یقوم بعض الجهّال باتهام زوار قبور أئمّة الدین، بالشرک، ویقیناً أنّهم لو علموا بمضمون هذه الزیارات ومحتواها لخجلوا من هذا الکلام.
لا یوجد أی شخص عاقل یعبد النبی(صلى الله علیه وآله) أو الأئمّة(علیهم السلام)، بل لا تخطر بذهن أحد هذه الفکرة إطلاقاً، وجمیع المؤمنین الواعین یذهبون لزیارتهم احتراماً وطلباً للشفاعة.
وأغلب الزوار یذکرون «الله أکبر» مائة مرّة قبل البدء بقراءة متن الزیارة، فهم على هذا یؤکدون مبدأ التوحید مائة مرّة لإبعاد أی شائبة للشرک من نفوسهم.
نقول فی الزیارة المعروفة زیارة «أمین الله» وأمام قبور الأئمة: «أشْهدُ أنکَ جاهدتَ فی الله حَقَّ جِهاده، وَعمِلتَ بِکتَابِه، واتبعتَ سُنَنَ نَبِیِّه حتَّى دَعاکَ الله إلى جِوَارِه»(1)، أفهل هناک توحید أکثر من هذا؟
ونقول فی خطابنا لهؤلاء العظماء فی الزیارة الجامعة المعروفة: «إلى الله تَدعُونَ وَعَلیهِ تَدُلُّونَ وَبِه تُؤْمِنُونَ وَلَهُ تُسَلِّمونَ وَبِأمرِهِ تَعمَلُونَ وَإلى سَبِیلِه تُرْشِدُونَ»(2)، وجمیع الضمائر فی الجمل الست المذکورة تعود إلى الخالق سبحانه وتعالى.
فالدعوة إلى الله و التوحید موجودة فی کل موضع من هذه الزیارات، أفهل هذا شرک أم إیمان؟
ونقول فی موضع آخر من الزیارة: «مُسْتَشْفِعٌ إلى الله عَزَّ وَجَلَّ بِکُمْ»، فإذا کان فی مضمون بعض العبارات إبهام، فهذه المحکمات ترفع هذا الإبهام.