یوم الفصل!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 12
سورة الدخان / الآیة 40 ـ 42 سورة الدخان / الآیة 43 ـ 50

تمثل هذه الآیات فی الحقیقة نتیجة الآیات السابقة التی بحثت مسألة المعاد، والتی استدل بها عن طریق حکمة خلق هذا العالم على وجود البعث والحیاة الاُخرى.

فتستنتج الآیة الأولى من هذا الإستدلال: (إن یوم الفصل میقاتهم أجمعین).

کم هو جمیل هذا التعبیر عن یوم القیامة بیوم الفصل! ذلک الیوم الذی یفصل فیه الحق عن الباطل، وتمتاز صفوف المحسنین عن المسیئین، ویعتزل فیه الإنسان أعزّ أصدقائه وأقرب أخلائه.. نعم، إنّه موعد کلّ المجرمین(1).

ثمّ ذکرت الآیة التالیة شرحاً موجزاً لیوم الفصل هذا، فقالت: (یوم لا یغنی مولى عن مولى شیئاً ولا هم ینصرون).

أجل، ذلک الیوم هو یوم الفصل والافتراق، یوم یفارق الإنسان فیه کلّ شیء إلاّ عمله، ولا یملک المولى ـ بأی معنى کان، الصاحب، الولی، ولی النعمة، القریب، الجار، الناصر وأمثال ذلک ـ القدرة على حل أصغر مشکلة من مشاکل القیامة.

«المولى» من مادة «ولاء»، وهی فی الأصل تعنی الإتصال بین شیئین بحیث لا یوجد بینهما حاجز، وله مصادیق کثیرة وردت فی کتب اللغة کمعان مختلفة، تشترک جمیعاً فی معناها الأصلی وجذره(2).

فی ذلک الیوم لا یجیب الرفیق رفیقه، وترى الأقارب لا یحل بعضهم مشکلة بعض، بل وتتبخر کلّ الخطط وتتقطع جمیع الأواصر الدنیویة کما نقرأ هذه الصورة فی الآیة 46 من سورة الطور: (یوم لا یغنی عنهم کیدهم شیئاً ولا هم ینصرون).

أمّا ما هو الفرق بین «لا یغنی» وبین «لا هم ینصرون»؟ فإنّ أحسن ما یقال هو: إنّ الأوّل إشارة إلى أنّ أی فرد لا یقدر فی ذلک الیوم على حل مشکلة فرد آخر بصورة إنفرادیة مستقلة، والثّانی إشارة إلى أنّهم عاجزون عن حلّ المشاکل حتى وإنْ تعاونوا فیما بینهم، لأنّ النصرة تقال فی موضع یهبّ فیه شخص لمعونة آخر ومساندته حتى ینصره على المشاکل.

لکن هناک جماعة واحدة مستثناة فقط، وهی التی أشارت إلیها الآیة التالیة، فقالت: (إلاّ من رحم الله إنّه هو العزیز الرحیم).

لا شک أنّ هذه الرحمة الإلهیة لا تُمنح اعتباطاً، بل تشمل الذین آمنوا وعملوا الصالحات فقط، وإذا کانوا قد بدر منهم زلل ومعصیة، فإنّها لا تبلغ حدّاً تقطع فیه علاقتهم بالله سبحانه، فهم یرفعون أکفهم إلى الله ویرجون رحمته، فیتنعمون بها، ویرتوون منها، ویتمتعون بشفاعة أولیائه.

من هنا یتّضح أنّ نفی وجود صدیق وولی ونصیر فی ذلک الیوم لا ینافی مسألة الشفاعة، لأنّ الشفاعة أیضاً لا تحصل إلاّ بإذن الله تعالى.

والطریف أنّ الآیة قرنت وصفه سبحانه بکونه عزیزاً ورحیماً، والأوّل إشارة إلى قدرته اللامتناهیة التی لا تعرف الهزیمة والضعف، والثّانی إشارة إلى رحمته التی لا حدود لها، والاقتران یوحی بأن رحمته عین قدرته.

وقد روی فی بعض روایات أهل البیت(علیهم السلام) أنّ المراد من جملة: (إلاّ من رحم الله) وصی النّبی(صلى الله علیه وآله) أمیر المؤمنین علی(علیه السلام) وشیعته(3).

ولا یخفى أنّ الهدف منها هو بیان المصداق الواضح.


1. احتمل المفسّرون احتمالات عدیدة فی مرجع الضمیر فی (میقاتهم) فالبعض أرجعه إلى کلّ البشر، والبعض خصوص الأقوام الذین أشیر إلیهم فی الآیات السابقة، أی قوم تبع والعصاة من قبلهم. غیر أنّ المعنى الأوّل هو الأصح.
2. لقد ذکرت للمولى معان کثیرة فی اللغة، وعدها البعض سبعة وعشرین معنى: 1 ـ الرب 2 ـ العم 3 ـ ابن العم 4 ـ الابن 5 ـ ابن الأخت 6 ـ المعتِق 7 ـ المعتَق 8 ـ العبد 9 ـ المالک 10 ـ التابع 11 ـ المنعَم علیه 12 ـ الشریک 13 ـ الحلیف 14 ـ الصاحب 15 ـ الجار 16 ـ النزیل 17 ـ الصهر 18 ـ القریب 19 ـ المنعِم 20 ـ الفقید 21 ـ الولی 22 ـ الأولى بالشیء 23 ـ السید غیر المالک والمعتق 24 ـ المحبّ 25 ـ الناصر 26 ـ المتصرف فی الأمر 27 ـ المتولی فی الأمر. (الغدیر، ج 1، ص 362).
3. تفسیر نورالثقلین، ج 4، ص 629.
سورة الدخان / الآیة 40 ـ 42 سورة الدخان / الآیة 43 ـ 50
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma