فاصبر کما صبر أولو العزم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 12
سورة الأحقاف / الآیة 33 ـ 35 من هم أولو العزم من الرسل؟

تواصل هذه الآیات ـ وهی آخر آیات سورة الأحقاف ـ البحث حول المعاد، حیث جاءت الإشارة إلى مسألة المعاد فی الآیات السابقة حکایة عن لسان مبلغی الجن. هذا من جهة.

ومن جهة اُخرى فإنّ سورة الأحقاف تتحدث فی فصولها الأولى عن مسألة التوحید، وعظمة القرآن المجید، وإثبات نبوة نبىّ الإسلام(صلى الله علیه وآله)، وتبحث فی آخر فصل من هذه السورة مسألة المعاد لتکمل بذلک البحث فی الأصول الإعتقادیة الثلاثة.

تقول الآیة الأولى: (أوَ لم یروا أنّ الله الذی خلق السماوات والأرض ولم یعی بخلقهن بقادر على أن یحیی الموتى بلى إنّه على کلّ شیء قدیر) فإنّ خلق السماوات والأرض مع موجوداتها المختلفة المتنوعة علامة قدرته تعالى على کلّ شیء، لأنّ کل ما یقع فی دائرة هذا العالم فهو مخلوق للّه، فإذا کان الأمر کذلک، فکیف یمکن أن یکون عاجزاً عن إعادة حیاة البشر؟ وهذا بحدِّ ذاته دلیل قاطع مفحم على مسألة إمکان المعاد.

وأساساً فإنّ أفضل دلیل على إمکان أی شیء وقوعه، فکیف نسمع لأنفسنا بالشک فی

قدرة الله المطلقة على مسألة المعاد ونحن نرى نشأة الموجودات الحیة وتولدها من موجودات میتة، وعلى هذا النطاق الواسع؟

هذا أحد أدلة المعاد العددیدة التی یؤکّد علیها القرآن ویستند إلیها فی آیات مختلفة، ومن جملتها الآیة 81 من سورة یس(1).

وتجسّد الآیة التالیة مشهداً من العذاب الألیم المحیط بالمجرمین ومنکری المعاد، فتقول: (ویوم یعرض الذین کفروا على النّار).

أجل، فمرّة تُعرض النّار على الکافرین، وأخرى یُعرض الکافرون على النّار، ولکل من العرضین هدف أشیر إلیه قبل عدّة آیات.(2)

وعندما یُعرض الکافرون على النّار، ویرون ألسنة لهبها العظیمة المحرقة المرعبة یقال لهم: (ألیس هذا بالحق)؟ وهل تستطیعون الیوم أن تنکروا البعث ومحکمة الله العادلة، وثوابه وعقابه، وتقولون: ما هذا إلاّ أساطیر الأولین؟

غیر أنّ اُولئک الذین لا حیلة لهم: (قالوا بلى وربّن) فهنا یقول الله سبحانه، أو ملائکة العذاب: (قال فذوقوا العذاب بما کنتم تکفرون).

وبهذا فإنّهم یرون کلّ الحقائق باُم أعینهم فی ذلک الیوم ویعترفون بذلک الإعتراف الذی لن ینفعهم، وسوف لن تکون نتیجته إلاّ الهم والحسرة، وتأنیب الضمیر والعذاب الروحی.

ویأمر الله سبحانه نبیّه فی آخر آیة من هذه الآیات، وهی آخر آیة فی سورة الأحقاف، على أساس ملاحظة ما مرّ فی الآیات السابقة حول المعاد وعقاب الکافرین، أن: (فاصبر کما صبر أولو العزم من الرسل) فلست الوحید الذی واجه مخالفة هؤلاء القوم وعداوتهم، فقد واجه أولو العزم هذه المشاکل وثبتوا أمامها واستقاموا، فنبیّ الله العظیم نوح(علیه السلام) دعا قومه 950 سنة، ولم یؤمن به إلاّ فئة قلیلة، وکان قومه یؤذونه دائماً، ویسخرون منه.

وألقوا إبراهیم(علیه السلام) فی النّار، وهددوا موسى(علیه السلام) بالقتل، وکان قلبه قد امتلأ قیحاً من عصیانهم، وکانوا یریدون قتل المسیح(علیه السلام) بعد أن آذوه کثیراً، فأنجاه الله منهم.

وخلاصة القول: إنّ الأمر کان وما یزال کذلک ما کانت الدنیا، ولا یمکن التغلب على هذه المشاکل إلاّ بقوّة الصبر والإستقامة والثبات.


1. طالع التفصیل حول هذا الموضوع، وأدلّة المعاد المختلفة فی ذیل آخر آیات سورة یس.
2. الاحقاف، 20.
سورة الأحقاف / الآیة 33 ـ 35 من هم أولو العزم من الرسل؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma