قسّم الفلاسفة والمتکلّمون الصفات الإلهیّة إلى قسمین:
أحدهما: «صفات الذات» والتی تبیّن أوصاف جلاله وجماله. والاُخرى: «صفات الفعل» التی تبیّن الأفعال الصادرة من ذاته المبارکة، کما جاء فی الآیات الستّ فی بدایة هذه السورة المبارکة، والتی یجدر أن تسمّى: بـ (آیات المتعمّقین) تماشیاً مع حدیث فی هذا الصدد.
وقد وردت عشرون صفة من أوصاف الذات الإلهیّة والأفعال بدءاً من علمه وقدرته وحکمته وأزلیّته وأبدیّته سبحانه، إلى خلقه وتدبیره ومالکیّته وإحاطته عزّوجلّ بکلّ الموجودات وحضوره فی کلّ مکان، هذه الأوصاف والتعابیر تعطینا عمقاً أکثر فی التوجّه إلى الإیمان والسعی لإضاءة مشعل وجودنا وأفکارنا المحدودة لیکون عوناً أفضل فی إمدادنا بما یجعلنا فی المسیر التکاملی نحو الله سبحانه.
وجاء فی حدیث «براءة بن عازب» أنّه قال: قلت لعلی(علیه السلام): یاأمیر المؤمنین، أسألک بالله ورسوله ألا خصّصتنی بأعظم ما خصّک به رسول الله(صلى الله علیه وآله) واختصّه به جبرائیل، وأرسله به
الرحمن، فقال(علیه السلام): «إذا أردت أن تدعو باسمه الأعظم، فاقرأ من أوّل سورة الحدید إلى آخر ستّ آیات منها (علیم بذات الصّدور)، وآخر سورة الحشر یعنی أربع آیات ثمّ ارفع یدیک فقل: یامن هو هکذا أسألک بحقّ هذه الأسماء أن تصلّی على محمّد وأن تفعل بی کذا وکذا ـ ممّا ترید ـ فوالله الذی لا إله غیره لتنقلبنّ بحاجتک إن شاء الله»(1).
وفی عظمة هذه الآیات وأهمیّة محتواها نکتفی بهذا الحدیث، ویجب ألاّ ننسى أنّ اسم الله العظیم لیس بالألفاظ فقط، إذ یجب التخلّق بمعانیه أیضاً.
1. تفسیر الدرّ المنثور، ج 6، ص 171.
