5. الدوافع الأساسیة لعقیدة التنزیه

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الشیعة شبهات و ردود
4. من هم الصحابة؟6. هل جمیع الصحابة عدول بلا استثناء؟

هناک شبه بین الاعتقاد بالقداسة الممیزة للصحابة والعصمة التی لم ترد لا فی کتاب الله سبحانه وتعالى ولا فی سنّة نبیّه(صلى الله علیه وآله)، بل ما هو موجود فی الکتاب والسنّة والتاریخ خلافه، حتى أنّه قیل: إنّ هذا الاعتقاد لم یکن موجوداً فی القرن الأول، بل ظهر فی القرون اللاحقة، فلابدّ من البحث عن سبب ذلک وما هو دلیله.

هناک عدّة أدلة تبین سبب هذا الاعتقاد:

1. إنّ أفضل الأدلة على عقیدة تنزیه الصحابة ـ کما جاء فی البحوث السابقة ـ هو توهّم بعضهم أنّه إذا فقد هؤلاء الصحابة کل قداستهم انقطعت العلاقة بینهم وبین النبی(صلى الله علیه وآله); لأنّ کتاب الله وسنّة النبی(صلى الله علیه وآله)وصلتنا عن طریقهم.

ولکن الجواب عن هذا الکلام واضح; لأنّه لا یوجد شخص یعتقد بإنّ جمیع الصحابة ـ لا سمح الله ـ منحرفون وکذّابون; لأنّه یوجد بین هؤلاء أفراد کثیرون مورد اعتماد وثقة، ونفس هؤلاء یمکن أن یکونوا حلقة وصل مع النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)، کما نقول ذلک فیما یتعلق بأصحاب أهل البیت(علیهم السلام).

والملفت للنظر أنّه وبعد مضی عدّة قرون ظلت المشکلة کما هی، إضافة إلى أننا الیوم نتصل بعصر النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) عن طریق عدّة وسائط، ولکن لا یوجد أحد یقول: إنّ جمیع هذه الوسائط ثقة وصادقة القول، وأنّهم مقدسون، وإذا لم نقل هکذا فدیننا یضمحل، بل إنّ الجمیع یقول: لابدّ أن تؤخذ الروایات من الأشخاص العدول والثقات، ولأجل هذا ألّفت کتب الرجال لمعرفة الثقات من غیرهم.

والآن ما هو المانع من إجراء هذه الضوابط مع الصحابة، کما نجریها مع الآخرین؟

2. یرى بعضهم أنّ «الجرح» ببعض الصحابة یضعف من مقام نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) الشامخ، وعلیه فلا یجوز التعرض إلیهم.

ویجب أن نسأل من یتمسک بهذا الدلیل: ألم ینتقد القرآن هؤلاءالمنافقین المحیطین بالنبی(صلى الله علیه وآله) بشدّة ویفضحهم؟ فهل وجود المنافقین بجوار الصحابة المخلصین، الصادقین للنبی(صلى الله علیه وآله) یقلل من مقامه العظیم السامی؟!

والخلاصة: إنّ الصالح والفاسد موجود دائماً وعلى مرّ الزمان، وحتى فی عصر الأنبیاء العظام(علیهم السلام)، ومع ذلک فالفاسد لم یسیء إلى مقامهم السامی.

3. إنّ التعرض للصحابة بالجرح والنقد لأعمالهم سیؤدی إلى الحط من مکانة الخلفاء الأوائل، فلأجل حفظ مکانتهم لابدّ من التأکید على قداسة الصحابة وصونهم، حتى لا یتمکن أحد من أن یضع الأفعال التی وقعت فی بیت مال المسلمین وغیرها فی زمن عثمان تحت طائلة الاستفسار، وبالتالی یتعرض الخلیفة للنقد والتساؤل على أفعاله. ومن خلال هذه الوسیلة یتمکنون حتى من توجیه جمیع تصرفات معاویة ومخالفاته لزعیم المسلمین الإمام علی(علیه السلام)، وإشعاله لنار الحروب الدامیة، وقتل المسلمین، لیبقوه بعیداً عن دائرة نقد النقاد.

والواضح من هذا الکلام: أنّ السیاسیین فی القرون الأولى هم الذین جذّروا هذه القداسة، کما حصل فی تفسیرهم لآیة (وَأُوْلِی الأَمْرِ مِنکُمْ)(1)بالحکام فی کل زمان، لتشمل بالمفهوم الواسع للکلمة کل الحکّام الظلمة من بنی أمیة وبنی العباس، وکان هذا نتیجة للتخطیط السیاسی لهؤلاء الحکّام. وأنا لا أتصور أنّ نتیجة هذا الکلام تتلاءم مع طبع المعتقدین بقداسة جمیع الصحابة.

4. البعض یعتقد بقداسة الصحابة بسبب ورود الأوامر فی بعض الآیات القرآنیّة والأحادیث النبویة.

والظاهر أنّ هذا أفضل توجیه، ولکن عندما نناقش هذا الدلیل یتضح أنّه لا وجود للإطلاق فی تلک الآیات أو الروایات على ما یدّعونه، وأهم آیة یتمسکون بها هی: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِینَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَان رَّضِیَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّات تَجْرِی تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِینَ فِیهَا أَبَدًا ذَلِکَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ)(2).

فبعض مفسّری أهل السنّة ذکروا فی ذیل الآیة روایة عن حمید بن زیاد، أنّه قال: «قلت یوماً لمحمد بن کعب القرظی، ألا تخبرنی عن أصحاب الرسول(صلى الله علیه وآله) فیما کان بینهم، وأردت الفتن، فقال لی: إنّ الله تعالى قد غفر لجمیعهم، وأوجب لهم الجنّة فی کتابه، محسنهم ومسیئهم، قلت له: وفی أی موضع أوجب لهم الجنّة ؟ قال: سبحان الله! ألا تقرأ قوله تعالى: (والسابقون الأولون من المهاجرین والأنصار)»(3). 

والملفت للنظر، أنّ الآیة تقول: إنّ نجاة التابعین مشروطة باقتدائهم بالصحابة فی الأعمال الحسنة لا السیئة، ومفهومها أنّ الجنّة مضمونة للصحابة، فهل یفهم من هذا الکلام أنّهم أحرار فی ارتکابهم للمعصیة؟

فهل یمکن للنبی(صلى الله علیه وآله) الذی جاء لهدایة الناس وإصلاحهم أن یستثنی أصحابه فیما یرتکبون من معاص!! فی الوقت الذی یخاطب فیه القرآن نساء النبی(صلى الله علیه وآله) ـ اللاتی یعتبرن من أکثر الصحابة قرابة له: (یَا نِسَاء النَّبِیِّ مَن یَأْتِ مِنکُنَّ بِفَاحِشَة مُّبَیِّنَة یُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَیْنِ وَکَانَ ذَلِکَ عَلَى اللَّهِ یَسِیرًا)(4).

والأمر المهم فی الموضوع: إنّ أی إبهام فی هذه الآیة ترفعه الآیة: التاسعة والعشرون من سورة الفتح التی تتعرض لوصف أصحاب النبی(صلى الله علیه وآله)الحقیقیین حیث تقول: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِینَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْکُفَّارِ رُحَمَاء بَیْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُکَّعًا سُجَّدًا یَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِیمَاهُمْ فِی وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ...).

فهل الأشخاص الذین أشعلوا نار الفتنة والحرب فی صفین والجمل ضد الإمام الفعلی فی ذلک الوقت، وقتلهم لعشرات الآلاف من المسلمین مصداق للصفات السبع المذکورة فی هذه الآیة؟

وهل کانوا رحماء فیما بینهم؟ وهل کانت شدّتهم على الکفّار أم على المسلمین؟

وفی ذیل الآیة یذکر الله سبحانه وتعالى بجملة المقصد والمقصود بشکل واضح (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِیمًا)(5). فالوعد بالمغفرة والأجر العظیم لهؤلاء الذین یتصفون بالإیمان والعمل الصالح لا غیرهم.

فهل قتلة المسلمین فی حرب الجمل والمشعلون غیرها، والعابثون ببیت المال، کما حدث فی عهد عثمان هم من الصالحین؟!

والملفت للنظر أنّ الله سبحانه وتعالى قد عاتب بعض أنبیائه العظام(علیهم السلام)وآخذهم بسبب ترکهم للأولى، وقد أخرج النبی آدم(علیه السلام)من الجنّة بسبب ترکه للأولى.

النبی یونس(علیه السلام) بقى مدّة فی بطن الحوت بسبب ترکه للأولى، وسجن فی ظلمات ثلاث.

النبی نوح(علیه السلام) عوتب بسبب شفاعته لابنه (إِنَّهُ عَمَلٌ غَیْرُ صَالِح)(6)، أفهل یعقل أن یکون أصحاب نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) مستثنین من هذا القانون!!


1. سورة النساء، الآیة 59 . 
2. سورة التوبة، الآیة 100 .
3. التفسیر الکبیر للفخر الرازی، ج 16، ص 171 .
4. سورة الأحزاب، الآیة 30 .
5. سورة الفتح، الآیة 29 .
6. سورة هود، الآیة 46 .

 

 

 

4. من هم الصحابة؟6. هل جمیع الصحابة عدول بلا استثناء؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma