لحظة الموت المؤلمة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 14
التّفسیرسورة القیامة / الآیة 31 ـ 40

کما نعلم أنَّ القرآن کثیراً ما أکّد على مسألة الموت خصوصاً عن الاحتضار، وینذر الجمیع أنَّهم سیواجهون مثل هذه اللحظة، وقد عبّر عنها أحیاناً (بسکرة الموت)(1) وأحیاناً اُخرى (بغمرات الموت)(2) وکذلک ببلوغ الحلقوم(3) ویعبر عنه أیضاً ببلوغ الروح إلى التراقی، أی العظام المکتنفة للنحر کما فی الآیات مورد البحث، ویستفاد من مجموع ذلک أنَّ تلک اللحظة على خلاف ما یقوله المادیون، لحظة صعبة ومؤلمة، ولِمَ لا یکون کذلک والحال أنّها لحظة انتقال من هذا العالم إلى عالم آخر، أی إنَّ الانسان کما ینتقل من عالم الجنین إلى عالم الدنیا مصحوباً بألم شدید، فکذلک الإنتقال إلى العالم الآخر بهذا الشکل.

والمستفاد من الرّوایات أنَّ هذه اللحظة سهلة على المؤمنین، وصعبة ومؤلمة على فاقدی الإیمان، وذلک لشوق المؤمنین للقاء الله ورحمته ونِعَمِهِ السرمدیة بحیث لا یشعرون بآلام لحظة الإنتقال، وأمّا المجموعة الثانیة فإنّ الآلام تتضاعف علیهم لحظة الإنتقال لخوفهم من العقوبات من جهة، ولمصیبة فراق الدنیا التی یحبونها من جهة اُخرى.

نقل فی حدیث للإمام علی بن الحسین(علیه السلام) عندما سئل عن الموت، فقال: «للمؤمن کنزع ثیاب وسخة قملة، وفک قیود وأغلال ثقیلة، والاستبدال بأفخر الثیاب وأطیبها روائح، وأوطىء المراکب، وآنس المنازل، وللکافر کخلع ثیاب فاخرة، والنقل عن منازل أنیسة، والاستبدال بأوسخ الثیاب وأخشنها، وأوحش المنازل وأعظم العذاب»(4).

وفی حدیث آخر عن الإمام الصادق(علیه السلام) عندما طلب شخص منه أن یوصف له الموت فقال الإمام(علیه السلام): «للمؤمن کأطیب ریح یشمه فینعس لطیبه وینقطع التعب والألم کلّه عنه، وللکافر کلسع الأفاعی ولدغ العقارب أو أشدّ»!(5).

على کل حال فإنَّ الموت باب یؤدّی إلى عالم البقاء، کما فی حدیث عن الإمام أمیر المؤمنین(علیه السلام) إذ قال: «لکل دار باب وباب دار الآخرة الموت»(6).

أجل، إنَّ ذکر الموت له الأثر البالغ والعمیق فی کسر الشهوات وإنهاء الآمال الطویلة والبعیدة ومحو آثار الغفلة عن مرآة القلب، لذا ورد فی حدیث عن الإمام الصادق(علیه السلام) قال: «ذکر الموت یمیت الشهوات فی النفس ویقلع منابت الغفلة، ویقّوی القلب بمواعد الله ویرقّ الطبع، ویکسر أعلام الهوى، ویطفىء نار الحرص، ویحقّر الدنیا، وهو معنى ما قال النّبی: «فکر ساعة خیر من عبادة سنة»(7).

وبالطبع المراد من ذلک هو بیان أحد المصادیق الواضحة للتفکر ولا ینحصر موضوع التفکر بذلک.

وأوردنا فی ما مضى بحثاً آخراً لهذا الموضوع فی ذیل الآیة 19 من سورة (ق).


1. (وجاءت سکرة الموت بالحق) ق، 19.
2. الأنعام، 93.
3. (فلولا إذا بلغت الحلقوم) الوقعة، 83.
4. بحار الأنوار، ج 6، ص 155.
5. المصدر السابق، ص 152.
6. شرح النهج لابن أبی الحدید، ج 2، ص 345.
7. بحار الأنوار، ج 6، ص 133.
التّفسیرسورة القیامة / الآیة 31 ـ 40
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma