عقوبات جدیدة للمجرمین:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 13
سورة الواقعة / الآیة 51 ـ 56 سورة الواقعة / الآیة 57 ـ 62

هذه الآیات استمرار للأبحاث المرتبطة بعقوبات أصحاب الشمال، حیث یخاطبهم بقوله: (ثمّ إنّکم أیّها الضّالّون المکذّبون * لآکلون من شجر من زقّوم)(1).

کان الحدیث فی الآیات السابقة حول الأجواء التی تحیط بـ (أصحاب الشمال) وینتقل الحدیث فی الآیات أعلاه إلى مشربهم ومأکلهم مقارناً بمأکل ومشرب المقرّبین وأصحاب الیمین.

والجدیر بالذکر أنّ المخاطبین فی هذه الآیات هم «الضالّون المکذّبون» الذین یتّسمون مضافاً إلى الضلال والانحراف بأنّ لدیهم روح العناد والإصرار على الباطل فی مقابل الحقّ.

(زقّوم) کما ذکرنا سابقاً: نبات مرّ نتن الرائحة وطعمه غیر مستساغ، وفیه عصارة إذا دخلت جسم الإنسان یصاب بالتورّم، وتقال أحیاناً لکلّ نوع من الغذاء المنفّر لأهل النار(2).

وللمزید حول (الزقّوم) یراجع نهایة الآیة 62 سورة الصافات، وکذلک نهایة الآیة 43 سورة الدخان.

والتعبیر بـ (فمالئون منها البطون) إشارة إلى الجوع الشدید الذی یصیبهم بحیث إنّهم یأکلون بنهم وشره من هذا الغذاء النتن وغیر المستساغ جدّاً فیملؤون بطونهم.

وعند تناولهم لهذا الغذاء السیء یعطشون. ولکن ما هو شرابهم؟!

یتبیّن ذلک فی قوله تعالى: (فشاربون علیه(3) من الحمیم * فشاربون شرب الهیم).

إنّ البعیر الذی یبتلى بداء العطش فإنّ شدّة عطشه تجعله یشرب الماء باستمرار حتى یهلک، وهذا هو نفس مصیر (الضّالّون المکذّبون) فی یوم القیامة.

«حمیم»: بمعنى الماء الحارّ جدّاً والحارق، وتطلق عبارة (ولیّ حمیم) على طبیعة العلاقة الصادقة الودیّة الحارّة، و«حمّام» مشتقّ من نفس المادّة أیضاً.

(هیم) على وزن (میم) جمع هائم، واعتبرها البعض جمع أهیم وهیماء، وهی فی الأصل من (هیام) على وزن (فرات) بمعنى مرض العطش الذی یصیب البعیر، ویستعمل هذا التعبیر للعشق الحادّ أو للعشّاق الذین لا یقرّ لهم قرار.

ویعتبر بعض المفسّرین أنّ معنى (هیم) هی الأراضی الرملیة والتی کلّما سقیت بماء تسرّب منها فتظهر الظمأ دائماً.

وفی آخر آیة ـ مورد البحث ـ یشیر سبحانه إلى طبیعة مأکلهم ومشربهم فی ذلک الیوم حیث یقول: (هذا نزلهم یوم الدّین).

فأین نزلهم ونزل أصحاب الیمین الذین ینعمون بالإستقرار فی ظلال الأشجار الوارفة، ویتناولون ألذّ الفواکه وأطیب الأطعمة، وأعذب الشراب الطهور، ویطوف حولهم الولدان المخلّدون والحور العین، وهم سکارى من عشق الباریء عزّوجلّ؟

أین اُولئک؟ وأین هؤلاء؟

مصطلح (نزل) کما قلنا سابقاً بمعنى الوسیلة التی یکرمون بها الضیف العزیز، وتطلق أحیاناً على أوّل طعام أو شراب یؤتى به للضیوف، ومن الطبیعی أنّ أهل النار لیسوا ضیوفاً، وأنّ الزقّوم والحمیم لیس وسیلة لضیافتهم بل هو نوع من الطعن فیهم، وأنّه إذا کان کلّ هذا العذاب هو مجرّد استقبال لهم، فکیف بعد ذلک سیکون حالهم؟


1. «من» فی (من شجر) تبعیضیة، و(من) فی (زقّوم) بیانیة.
2. مجمع البحرین ومفردات الراغب، ولسان العرب، وتفسیر روح المعانی.
3. الجدیر بالذکر أنّ فی الآیة السابقة کان الضمیر مؤنثاً «منها» یعود على (شجر من زقّوم) وفی هذه الآیة کان الضمیر مذکراً «علیه» یعود على الشجر، وذلک لأنّ الشجر اسم جنس یستعمل للذکر والمؤنث، وکذلک ثمر، تفسیر مجمع البیان، ذیل الآیة مورد البحث.
سورة الواقعة / الآیة 51 ـ 56 سورة الواقعة / الآیة 57 ـ 62
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma