من هم أولو العزم من الرسل؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 12
فاصبر کما صبر أولو العزمکان نبیّ الإسلام مثال الصبر والإستقامة

هناک بحث واختلاف کبیر جدّاً بین المفسّرین فی: مَن هم أولو العزم؟ وقبل أن نحقق فی هذا، ینبغی أن نحقق فی معنى (العزم)، لأنّ (أولو العزم) بمعنى ذوی العزم.

«العزم» بمعنى الإرادة الصلبة القویة، ویقول الراغب فی مفرداته: إنّ العزم هو عقد القلب على إمضاء الأمر.

وقد استعملت کلمة العزم فی مورد الصبر فی آیات القرآن المجید أحیاناً، کقوله تعالى: (ولمن صبر وغفر إنّ ذلک لمن عزم الاُمور)(1).

وجاءت أحیاناً بمعنى الوفاء بالعهد، کقوله تعالى: (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسی ولم نجد له عزم)(2).

لکن بملاحظة أنّ أصحاب الشرائع والأدیان الجدیدة من الأنبیاء قد ابتلوا بمشاکل أکثر، وواجهوا مصاعب أشد، وکانوا بحاجة إلى عزم وإرادة أقوى وأشد لمواجهتها، فقد أطلق على هذه الفئة من الأنبیاء (أولو العزم) والآیة مورد البحث إشارة إلى هذا المعنى ظاهراً، وهی تشیر ضمناً إلى أن نبیّ الإسلام(صلى الله علیه وآله) من هذه الفئة، لأنّها تقول: (فاصبر کما صبر أولو العزم).

وإذا کان البعض قد فسّر العزم والعزیمة بمعنى الحکم والشریعة فمن هذه الجهة، وإلاّ فإنّ کلمة العزم لم تأتِ فی اللغة بمعنى الشریعة.

وعلى أیة حال، فطبقاً لهذا المعنى تکون (من) فی (من الرسل) تبعیضیة، وإشارة الى فئة خاصّة من الأنبیاء کانوا أصحاب شریعة، وهم الذین أشارت إلیهم الآیة 7 من سورة الأحزاب: (وإذ أخذنا من النبیّین میثاقهم ومنک ومن نوح وإبراهیم وموسى وعیسى بن مریم وأخذنا منهم میثاقاً غلیظ).

فقد أشارت الآیة إلى هؤلاء الأنبیاء الخمسة بعد ذکر جمیع الأنبیاء بصیغة الجمع، وهذا دلیل على خصوصیتهم.

وتتحدث الآیة 13 من سورة الشورى عنهم أیضاً، فتقول: (شرع لکم من الدّین ما وصّى به نوحاً والذی أوحینا إلیک وما وصّینا به إبراهیم وموسى وعیسى).

وقد رویت فی هذا الباب روایات کثیرة فی مصادر الشیعة والسنّة، تدل على أنّ الأنبیاء أولی العزم کانوا خمسة، کما ورد فی حدیث عن الإمامین الباقر والصادق علیهما السلام: «ومنهم خمسة: أولهم نوح، ثمّ إبراهیم ثمّ موسى، ثمّ عیسى،ثمّ محمّد»(3).

وجاء فی حدیث آخر عن الإمام علی بن الحسین(علیه السلام): «منهم خمسة أولو العزم من المرسلین: نوح وإبراهیم وموسى وعیسى ومحمّد». وعندما یسأل الراوی: لم سموا (أولو العزم)؟ یقول الإمام(علیه السلام) مجیباً: «لأنّهم بعثوا إلى شرقها وغربها، وجنّها وإنسها»(4).

وکذلک ورد فی حدیث عن الإمام الصادق(علیه السلام): «سادة النبیّین والمرسلین خمسة، وهم أولو العزم من الرسل، وعلیهم دارت الرحى: نوح، وإبراهیم، وموسى، وعیسى، ومحمّد»(5).

وروی هذا المعنى فی تفسیر الدر المنثور عن ابن عباس أیضاً، بأنّ الأنبیاء أولی العزم هم هؤلاء الخمسة(6).

إلاّ أنّ بعض المفسّرین یعتقد أنّ (أولو العزم) إشارة إلى الأنبیاء الذین اُمروا بمحاربة الأعداء وجهادهم.

واعتبر البعض عددهم 313 نفر(7)، ویرى البعض أنّ جمیع الأنبیاء (أولو عزم) أی أصحاب إرادة(8) صلبة وطبقاً لهذا القول، فإنّ (من) فی (من الرسل) بیانیة لا تبعیضیة.

إلاّ أنّ التّفسیر الأوّل أصح منها جمیعاً، وتؤیده الروایات الإسلامیة.

ثمّ یضیف القرآن بعد ذلک: (ولا تستعجل لهم) أی للکفّار لأنّ القیامة ستحل سریعاً، وسیرون بأعینهم ما أطلقوه علیها وادعوه فیها، ویجزون أشدّ العذاب، وعندها سیطلعون على أخطائهم، ویعرفون ما کانوا علیه من الضلالة والغی.

إنّ عمر الدنیا قصیر جدّاً بالنسبة إلى عمر الآخرة، حتى: (کأنّهم یوم یرون ما یوعدون لم یلبثوا إلاّ ساعة من نهار).

إنّ هذا الإحساس بقصر عمر الدنیا بالنسبة إلى الآخرة، إمّا بسبب أنّ هذه الحیاة لیست إلاّ ساعة أمام تلک الحیاة الخالدة حقیقة وواقعاً، أو لأنّ الدنیا تنقضی علیهم سریعاً حتى کأنّها لم تکن إلاّ ساعة، أو من جهة أنّهم لا یرون حاصل کلّ عمرهم الذی لم یستغلوه ویستفیدوا منه الإستفادة الصحیحة إلاّ ساعة لا أکثر.

هنا سیغطی سیل الأحزان والحسرة قلوب هؤلاء، ولات حین ندم، إذ لا سبیل الى الرجوع.

لهذا نرى النّبی(صلى الله علیه وآله) وقد سئل: کم ما بین الدنیا والآخرة؟ فقال: «غمضة عین، ثمّ یقول: قال الله تعالى: (کأنّهم یوم یرون ما یوعدون لم یلبثوا إلاّ ساعة من نهار)»(9). وهذا یوحی بأنّ التعبیر بالساعة لا تعنی مقدار الساعة المتعارفة، بل هو إشارة إلى الزمان القلیل القصیر.

ثمّ تضیف الآیة کتحذیر لکلّ البشر (بلاغٌ)(10) لکلّ اُولئک الذین خرجوا عن خط العبودیة لله تعالى.. لأولئک الغارقین فی بحر الحیاة الدنیا السریعة الزوال والفناء، والعابدین شهواتها.. وأخیراً هو بلاغ لکلّ سکان هذا العالم الفانی.

وتقول فی آخر جملة تتضمن استفهاماً عمیق المعنى، وینطوی على التهدید: (فهل یهلک إلاّ القوم الفاسقون


1. الشورى، 43.
2. طه، 115.
3. تفسیر مجمع البیان، ج 9، ص 143، ذیل الآیات مورد البحث.
4. بحار الأنوار، ج 11، ص 58، ح 61، ویتحدث الحدیث 55، ص 56، من مجلّد المذکور بصراحة فی هذا الباب.
5. أصول الکافی، ج 1، ص 175، (کتاب الحجة، باب طبقات الأنبیاء والرسل، ح 3).
6. الدر المنثور، ج 6، ص 45، وتفسیر کشاف، ذیل الآیة مورد البحث.
7. المصدر السابق.
8. المصدر السابق.
9. روضة الواعظین، ج 2، ص 448، طبقاً لنقل تفسیر نورالثقلین، ج 5، ص 25.
10. «بلاغ» خبر لمبتدأ محذوف، والتقدیر: هذا القرآن بلاغ، أو: هذا الوعظ والإنذار بلاغ.
فاصبر کما صبر أولو العزمکان نبیّ الإسلام مثال الصبر والإستقامة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma