الذین یموتون على الکفر لن یغفر الله لهم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 12
سورة محمّد / الآیة 32 ـ 34 عوامل إحباط ثواب العمل

بعد البحوث المختلفة التی دارت حول المنافقین فی الآیات السابقة، تبحث هذه الآیات وضع جماعة اُخرى من الکفار، فتقول: (إنّ الذین کفروا وصدّوا عن سبیل الله وشاقوا الرّسول من بعد ما تبیّن لهم الهدى لن یضرّوا الله شیئاً وسیحبط أعمالهم) حتى وإن عملوا خیراً، لأنّه لم یکن مقترناً بالإیمان.

هؤلاء یمکن أن یکونوا مشرکی مکّة، أو الکفّار من یهود المدینة، أو کلیهما، لأنّ التعبیر بـ «الکفر»، و«الصد عن سبیل الله»، و(شاقّوا الرسول) قد ورد بحقّ الفریقین فی آیات القرآن الکریم.

أمّا «تبیّن الهدى»، فقد کان عن طریق المعجزات بالنسبة إلى مشرکی مکّة، وعن طریق الکتب السماویة بالنسبة إلى أهل الکتاب.

و«إحباط أعمالهم» إمّا أن یکون إشارة إلى أعمال الخیر التی قد یقومون بها أحیاناً کإقراء الضیف، والإنفاق، ومعونة ابن السبیل، أو أن یکون إشارة إلى عدم تأثیر خطط هؤلاء ومؤامراتهم ضد الإسلام.

وعلى أیة حال، فقد کان هؤلاء الجماعة متّصفین بثلاث صفات: الکفر، والصد عن سبیل

الله، والعداء للنبی(صلى الله علیه وآله)، إذ کانت إحداها تتعلق بالله سبحانه، والاُخرى بعباد الله، والثالثة برسول الله(صلى الله علیه وآله).

وبعد أن تبیّن حال المنافقین، والخطوط العامة لأوضاعهم، وجّهت الآیة التالیة الخطاب إلى المؤمنین مبیّنة خطهم وحالهم، فقالت: (یا أیّها الذین آمنوا أطیعوا الله وأطیعوا الرّسول ولا تبطلوا أعمالکم).

فی الواقع، إنّ أسلوب حیاة المؤمنین وبرنامجهم یقع فی الطرف المقابل للکفّار والمنافقین فی کلّ شیء، فهؤلاء یعصون أمر الله سبحانه، واُولئک یطیعونه، هؤلاء یعادون النّبی، وأولئک یطیعون أمره هؤلاء تحبط أعمالهم لکفرهم وریائهم ومنّتهم، أمّا أولئک فإنّ أعمالهم محفوظة عند الله سبحانه وسیثابون علیها، لاجتنابهم هذه الاُمور.

وعلى کلّ حال، فإنّ اُسلوب الآیة یوحی بأنّ من بین المؤمنین أفراداً کانوا قد قصروا فی طاعة الله ورسوله وفی حفظ أعمالهم عن التلوث بالباطل، ولذلک فإنّ الله سبحانه یحذّرهم فی هذه الآیة.

والشاهد لهذا الکلام سبب النّزول الذی ذکره البعض لهذه الآیة، وهو: إنّ «بنی أسد» کانوا قد أسلموا وأتوا رسول الله(صلى الله علیه وآله) فقالوا: إنّنا نؤثرک على أنفسنا، ونحن وأهلونا رهن إشارتک وأمرک. غیر أنّ أسلوبهم فی الکلام کانت تلوح منه المنّة، فنزلت الآیة أعلاه، وحذّرتهم من ذلک.

واستدل بعض الفقهاء بجملة: (ولا تبطلوا أعمالکم) على حرمة قطع الصلاة، ولکنّ الآیة مورد البحث وما قبلها وما بعدها شاهدة على أنّها لا تتعلق بهذا الأمر، بل عدم الإبطال عن طریق الشرک والریاء والمنّ وأمثال ذلک.

وجاءت الآیة الأخیرة من هذه الآیات موضحة ومؤکّدة لما مرّ فی الآیات السابقة حول الکفّار، وتهدی إلى الصراط المستقیم من یرید التوبة إلى طریق الرجوع، فتقول: (إنّ الذین کفروا وصدّوا عن سبیل الله ثمّ ماتوا وهم کفّار فلن یغفر الله لهم) لأنّ أبواب التوبة ستغلق بنزول الموت، ویحمل هؤلاء أوزارهم وأوزار الذین یضلّونهم، فکیف یغفر الله لهم؟

وبهذا، فقد ورد الحدیث فی مجموع هذه الآیات عن ثلاث مجموعات: الکفّار، والمنافقون، والمؤمنون، وتحدّدت صفات کلّ منهم ومصیره.

سورة محمّد / الآیة 32 ـ 34 عوامل إحباط ثواب العمل
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma