«حَتَّى إِذا تَصَرَّمَتِ الاُْمُورُ، وتَقَضَّتِ الدُّهُورُ، وأَزِفَ النُّشُورُ، أَخْرَجَهُمْ مِنْ ضَرائِحِ الْقُبُورِ، وأَوْکارِ الطُّیُورِ، وأَوْجِرَةِ السِّباعِ، ومَطارِحِ الْمَهالِکِ، سِراعاً إِلَى أَمْرِهِ، مُهْطِعِینَ إِلَى مَعادِهِ، رَعِیلاً صُمُوتاً، قِیاماً صُفُوفاً، یَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ، ویُسْمِعُهُمُ الدّاعِی، عَلَیْهِمْ لَبُوسُ الاِسْتِکانَةِ، وضَرَعُ الاِسْتِسْلامِ والذِّلَّةِ، قَدْ ضَلَّتِ الْحِیَلُ، وانْقَطَعَ الاَْمَلُ، وهَوَتِ الاَْفْئِدَةُ کاظِمَةً، وَخَشَعَتِ الاَْصْواتُ مُهَیْمِنَةً، وأَلْجَمَ الْعَرَقُ، وعَظُمَ الشَّفَقُ، وأُرْعِدَتِ الاَْسْماعُ لِزَبْرَةِ الدّاعِی إِلَى فَصْلِ الْخِطابِ، ومُقایَضَةِ الْجَزاءِ ونَکالِ الْعِقابِ، ونَوالِ الثَّوابِ».