2ـ شروط الإنفاق فی سبیل الله!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 13
1ـ بواعث الإنفاق3ـ السابقون فی الإیمان والجهاد والإنفاق

إنّ التعبیر بـ (قرضاً حسن) فی الآیة أعلاه یشیر إلى هذه الحقیقة وهی أنّ إعطاء القرض بحدّ ذاته (أقسام وأنواع) فبعضها یعتبر قرضاً حسناً، والآخر قرضاً قلیل الفائدة، أو حتى عدیم الفائدة أیضاً.

والقرآن الکریم یبیّن شروط القرض الحسن لله سبحانه کما وضّح ذلک فی الآیات المختلفة، وبعض المفسّرین استنتجوا عشرة شروط فی مجموع الآیات القرآنیة التی تتحدّث عن الإنفاق، وهی کما یلی:

الشرط الأوّل: إنتخاب أجود الأموال للإنفاق ولیس من أرخصها شأناً وقیمة، قال سبحانه: (یاأیّها الّذین آمنوا أنفقوا من طیّبات ما کسبتم وممّا أخرجنا لکم من الأرض ولا تیمّموا الخبیث منه تنفقون ولستم بآخذیه إلاّ أن تغمضوا فیه واعلموا أنّ الله غنىّ حمید)(1).

ثانیاً: یجدر أن یکون الإنفاق والإقراض من الأموال التی هی موضع حاجة الشخص المنفق، حیث یقول سبحانه: (ویؤثرون على أنفسهم ولو کان بهم خصاصة)(2).

ثالثاً: یجب أن یکون الإنفاق للأشخاص الذین هم موضع حاجة شدیدة إلیه، وتؤخذ بنظر الاعتبار الأولویات فی إنفاقه، قال تعالى: (للفقراء الّذین أحصروا فی سبیل الله)(3).

رابعاً: الأفضل والأولى فی الإنفاق أن یکون محاطاً بالسّریة والکتمان قال تعالى: (وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خیر لکم)(4).

خامساً: أن لا یقترن الإنفاق منّ ولا أذى أبداً، قال تعالى: (یاأیّها الّذین آمنوا لا تبطلوا صدقاتکم بالمنّ والأذى)(5).

سادساً: أن یکون توأماً مع خلوص النیّة قال تعالى: (ینفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله)(6).

سابعاً: الشعور بضئالة العطاء وأنّه صغیر لا قیمة له حتى وإن کان کثیراً ومهمّاً، وذلک تلبیة لأمر الله وإنتظاراً للجزاء الذی أعدّه للمنفقین. قال تعالى فی الآیة 6 من سورة المدثر: (ولا تمنن تستکثر)(7).

ثامناً: أن یکون الإنفاق ممّا تعلّق قلبه به من الأموال، وخاصّة تلک التی تکون موضع تعلّق وشغف، قال تعالى: (لن تنالوا البرّ حتّى تنفقوا ممّا تحبّون)(8).

تاسعاً: أن لا یرى المنفق أنّه هو المالک للأموال، حیث إنّ المالک الحقیقی هو الله سبحانه، ویعتبر المنفق نفسه واسطة بین الخالق والمخلوق، قال تعالى: (وأنفقوا ممّا جعلکم مستخلفین فیه)(9).

عاشراً: أن یکون الإنفاق من المال الحلال، لأنّه هو الذی یقبل فقط من قبل الله سبحانه، قال تعالى:(إنّما یتقبّل الله من المتّقین)(10).

وجاء فی حدیث أنّ الرّسول(صلى الله علیه وآله) قال: «لا یقبل الله صدقة من غلول»(11).

والذی ذکرناه أعلاه هو قسم مهمّ من الضوابط والشروط اللازمة للإنفاق، ولا تنحصر به، ونستطیع من خلال التدقیق والتأمّل فی الآیات الکریمة والروایات الإسلامیة أن نتعرّف على شروط اُخرى أیضاً.

ثمّ إنّ ما قیل من الشروط بعضها واجب کـ (عدم الأذى والمنّ والإعلان فی العطاء) والبعض الآخر مستحبّ ومن شروط الکمال کـ (الإیثار على النفس) حیث إنّ عدمه لا یقلّل من قیمة الإنفاق، بالرغم من أنّ الإنفاق فی هذه الحالة لا یرتقی إلى مستوى الإنفاق العالی من حیث الدرجة.

ومع أنّ ما قیل هنا خاصّ فی الإنفاق فی سبیل الله (الإقراض لله) إلاّ أنّه أیضاً یصدق فی کثیر من القروض العادیة، لأنّ هذه الشروط من الاُمور اللازمة أو من شروط الکمال للقرض الحسن.

وحول أهمیّة الإنفاق فی سبیل الله فقد ذکرنا شرحاً مفصّلا تفسیر الآیات من 261 ـ 267 من سورة البقرة.


1. البقرة، 267.
2. الحشر، 9.
3. البقرة، 273.
4. البقرة، 271.
5. البقرة، 264.
6. البقرة، 265.
7. لهذه الآیة تفاسیر متعدّدة، أحدها ما ذکر أعلاه وستطالعون بعون الله شرحاً أکثر فی تفسیر سورة المدثر إن شاء الله.
8. آل عمران، 92.
9. الحدید، 7.
10. المائدة، 27.
11. ذکر الطبرسی(قدس سره) هذه الشروط العشرة فی تفسیر مجمع البیان والفخر الرازی فی التّفسیر الکبیر والآلوسی فی تفسیر روح المعانی وقد أدرجناها باختصار.
1ـ بواعث الإنفاق3ـ السابقون فی الإیمان والجهاد والإنفاق
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma