3ـ أحکام أسرى الحرب

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 12
2ـ أهداف القتال فی الإسلام4ـ الرق فی الإسلام

قلنا: یجب على المسلمین أن لا یفکروا فی أسر أفراد العدو إلاّ بعد هزیمة العدو الکاملة واندحاره التام، لأنّ هذا التفکیر والإنشغال بالأسرى قد یتضمّن أخطاراً جسیمة.

غیر أنّ اُسلوب الآیات ـ مورد البحث ـ یدل على وجوب الإقدام على أسر أفراد العدو بعد هزیمته، فالآیة تقول: (فإذا لقیتم الّذین کفروا فضرب الرّقاب) ثمّ تضیف: (حتّى إذا أثخنتموهم فشدّوا الوثاق) وعلى هذا یجب أسرهم بدل قتلهم بعد الإنتصار علیهم، وهو أمر لابدّ منه، لأنّ العدو إذا ترک وشأنه فمن الممکن أن ینظم قواه مرّة اُخرى لیهجم على المسلمین من جدید.

إلاّ أنّ الحال یختلف بعد الأسر، إذ یکون الأسیر أمانة إلهیّة بید المسلمین رغم کلّ الجرائم التی ارتکبها، ویجب أن تراعى فیه حقوق کثیرة.

إنّ القرآن یمجد أولئک الذین آثروا الأسیر على أنفسهم، وقدّموا له طعامهم، فیقول: (ویطعمون الطّعام على حبّه مسکیناً ویتیماً وأسیر)(1) وهذه الآیة ـ طبقاً لروایة معروفة ـ نزلت فی علی وفاطمة والحسن والحسین(علیهم السلام)، إذ کانوا صائمین وأعطوا إفطارهم لمسکین مرّة ولیتیم أخرى، لأسیر ثالثة.

وحتى الأسرى الذین یقتلون بعد الحرب استثناءاً، إمّا لکونهم خطرین، أو لارتکابهم جرائم خاصّة، فإنّ الإسلام أمر أن یحسن إلیهم قبل تنفیذ الحکم بحقّهم، کما نرى ذلک فی حدیث عن علی(علیه السلام): «إطعام الأسیر والإحسان إلیه حق واجب، وإن قتلته من الغد»(2).

والأحادیث فی هذا الباب کثیرة(3)، حتى أنّه ورد فی حدیث عن الإمام علی بن الحسین(علیه السلام) أنّه قال: «إذا أخذت أسیراً فعجز عن المشی ولیس معک محمل فأرسله ولا تقتله، فإنّک لا تدری ما حکم الإمام فیه»(4).

بل ورد فی التأریخ فی أحوال أئمة أهل البیت علیهم السلام أنّهم کانوا یطعمون الأسرى من نفس الطعام الذی کانوا یتناولونه.

إلاّ أنّ حکم الأسیر ـ وکما قلنا فی تفسیر الآیات ـ بعد انتهاء الحرب أحد ثلاثة: إمّا إطلاق سراحه من دون قید أو شرط، أو إطلاق سراحه مقابل دفع غرامة مالیة هی الفدیة، أو استرقاقه، واختیار أحد هذه الاُمور الثلاثة منوط بنظر إمام المسلمین، فهو الذی یختار ما یراه الأصلح بعد الأخذ بنظر الاعتبار ظروف الأسرى، ومصالح الإسلام والمسلمین من الناحیة الداخلیة والخارجیة، وبعد ذلک یأمر بتنفیذ ما اختاره.

بناءً على هذا، فلیس لأخذ الفدیة أو الاسترقاق صفة الإلزام والوجوب، بل هما تابعان للمصالح التی یراها إمام المسلمین، فإذا لم تکن مصلحة فیهما فله أن یغض النظر عنهما، ویطلق سراح الأسرى دون طلب الفدیة.

وقد بحثنا حول فلسفة أخذ الفدیة بصورة مفصلة لدى تفسیر الآیة 70 من سورة الأنفال.


1. الانسان، 8 .
2. وسائل الشیعة، ج 11، ص 69.
3. فروع الکافی، ج 5، ص 35، (باب الرفق بالأسیر وإطعامه).
4. المصدر السابق.
2ـ أهداف القتال فی الإسلام4ـ الرق فی الإسلام
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma