک مجموعة قد فرّت، وتذکر کتب التواریخ أنّ عددهم کان کبیراً، وأنّ الشیطان قد أغواهم وغلبهم بسبب الذنوب التی ارتکبوها، إذن الذنوب السابقة أدّت إلى الفرار من الزحف، وهو من الذنوب الکبیرة، مع أنّ ذیل الآیة یقول: إنّ الله سبحانه وتعالى قد غفر لهم، ولکن مغفرة الله لهم بسبب النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) لا یعنی کونهم عدولاً، وأنّهم لم یرتکبوا ذنباً، بل القرآن یصرح بأنّهم ارتکبوا ذنوباً عدّة.

وما هی هذه العدالة التی یعرف الله سبحانه وتعالى بعضهم بعنوان «فاسق» حیث یقول: (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِن جَاءکُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأ فَتَبَیَّنُوا أَن تُصِیبُوا قَوْمًا بِجَهَالَة فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِینَ)(2).

والمعروف بین المفسرین أنّ الآیة تتعلق بالولید بن عُقبة، عندما أرسله النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) ومجموعة لقبیلة بنی المصطلق; لأخذ الزکاة، فعاد وقال: إنّهم امتنعوا عن دفع الزکاة وارتدوا عن الإسلام، قسم من المسلمین اقتنعوا بکلام الولید، وتهیؤوا للهجوم علیهم وقطع رؤوسهم، ولکن نزلت الآیة الشریفة لتحذّر المسلمین بوجوب التحقیق فی الخبر الذی یأتی به الفاسق، حتى لا تصیبوا قوماً بسوء وتندموا فیما بعد.

والنتیجة: أنّه وبعد التحقیق تبیّن أنّ قبیلة بنی المصطلق مازالت على إیمانها، وأنّها کانت تستعد لاستقبال الولید، لا للهجوم على الولید والارتداد عن الإسلام، ولکن الولید ـ وبسبب خصومته معهم ـ اتخذ هذا الأمر ذریعة للوشایة بهم عند رسول الله ونقل له خبراً غیر صحیح.

فمع أنّ الولید کان من صحابة النبی(صلى الله علیه وآله) بمعنى أنّه من الأشخاص الذین أدرکوا رسول الله(صلى الله علیه وآله) وکانوا فی خدمته، إلاّ أنّ القرآن وصفه بالفاسق، فهل هذا یتفق مع عدالة جمیع الصحابة؟

ما هی هذه العدالة عندما یقوم بعضهم بالاعتراض على النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)حین أراد توزیع الزکاة؟ وقد نقل القرآن المجید هذا الاعتراض فی سورة التوبة: (وَمِنْهُم مَّن یَلْمِزُکَ فِی الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ یُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ یَسْخَطُونَ)(3).

ما هی هذه العدالة حیث یتحدث القرآن المجید عن حرب الأحزاب فی سورة الأحزاب (وَإِذْ یَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا)(4) فبعضهم کان یتصور أنّ النبی(صلى الله علیه وآله)سیهزم فی هذه المعرکة، وأنّهم سیقتلون، وسیقضى على الإسلام، أو تلک الروایة التی ینقلها الشیعة والسنّة فی القصّة المعروفة حین کان النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) یحفر الخندق فوجد صخرة وقام بتحطیمها، عندها وعدهم بفتح الشام وإیران والیمن فقابلوا هذا الخبر بالاستهزاء.

ألم یکن هؤلاء من الصحابة؟!

والأعجب من ذلک ما جاء فی الآیة التالیة حیث تقول: (وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ یَا أَهْلَ یَثْرِبَ لاَ مُقَامَ لَکُمْ فَارْجِعُوا...) أی: یطالبون أهل المدینة بالرجوع وعدم القتال مع رسول الله(صلى الله علیه وآله)، أو ما قام به بعضهم من طلب الاستئذان من رسول الله(صلى الله علیه وآله) للهروب من میدان المعرکة: (...  وَیَسْتَأْذِنُ فَرِیقٌ مِّنْهُمُ النَّبِیَّ یَقُولُونَ إِنَّ بُیُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِیَ بِعَوْرَة إِن یُرِیدُونَ إِلاّ فِرَاراً)(5). فکیف لنا أن نغض النظر عن کل هذه الأعمال ولا نقبل بانتقادهم.

والأسوأ من هذا کله قیام بعض الصحابة باتهام النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)بالخیانة، فهذا هو القرآن الکریم یحدثنا فی سورة آل عمران عن ذلک: (وَمَا کَانَ لِنَبِیّ أَن یَغُلَّ وَمَن یَغْلُلْ یَأْتِ بِمَا غَلَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى کُلُّ نَفْس مَّا کَسَبَتْ وَهُمْ لاَ یُظْلَمُونَ)(6)، حیث ذکروا لشأن نزول الآیة سببین:

الأول: بعضهم قال: إنّها إشارة إلى أصحاب «عبد الله بن جبیر» الذین کانوا متمرکزین فی جبل «العینین» فی معرکة أحد، فحین أوشک المسلمون على الانتصار على الأعداء ترک الرماة مع عبد الله مواقعهم لجمع الغنائم، مع أنّ الرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله) قد أمرهم بعدم ترک مواقعهم مهما کان، والأسوأ من هذا العمل هو ما قالوه من أنّهم یخافون أن لا یراعی النبی(صلى الله علیه وآله) حالهم فی تقسیمه للغنائم، وهناک عبارات ذکروها یخجل القلم من ذکرها.

 

والثانی: ذکره «ابن کثیر» و«الطبری» فی ذیل تفسیرهما للآیة: إنّه کانت هناک قطیفة(7) حمراء ثمینة قد فقدت فی غزوة بدر، فقام بعض الجهّال باتهام النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) بالخیانة، ولم تمض فترة حتى عثر علیها، وتبیّن أنّ أحد أفراد الجیش قد أخذها.

فهل نسبة هذه الأمور جمیعها إلى النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) تتوافق مع العدالة؟

فإذا جعلنا وجداننا قاضیاً فهل یقبل أن یکون هؤلاء الأشخاص عدولاً وطاهرین، بحیث لا یحق لأحد أن ینتقد أعمالهم؟

ونحن لا ننکر أنّ أکثر أصحاب وأتباع النبی(صلى الله علیه وآله) کانوا أحراراً وطاهرین، ولکن أن نعطی حکماً کلیاً بأنّ جمیعهم قد طهّروا بماء التقوى والعدالة، وأنّه لیس لأحد الحق فی التعرض لأعمالهم بأی نقد، فهذا فی الحقیقة مدعاة للحیرة بشکل فاضح.

ما هی هذه العدالة؟ التی تجیز لبعض الأفراد الذین یعدونه من صحابة النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) فی الظاهر کمعاویة بأنّه یجیز لنفسه سبّ ولعن الصحابة العظام کعلی(علیه السلام)، ویأمر جمیع الناس بالقیام بهذا العمل فی البلدان وبلا استثناء؟ ولابدّ من الانتیاه لهذین الحدیثین:

1. نقرأ فی صحیح مسلم وهو من أکثر الکتب اعتباراً عند أهل السنّة: «عن عامر بن سعد بن أبی وقاص عن أبیه قال: أمر معاویة بن أبی سفیان سعداً فقال: ما منعک أن تسب أبا تراب؟ فقال: أما ما ذکرت ثلاثاً قالهن له رسول الله صلى الله علیه وسلم فلن أسبّه، لئن تکون لی واحدة منهن أحب إلی من حمر النعم»(8).

2. ونقرأ فی کتاب «العقد الفرید» الذی کتبه أحد علماء السنّة (ابن عبد ربّه الأندلسی): «ولمّا مات الحسن بن علی(علیهما السلام) حج معاویة فدخل المدینة وأراد أن یلعن علی بن أبی طالب(علیه السلام) على منبر رسول الله(صلى الله علیه وآله)فقیل له: إنّ
هاهنا سعد بن أبی وقاص ولا نراه یرضى بهذا فابعث إلیه وخذ رأیه. فأرسل إلیه ]معاویة[ وذکر له ذلک فقال: إن فعلت لأخرجن من المسجد ثم لا أعود إلیه! فأمسک معاویة عن ذلک حتى مات سعد فلما مات سعد لعنه على المنبر وکتب إلى عماله أن یلعنوه على المنابر ففعلوا، فکتبت أم سلمة زوج النبی(صلى الله علیه وآله) إلى معاویة: «إنّکم تلعنون الله ورسوله على منابرکم; وذلک أنّکم تلعنون علی بن أبی طالب ومن أحبّه، وأنا أشهد أنّ الله أحبّه ورسوله» فلم یلتفت ]معاویة[ إلى کلامها»(9).

فهل هذه الأعمال القبیحة تتلاءم مع العدالة؟ هل یجیز أی إنسان عاقل أو عادل لنفسه أن یقوم بسبّ أو لعن ـ وخصوصاً بتلک الصورة البشعة والواسعة ـ هذه الشخصیة العظیمة، حیث یقول الشاعر العربی:

أعلى المنابر تعلنون بسبّه *** وبسیفه نصبت لکم أعواده


1. سورة آل عمران، الآیة 155 .
2. سورة الحجرات، الآیة 6 .
3. سورة التوبة، الآیة 58 .4. سورة الأحزاب، الآیة 12 .
5. سورة الأحزاب، الآیة 13 .
6. سورة آل عمران، الآیة 161 .
7. قطیفة: قطعة قماش.
8. صحیح مسلم، ج 14، ص 1871، کتاب فضائل الصحابة. وکذلک کتاب فتح الباری فی شرح صحیح البخاری، ج 7، ص 60. والفضائل الثلاثة التی ذکرت للإمام علی(علیه السلام)فی الحدیث هی: عبارة عن حدیث المنزلة، وحدیث (لأعطین الرایة غداً...)، وآیة المباهلة.
9. العقد الفرید، ج 5، ص 114و 115 دارالکتب العلمیة. وجواهر المطالب فی مناقب الإمام علی بن أبی طالب، ج 2، ص 228. تألیف محمّد بن أحمد الدمشقی الشافعی، (توفی فی القرن التاسع الهجری).
5. الدوافع الأساسیة لعقیدة التنزیه7. أصناف أصحاب النبی(صلى الله علیه وآله)
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma