ظلت تحولات نمو الجنین فی بطن أمه ولسنین طویلة خافیة عن أعین العلماء ، إلى أن رفعت ید العلم النقاب عن هذا العالم المملوء بالأسرار ، وأظهرت أنّ النطفة عندما تستقر فی محلها من الرحم وتبدأ سیرها التکاملی ، ماذا تطوی من المراحل المختلفة والمتنوعة حتى تصبح على هیئة إنسان کامل ، والعجیب أن القرآن الکریم أکد عدة مرات على قضیة نمو الجنین فی آیاته المختلفة وفی ذلک العصر والزمان الذى لم تکن فیه علوم ولا اکتشافات، تارةً لإثبات التوحید وتارة لإثبات المعاد .مع إنّ « علم الأجنة » ما زال فی مراحله الأولى، ومعلوماتنا عن هذا العالم الغامض ما تزال قلیلة جدّ ، ولکن حتى هذا المقدار الذی کشف العلم البشری النقاب عنه ، قد وضع دنیا من العجائب والغرائب مقابل أعین العلماء .بهذه الإشارة نتأمل خاشعین فی الآیات الکریمة التالیة:
1 ـ (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الاِْنْسَانَ مِنْ سُلاَلَة مِّنْ طِیْن * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِى قَرار مَّکِیْن * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَکَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَکَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِیْنَ ).( المؤمنون / 1214 )
2 ـ (اَلَمْ یَکُ نُطْفَةً مِّنْ مَّنِىٍّ یُمَنَى * ثُمَّ کَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَیْنِ الَذَّکَرَ وَالأُنْثَى ).( القیامة / 37 ـ 39 )
3 ـ (أَوَلَمْ یَرَ الاِْنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُّطْفَة فَاِذا هُوَ خَصِیْمٌ مُّبْینٌ ).(یس / 77)
4 ـ (قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ یُحاوِرُهُ أَکَفَرْتَ بِالَّذِى خَلَقَکَ مِنْ تُرَاب ثُمَّ مِنْ نُّطْفَة ثُمَّ سَوَّاکَ رَجُل ).( الکهف / 37 )
5 ـ (هُوَ الَّذِى خَلَقَکُمْ مِّنْ تُرَاب ثُمَّ مِنْ نُّطْفَة ثُمَّ مِنْ عَلَقَة ثُمَّ یُخْرِجُکُمْ طِفْلا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّکُمْ ثُمَّ لِتَکُونُوا شُیُوخاً وَمِنْکُمْ مَّنْ یُتَوّفىَ مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أجلا مُّسَمًّى وَلَعَلَّکُمْ تَعْقِلُوْنَ )(1).( غافر / 67 )