فی بعض الأحیان یقارن البعض من عدیمی الاطلاع بناء روح وفکر الإنسان وعقله ببناء العقول الالکترونیة ، والحال أنّ الفرق بینهما اکبر من الفرق بین الطائرة اللعبة التی یلعب بها الأطفال وطائرة عملاقة حقیقیة ! والسبب هو :إنّ نشاط العقول الالکترونیة محدود بحدود حافظتها فقط ، وحافظتها هی تلک التی یغذیها الإنسان بالمعلومات، ولذلک لیس لها وراء حدود هذه الحافظة المحدودة أی نشاط على الاطلاق .وفضلا عن أنّ العقول الألکترونیة تفتقر لأی نوع من أنواع الإبتکار والتفکیر أزاء إحدى الحوادث الجدیدة مهما کانت بسیطة ، کردّ الفعل مقابل هبوب الریاح الشدیدة مثلا ناهیک عن الإبتکار والإبداع فی القضایا المهمّة والمعقدة .ثم حتى لو افترضنا صحة المقارنة بینهما فَأی عقل یصدق أن صناعة العقل الالکترونی الذی یُعد أُعجوبة الصناعات البشریة ، قد تمت على ید إنسان أمی أو أعمى أو أصم أو مجنون ؟أفیمکن للطبیعة الفاقدة للروح والعقل والتفکیر والابتکار أن توجد الروح والعقل والابتکار ؟ ومن هنا نقول : إنّ فی داخل روح الإنسان الآلاف من آیات الخالق وعلاماته .