وقد تناولت الروایات الإسلامیّة أیضاً التقیة بشکل واسع، وعلى سبیل المثال:
مسند أبی شیبة و هو من المسانید المعروفة عند أهل السنّة، ینقل قصّة «مسیلمة الکذاب»: حیث أقدم مسیلمة الکذاب على اعتقال اثنین من أصحاب النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) فی المنطقة التی یسیطر علیها، وسأل کلاً منهما: هل تشهدون بأنّی رسول الله؟
فشهد أحدهم بذلک، ونجى بنفسه، ولم یشهد الآخر فقطع رأسه، وعندما وصل هذا الخبر للنبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) قال: «أمّا الذی قُتل فکان فی سبیل الصدق والحق، وأمّا الثانی فهو مأذون من الله ولا ذنب علیه»(1).
ونجد فی أحادیث أئمّة أهل البیت(علیهم السلام) ـ وخصوصاً الأئمّة الذین عاشوا فی عصر تسلط بنی أمیة وبنی العباس الذین کانوا یقتلون من یجدونه محبّاً لعلی بن أبی طالب(علیه السلام) ـ أوامر کثیرة باستخدام التقیة، وهم مأمورون بحفظ أنفسهم; وذلک باستخدام التقیة حفظاً لأنفسهم من هؤلاء المعتدین القتلة القساة.