إنّ أعظم مصادرنا بعد کتاب الله (القرآن الکریم) هو سنة النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)وروایات أهل البیت(علیهم السلام)وهما الثقلان اللذان خلّفهما  رسول الله (صلى الله علیه وآله)فی الأمّة بعد وفاته واللذان ویحول التمسک بهما دون الضلال(1).

والمؤسف أنّ هذه الأحادیث التی تمثل بحاراً زاخرة بالعلوم والمعارف ما تزال مجهولة لحدّ الآن، فما أکثر الأحادیث التی وردت بعبارات قصیرة لتختزن فی الواقع عالماً من دروس الحیاة وعبرها، والتی یمکنها حلّ الکثیر من تعقیدات الإنسان المعاصر.

والکتاب الذی بین أیدینا قطوف من الأحادیث مع شرح موجز ومختصر لها، وهو عبارة عن محاضرات کانت تلقى أیّام الجمعة فی التفسیر فی جلسات «مجمع الدین والعلم» فی مسجد الإمام الحسین، حیث یطرح حدیث کل أسبوع کدرس لأیّام الأسبوع، فکان یحفظ من قبل طائفة من الشباب من البنین والبنات.

وقد دفع الإقبال الکبیر على هذه الأحادیث إلى طبعها ونشرها فی هذا الکتاب الصغیر لیکون نموذجاً للتعالیم الإسلامیة لاُولئک الذین یرومون التعرف على الإسلام من خلال المطالعة المختصرة. والأهم من کل ما تقدم هو تطبیق هذه التعالیم والعمل بها فی الحیاة فتعالوا نسأل الله أن یوفقنا جمیعاً للوقوف على هذه الأحادیث وفهمهما بالشکل الصحیح ومن ثم نسأل الله سبحانه أن یوفقنا للعمل بها.

قم ـ ناصر مکارم الشیرازی

شوال المکرم 1397

1. إشارة إلى حدیث الثقلین الوارد بشکل واسع فی مصادر الشیعة وأهل السنة، ولمزید الاطلاع انظر: نفحات القرآن، ج9، للمؤلف.