بعض المفسّرین شرح هدف الآیة أعلاه بما یلی:
إنّ الحیاة الإنسانیة بصورة عامّة تتقوّم بأربعة مرتکزات (الزراعة، والحیاکة، أی الصناعة،ـ والسکن، والسلطة)، ولهذا السبب فإنّ الحاجات الأساسیة للإنسان باعتباره موجوداً اجتماعیاً تترکّز بـ (الغذاء والسکن واللباس) والتی لا یستطیع أن یوفّرها لنفسه بصورة فردیة، ومسألة تأمینها بشکل عام لابدّ أن تکون بواسطة المجتمع ولأنّ کلّ مجتمع لا یخلو من تزاحم المصالح، وکذلک العدید من المشاکل والتعقیدات، لهذا، فإنّه بحاجة إلى (سلطة) تجری العدل فیه وترعى الحقوق وتنظّم الحیاة... والملفت للنظر هنا أنّ هذه الاُسس الأربعة المتقدّمة الذکر تعتمد جمیعها بشکل أساسی على الحدید، وعلینا أن نتصوّر کم ستکون حیاة الإنسان صعبة لو لم یکن هذا المعدن (الحدید) فی خدمتها.
ولأنّ الحاجة إلیه ماسّة ومتزایدة، فإنّ الله سبحانه قد وفّره بحیث سهّل ویسّر عملیة الحصول علیه، وبالرغم من عدم إغفال الدور المفید لکلّ من الفلزّات الاُخرى، إلاّ أنّ الحدید یبقى له دور أساس فی حیاة الإنسان.
ومن هنا یتوضّح مقصود قول الله عزّوجلّ: (فیه بأس شدید ومنافع للنّاس)(1).