بعد أن ذکرنا آیاتِ ( الانفس ) نتجه صوبَ آیات الآفاق :لقد کانَ النظر إلى السماوات والأرض على الدوام دافعاً لتفکیر الإنسان ، وکلَّما تطورَ علمُ الإنسان تعاظم العالم السماواتی ذو الأسرار العجیبة فی نظرهِ ، فلو قیسَتْ عظمةُ السماوات فی نظر علماء الیوم مع ما مضى لکانت « کالقطرةِ » إلى « البحر » ، ولیس معلوماً أن یکون « الغد » کذلک فی قیاسه مع « الیوم » .فماذا یجری فی هذه المنظومةِ والمجرّات الکبیرة، والنجوم الثابتةِ والسّیارة ؟ وما هی العوالم الموجودة فیه ؟وإلى أیِّ زمان یعود تاریخ ظهوره ؟وهل هناک من یسکنُ فیه ؟ وإذا کان کذلک فهل أنّ حیاتهم تشبه حیاتنا أم یختلفون عنّ ؟هذه الأسئلة وعشراتٌ اُخرى تشغلُ فکرَ کلِّ إنسان باحث ومتفحص فی أمر السماوات .یقول علماء العصر : إنّنا الیوم نرى نجوماً فی السماء قد اختفت من الوجود قبل آلاف السنین وربّما قبل ملایین السنین ، وهذا یعود إلى الفاصلة الخارقة بینها وبینن ، وأنّ نورها قد بدأ حرکته منذ آلاف أو ملایین السنین وما زال فی طریقه الین ، فإذا کان المیدان الحقیقی للسماء هکذا وهو کذلک، فإلى أیِّ حد یختلف مع ما نراه الیوم ؟ لیس هناک مَنْ یستطیع الإجابة عن هذا التساؤل!
هذه التساؤلات وأمثالها کثیرةٌ حیث یصعب الإجابة عنها من قبل العلماء .لقد أصبحنا أمام مثل هذا العالم المملوء بالأسرار، فعظمتُهُ من جانب ، والنظام والتقنین اللذان یسودانه من جانب آخر ، تکشف الستار عن القدرة والعلم اللامتناهی لمن له الید فی هذا الخلق.
بعد هذا التمهید نقرأ خاشعین الآیات الشریفة الآتیة :
1 ـ (إِنَّ فِى خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالاَْرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّیْلِ وَالنَّهَارِ لاَیَات لاُِّوْلى الاَْلْبَابِ ).( آل عمران / 190 )
2 ـ (إِنَّ فِى خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالاَْرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّیْلِ والنَّهَارِ... لاََیَات لِّقَوم یَعْقِلُونَ ).( البقرة / 164 )
3 ـ (وَمِنْ آیَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالاَْرْضِ واخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِکُمْ وأَلْوَانِکُمْ إِنَّ فِى ذَلِکَ لاَیَات لِّلْعالِمِینَ ).( الروم / 22 )
4 ـ (إِنَّ فِى السَّمَـوَاتِ والأَرْضِ لاَیَات لِّلمُؤمِنینَ ).( الجاثیة / 3 )
5 ـ (خَلَقَ اللهُ السَّمَواتِ والاَْرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِى ذَلِکَ لاَیَات لِّلْمُؤمنِیْنَ ).( العنکبوت / 44 )
6 ـ (إِنَّ رَبَّکُمُ اللهُ الَّذِى خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَیّام ثُمَّ اسْتَوَى عَلىَ الْعَرْشِ یُدَبِّرُ الاَْمْرَ مَا مِنْ شَفِیْع إِلاَّ مِنْ بَعْدِ إذْنِهِ ذلِکُمُ اللهُ رَبُّکُمْ فَاعْبُدُوْهُ أَفَلاَ تَذکَّرُوْنَ ). ( یونس / 3 )
7 ـ (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السَّمَواتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ واَلْقَمَرَ لَیَقُوْلُنَّ اللهُ فَأَنَّى یُؤفَکُونَ ).( العنکبوت / 61 )
8 ـ (لَخَلْقُ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ أَکْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَکِنَّ اکْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ ). ( غافر / 57 )
9 ـ (قالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِى اللهِ شَکٌّ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالاَْرْضِ ).( ابراهیم / 10)
10 ـ (وَالسَّمَاءَ بَنَیْنَاهَا بِأیْید وَاِنَّا لَمُوسِعُونَ * وَالأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدوُنَ ). ( الذاریات / 47 ـ 48 )
11 ـ (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَّحْفُوظًا وهُمْ عَنْ آیَاتِهَا مُعْرِضُونَ ).(الانبیاء / 32)
12 ـ (اللهُ الَّذِى رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَیْرِ عَمَد تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوىَ عَلىَ الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ) .( الرعد / 2)