قال رسول الله(صلى الله علیه وآله):
الزُّهْدُ فِی الدُّنیـا قَصْرُ الأَمَلِ وَشُکْرُ کُلِّ نِعْمَة وَالوَرَعُ عَنْ کُلِّ مـا حَرَّمَ اللهُ(1)
لقد إلتبس الأمر بالنسبة لأغلب الناس فی إدراک مفهوم الزهد وتوهّموا أنّه یعنی مقاطعة الحیاة المادیة والاجتماعیة، فیرون الزاهد الحقیقی من إختار العزلة الاجتماعیة والإنصراف عن کافة مظاهر الحیاة المادیة، ومن هنا کان مثل هذا الزهد أحیاناً برنامجاً إستعماریاً.
إلاّ أنّ الزهد الواقعی ینطوی على مفهوم اجتماعی إیجابی وردت الإشارة إلیه فی الحدیث المذکور:
فالزهد یعنی الإبتعاد عن غصب حقوق الآخرین والأموال الحرام غیر المشروعة، وتوظیف الإمکانات المادیة فی المصارف المنطقیة والإنسانیة (التی تفید حقیقة الشکر) وقصر الأمل، وبکلمة واحدة أنّ الإنسان یبتعد بالزهد الحقیقی عن الآمال العریضة التی تغرقه فی دوامة حبّ المال والشهرة والمقام.
1. تحف العقول، ص40.