الشیء الجدیر بالإنتباه أنّنا نلاحظ فی الآیات السابقة تعبیرات مختلفة للحثّ على الإنفاق، أعمّ من المساعدة والمساهمة فی موضوع الجهاد أو أنواع الإنفاق الاُخرى للمحتاجین، والتی یعتبر کلّ منها عاملا أساسیّاً ومحرّکاً باتّجاه تحقیق الهدف.
وتشیر الآیة السابعة لمسألة استخلاف الناس بعضهم لبعض أو عن الله تعالى فی هذه الثروة، وبما أنّ المالکیة الحقیقة لله تعالى، والجمیع نواباً له فی هذه الأموال، فهذا الفهم یستطیع أن یفتح فی الحقیقة ید الإنسان وقلبه للإنفاق ویکون عاملا للحرکة فی هذا المجال.
أمّا فی الآیة العاشرة فقد ورد مفهوم آخر یتحدّث فیه عن حالة عدم استقرار الأموال والممتلکات وبقائها بعد فناء الناس جمیعاً، لذا یعبّر عنها بـ (میراث السّماوات والأرض)وأنّها لله تعالى.
وفی الآیة الحادیة عشرة ورد تعبیر مرهف بالحساسیة، حیث یعتبر الله سبحانه الإنسان هو المقرض وأنّه تعالى هو المستقرض، ولیس فی هذا القرض ربا، بل فیه أرباح مضاعفة، وأحیاناً مضاعفة بالآلاف عوض هذا القرض، بالإضافة إلى الجزاء العظیم الذی لا نستطیع تصوّره.
إنّ هذا کلّه لإزالة النظرات الخاطئة والمنحرفة ودوافع الحرص والحسد وحبّ الذات وطول الأمل التی تمنع من الإنفاق، لتکوین مجتمع على اُسس ودّیة وتعاون عمیق وروح اجتماعیة بنّاءة.