یصف القرآن الکریم ـ أحیاناً ـ الحیاة الدنیا بأنّها لهو ولعب، کما فی قوله تعالى: (وما الحیاة الدّنیا إلاّ لعب ولهو)(1).
ویصفها أحیاناً باللهو واللعب والزینة والتفاخر والتکاثر، کما فی الآیات مورد البحث.
ویصفها أحیاناً بأنّها (متاع الغرور) کما فی قوله تعالى (وما الحیاة الدّنیا إلاّ متاع الغرور)(2).
ویصفها أحیاناً بأنّها (متاع قلیل) کما جاء فی الآیة 77 من سورة النساء.
وأحیاناً یصفها بأنّها عارض ظاهری سریع الزوال. النساء، 94.
ومجموع هذه التعبیرات والآیات القرآنیة توضّح لنا وجهة نظر الإسلام حول الحیاة المادیة ونعمها، حیث إنّه یعطیها القیمة المحدودة التی تتناسب مع شأنها، ویعتبر المیل إلیها والإنشداد لها ناشئاً من توجّه غیر هادف (لعب) و(لهو) وتجمّل و(زینة) وحبّ المقام والرئاسة والأفضلیة على الآخرین (تفاخر) والحرص وطلب المال والأولاد بکثرة (التکاثر) ویعتبر التعلّق بها مصدراً للذنوب والآثام والمظالم.
أمّا إذا تحوّلت النظرة إلى هذه النعم الإلهیّة، وأصبحت سلّماً للوصول إلى الأهداف الإلهیّة، عندئذ تصبح رأسمال یشتریها الله من المؤمنین ویعطیهم عوضها جنّة خالدة وسعادة أبدیّة، قال تعالى: (إنّ الله اشترى من المؤمنین أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة...)(3).