وهذا نوع آخر من التقیة یلجأ إلیه أصحاب مذهب ما، من دون أن یسبب ذلک وقوع ضرر على أساس الدین أو على المذهب، بالتعاون مع بقیة فرق المسلمین للحفاظ على وحدتهم.
فمثلاً: یعتقد أتباع مذهب أهل البیت(علیهم السلام) بأنّه لا یجوز السجود على السجّاد، ولابد من السجود على الحجر أو أی شیء من أجزاء الأرض، ودلیلهم على ذلک الحدیث المعروف عن النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله): «جُعِلتْ لِی الأرْضُ مَسْجِداً وَطَهُوراً»(1).
فإذا أرادوا حفظ الوحدة بین صفوف المسلمین فبإمکانهم الصلاة فی مساجدهم أو فی المسجد الحرام أو المسجد النبوی(صلى الله علیه وآله) والسجود على نفس السجّاد مثل بقیة المصلین.
فهذا العمل جائز وهذه الصلاة فی عقیدتنا صحیحة، وهذا یسمى تقیة مداراة; لأنّ مسألة الخوف على النفس والمال غیر مطروحة، بل المطروح هو المداراة مع بقیة الفرق الإسلامیّة.
وننهی بحث التقیة بحدیث أحد العظماء:
فقد التقى أحد عظماء الشیعة مع أحد شیوخ الأزهر فی مصر، وأراد أن یهین هذا العالم الشیعی فقال له: سمعنا أنّکم تستخدمون التقیة!!
فأجابه العالم الشیعی قائلاً: «لعن الله من حملنا على التقیّة».