خلق هذا العالم على أساس الحق

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 12
سورة الأحقاف / الآیة 1 ـ 3 سورة الأحقاف / الآیة 4 ـ 6

هذه السورة هی آخر سورة تبدأ بـ (حم) وتسمى جمیعاً الحوامیم.

وقد کانت لنا بحوث کثیرة حول الحروف المتقطعة بعامة، و(حم) بخاصة، فی بدایات سور البقرة وآل عمران والاعراف سور الحوامیم السابقة، فلا حاجة لتکرارها هنا.

ونکتفی هنا بالقول بأنّ هذه الآیات التی تهزّ الأعماق، وتحرک الوجدان، والتی تضمنها القرآن الکریم بین دفتیه تتکون من حروف الهجاء البسیطة، من الألف والباء، والحاء والمیم وأمثالها، وکفى بها دلیلاً على عظمة الله سبحانه إذ أظهر هذا المرکّب العظیم من مثل هذه المفردات البسیطة، ولو تأملنا فیه کثیراً، وفکرنا فی أسراره حتى القیامة فسیبقى فیه من الأسرار الخافیة الکثیر الکثیر.

وربّما کان هذا هو السبب فی أن تضیف الآیة مباشرة: (تنزیل الکتاب من الله العزیز الحکیم).

إنّه نفس التعبیر الذی ورد فی بدایة ثلاث سور من الحوامیم، وهی: المؤمن، والجاثیة، والأحقاف.

ولا شکّ فی الحاجة إلى قوّة لا تقهر، وحکمة لا حد لها، لکی تنزل مثل هذا الکتاب.

ثمّ تحولت الآیات من کتاب التدوین إلى کتاب التکوین، فتحدثت الآیة عن عظمة السماوات والأرض وکونهما حقاً، فقالت: (ما خلقنا السماوات والأرض وما بینهما إلاّ بالحق)

فلا ترى فی کتاب سمائه کلمة تخالف الحق، ولا تجد فی مجموع عالم خلقه شیئاً نشازاً لا ینسجم والحق، فالکل منسق منتظم، وکله مقترن بالحق.

لکن، کما أنّ لهذا الکون بدایة، فإنّ له نهایة أیضاً، ولذلک تضیف الآیة: (وأجل مسمى)فإذا حل الأجل ستفنى الدنیا بما فیها، ولما کان هذا العالم مقترناً بالحق ویسیر ضمن منهجه، وله هدف مرجو، فمن الطبیعی أن یوجد عالم آخر تُبحث فیه الأعمال وتعلن فیه النتائج، وبناءً على هذا، فإنّ کون هذا العالم حقّاً دلیل بنفسه على وجود المعاد، وإلاّ فإنّه سیکون لغواً وعبثاً لا فائدة فیه، وسیقترن حین ذلک بکثیر من المظالم والمفاسد.

لکن مع أنّ القرآن حق، وخلق العالم حق أیضاً: (والذین کفروا عما أنذروا معرضون)فالآیات القرآنیة تهددهم وتنذرهم بصورة متلاحقة متوالیة، وتحذرهم بأن محکمة عظمى أمامهم، هذا من جانب، ومن جانب آخر فإنّ نظام الخلقة بدقته وأنظمته الخاصّة یدل بنفسه على أنّ فی الأمر حساباً ونظاماً، غیر أنّ هؤلاء الغافلین لم یلتفتوا لا إلى هذا ولا إلى ذاک.

کلمة «معرضون» ـ من الإعراض ـ تشیر إلى أنّ هؤلاء إذا نظروا إلى آیات التکوین والتدوین فسیدرکون الحقائق، إلاّ أنّهم أعرضوا بوجوههم عنها، وفرّوا من الحق لئلا یغیر من أسلوب تقالیدهم وأهوائهم ومیولهم وشهواتهم وإتباعهم لها.

سورة الأحقاف / الآیة 1 ـ 3 سورة الأحقاف / الآیة 4 ـ 6
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma