حول فضیلة تلاوة هذه السورة ذکرت روایات کثیرة فی المصادر الإسلامیة نقرأ منها حدیثاً لرسول الله(صلى الله علیه وآله) حیث قال: «من قرأ سورة الواقعة لم یکتب من الغافلین»(1) وذلک لأنّ آیات هذه السورة تتّصف بالتحریک والإیقاظ بصورة لا تسمح للإنسان أن یبقى فی جوّ الغفلة.

وحول هذا المعنى نقرأ حدیثاً آخر لرسول الله(صلى الله علیه وآله) حیث یقول: «شیّبتنی هود والواقعة والمرسلات وعمّ یتساءلون»(2) وذلک لأنّ الأخبار التی وردت فی هذه السورة أخبار مثیرة عن القیامة والحشر والحوادث المرعبة وعقاب المشرکین، وذکر حالة الأقوام السابقة وما حلّ بهم من البلاء.

ونقرأ أیضاً فی حدیث للإمام الصادق(علیه السلام) أنّه قال: «من قرأ فی کلّ لیلة جمعة الواقعة أحبّه الله وحبّبه إلى الناس أجمعین، ولم یرَ فی الدنیا بؤساً أبداً ولا فقراً ولا فاقة، ولا آفة من آفات الدنیا، وکان فی رفقاء أمیر المؤمنین»(3).

وجاء فی حدیث آخر أنّ عثمان بن عفّان عاد عبدالله بن مسعود فی مرضه الذی توفّی فیه فقال له: ماذا تشتکی؟ قال: ذنوبی، قال: فیم ترغب؟ قال: فی رحمة ربّی، قال: ألا ألتمس لک طبیباً؟ قال: أمرضنی الطبیب؟ قال: ألا آمر لک بعطیّة؟ قال: لم تأمر لی بها إذ کنت أحوج إلیها، وتأمر لی الآن وأنا مستغن عنها، قال: فلتکن هی لبناتک، قال: لا حاجة لهنّ بها فإنّی قد أمرتهنّ بقراءة سورة الواقعة، وإنّی سمعت رسول الله(صلى الله علیه وآله) یقول: «من قرأ سورة الواقعة کلّ لیلة لم تصبه فاقة أبداً»(4).

ولهذا السبب سمّیت سورة الواقعة حسب ما ورد فی روایة اُخرى بسورة الغنى(5).

ومن الواضح أنّنا لا نستطیع الحصول على جمیع البرکات التی وردت لهذه السورة بالقراءة السطحیة، بل ینبغی بعد تلاوتها التفکّر والتدبّر، ومن ثمّ الحرکة والعمل.

1. تفسیر مجمع البیان، ج9، ص212; وتفسیر البرهان، ج4، ص273.
2. خصال الصدوق، ج 1، ص 199، الباب 4، ح 10.
3. ثواب الأعمال، ص 117، طبقاً لنقل تفسیر نورالثقلین، ج 5، ص 203.
4. تفسیر مجمع البیان، ج 9، ص 212.
5. تفسیر روح المعانی، ج 27، ص 111.