عندما تصل الروح إلى الحلقوم:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 13
سورة الواقعة / الآیة 83 ـ 87 1ـ لحظة ضعف الجبّارین

من اللحظات الحسّاسة التی تقلق الإنسان دائماً هی لحظة الاحتضار ونهایة العمر، فی تلک اللحظة یکون کلّ شیء قد إنتهى، وقد جلس أهله وأحبّاؤه ینظرون إلیه بیأس کشمعة قد إنتهى أمدها وستنطفىء رویداً رویداً، حیث یودّع الحیاة دون أن یستطیع أحد أن یمدّ إلیه ید العون.

نعم، إنّ الضعف التامّ للإنسان یتجسّد فی تلک اللحظات الحسّاسة لیس فی العصور القدیمة فحسب بل حتى فی عالمنا المعاصر، فمع توفّر جمیع الإمکانات الطبیّة والفنیّة والوسائل العلاجیة فإنّ الضعف یتجلّى فی ساعة الاحتضار.

وتکملة لأبحاث المعاد والردّ على المنکرین والمکذّبین فإنّ القرآن الکریم یرسم لنا صورة معبّرة ومجسّدة لهذه اللحظات حیث یقول سبحانه: (فلولا إذا بلغت الحلقوم * وأنتم حینئذ تنظرون) ولا تستطیعون عمل شیء من أجله(1).

والمخاطبون هنا هم أقارب المحتضر الذین ینظرون إلى حالته فی ساعة الاحتضار من جهة، ویلاحظون ضعفه وعجزه من جهة ثانیة، وتتجلّى لهم قدرة الله تعالى على کلّ شیء، حیث إنّ الموت والحیاة بیده، وأنّهم ـ أی أقاربه ـ سیلاقون نفس المصیر(2).

ثمّ یضیف سبحانه (ونحن أقرب إلیه منکم ولکن لا تبصرون).

نعم، نحن الذین نعلم بصورة جیّدة ما الذی یجول فی خواطر المحتضر؟ وما هی الإزعاجات التی تعتریه؟ نحن الذین أصدرنا أمرنا بقبض روحه فی وقت معیّن، إنّکم تلاحظون ظاهر حاله فقط، ولا تعلمون کیفیة إنتقال روحه من هذه الدار إلى الدار الآخرة، وطبیعة المخاضات الصعبة التی یعیشها فی هذه اللحظة.

وبناءً على هذا فالمقصود من الآیة هو: قرب الله عزّوجلّ من الشخص المحتضر، بالرغم من أنّ البعض احتمل المقصود بالقرب (ملائکة قبض الروح) إلاّ أنّ التّفسیر الأوّل منسجم مع ظاهر الآیة أکثر.

وعلى کلّ حال فإنّ الله سبحانه لیس فی هذه اللحظات أقرب إلینا من کلّ أحد، بل هو فی کلّ وقت کذلک، بل هو أقرب إلینا حتى من أنفسنا، بالرغم من أنّنا بعیدون عنه نتیجة غفلتنا وعدم وعینا، ولکن هذا المعنى فی لحظة الاحتضار یتجلّى أکثر من أی وقت آخر.

ثمّ للتأکید الأشدّ فی توضیح هذه الحقیقة یضیف تعالى: (فلولا إن کنتم غیر مدینین * ترجعونها إن کنتم صادقین).

إنّ ضعفکم هذا دلیل أیضاً على أنّ مالک الموت والحیاة واحد، وأنّ الجزاء بیده، وهو الذی یحی ویمیت.

«مدینین»: جمع (مدین) من مادّة (دَین) بمعنى الجزاء، وفسّرها البعض بمعنى المربوبین. والمعنى هو: یاأیّها العباد، إن کنتم تحت ربوبیة موجود آخر، ومالکی نواصی اُمورکم، فارجعوا أرواحکم التی قبضناها، وهیهات تقدرون! وهذا دلیل آخر على أنّکم فی قبضة الحکومة الإلهیّة.


1. للآیة محذوف تقدیره (فلولا إذا بلغت الحلقوم لا ترجعونها ولا تملکون شیئاً) وهذا ما یستفاد من الآیات اللاحقة وقد لحقت تاء التأنیث بالفعل لأنّها متعلّقة بالنفس.
2. احتمل البعض أنّ المخاطب هنا هو الشخص المحتضر، وهذا بعید جدّاً حسب الظاهر، لأنّ الآیة اللاحقة توضّح بصورة جیّدة أنّ المخاطب هم متعلّقو المحتضر.
سورة الواقعة / الآیة 83 ـ 87 1ـ لحظة ضعف الجبّارین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma