الإجتهاد والتفسیر بالرأی مقابل النص

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الشیعة شبهات و ردود
توجیهات عجیبةالمسح على الأحذیة

هناک قرائن کثیرة تشیر إلى قبح هذا النوع من الاجتهاد وعدم قبوله مقابل النص الرائج فی عصرنا الحاضر. وهذا لم یکن موجوداً فی العهد الأول للإسلام.

وبعبارة أخرى: إنّ هذا التعبد والتسلیم المطلق الموجود عندنا الیوم لآیات القرآن المجید وکلام النبی(صلى الله علیه وآله) لم یکن بهذه القوّة والشدّة فی تلک العصور.

فمثلاً: عندما تحدث عمر عن رأیه المعروف: «متعتان کانتا محللتان فی زمن النبی(صلى الله علیه وآله) وأنا أحرمهما وأعاقب علیهما: متعة النساء ومتعة الحج»(1)، لم نسمع أحداً من الصحابة انتقده أو وجّه الملامة له، قائلاً إنّ هذا اجتهاد فی مقابل النص.

وأمّا لو قال أحد العلماء الکبار من فقهاء الإسلام فی زماننا: «إنّ العمل الفلانی کان حلالاً فی عهد النبی(صلى الله علیه وآله) وأنا أحرمه»، لتصدى له الجمیع استغراباً من موقفه، وأظهروا رفضهم، وقالوا إنّه لا قیمة لهذا الرأی، ولا یحق لأحد أن یحرم حلال الله، ولا یحلل حرامه; لأنّه لا معنى لأن یجتهد أحد أمام النص، ولا أن ینسخ الأحکام.

ولکن العهد الأول لم یکن کذلک، وبهذا الدلیل نرى بعض الفقهاء قد أجاز لنفسه مخالفة الأحکام الإلهیة، وقد یکون إنکار المسح على القدمین وإبداله بالغسل، من هذا القبیل.

ولعلّ بعضهم تصوّر أنّ من الأفضل غسل القدمین; لأنّها معرضة للتلوث دائماً، فما الفائدة من المسح؟ وخصوصاً أنّ بعض المسلمین کانوا حفاة فی تلک الأعصار، ولأجل هذا کان إحضار الماء لغسل أرجلهم من الأداب المتعارفة فی وقتها عند استقبال الضیوف!.

والشاهد على هذا الکلام ما قاله صاحب کتاب «تفسیر المنار» فی ذیل آیة الوضوء من توجیه لکلمات القائلین بالغسل حیث یقول: «إن مسح الیدین على القدمین الملوثة بالغبار أو المتسخة غالباً، لیس فقط لا فائدة فیه، بل قد یلوثها أکثر ممّا هی علیه، وسینتقل التلوث إلى الید أیضاً».

وینقل ابن قدامة الفقیه المعروف لدى أهل السنّة (المتوفى620 قمری) عن بعضهم قوله: «إنّ القدمین فی معرض التلوث بخلاف الرأس، فمن المناسب أن تغسل القدمین ویمسح على الرأس»(2). فنجد کیف رجّح هذا الاجتهاد والاستحسان فی مقابل ظاهر الآیة القرآنیّة، وترک المسح ووجّه الآیة توجیهاً غیر سلیم.

والظاهر أنّ هذه المجموعة قد نسیت أنّ الوضوء مرکب من النظافة والعبادة، فمسح الرأس لا علاقة له بنظافته، وخصوصاً على بعض الفتاوى بکفایة المسح بالإصبع، وکذلک مسح القدمین.

وفی الواقع أنّ المسح على الرأس والقدمین إشارة إلى تسلیم وطاعة الإنسان المتوضئ الأوامر الإلهیّة من الرأس إلى أخمص القدمین، وإلاّ فلا المسح على الرأس یحقق النظافة ولا المسح على القدمین.

وعلى کل حال، فنحن تابعون للأحکام الإلهیّة ولا یحق لنا مع قصور عقولنا تغییر الأوامر الإلهیّة، فعندما نزلت آخر سورة من القرآن الکریم على النبی(صلى الله علیه وآله) وأمرت بغسل الوجه والیدین ومسح الرأس والقدمین فیجب أن لا نخالفها، ونلجأ إلى توجیه تلک المخالفات بتفسیر کلام الله سبحانه وتعالى بأسلوب غیر وجیه مع قصور العقل الإنسانی.

نعم، إنّ التفسیر بالرأی والاجتهاد مقابل النص بلاء عظیم، أضر ـ وللإسف ـ بأصالة الفقه الإسلامی فی بعض الموارد.


1. مصادر هذا الحدیث مرت فی بحث الزواج المؤقت. 
2. المغنی لابن قدامة، ج 1، ص 117 .
توجیهات عجیبةالمسح على الأحذیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma