الجنّة والزوجات الحسان:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 13
سورة الرّحمن / الآیة 56 ـ 61 جزاء الإحسان:

فی الآیات السابقة ذکرت خمسة أقسام من هبات وخصوصیات الجنّتین، وهنا نتطرّق لذکر النعمة السادسة وهی الزوجات الطاهرات، حیث یقول سبحانه: (فیهنّ قاصرات الطّرف)(1) قد قصرن نظرهنّ على أزواجهنّ، ولیس لهنّ معشوق سواهم، ثمّ یضیف تعالى: (لم یطمثهنّ إنس قبلهم ولا جانّ)(2).

وبناءً على هذا فإنّهن بواکر ولم یمسسهنّ أحد... طاهرات من کلّ الجوانب.

نقل عن (أبی ذرّ) أنّ (زوجة الجنّة تقول لزوجها... اُقسم بعزّة ربّی أنّی لم أجد شیئاً أفضل منک فی الجنّة، فالشکر لله وحده، الذی جعلنی زوجة لک وجعلک زوجاً لی)(3).

«طرف» على وزن (حرف) بمعنى جانب العین، وبما أنّ الإنسان عندما یرید النظر یحرّک أجفانه، لذا فقد استعمل هذا اللفظ کنایة عن النظر، وبناءً على هذا فإنّ التعبیر بقاصرات الطرف إشارة إلى النساء اللواتی یقصرن نظراتهنّ على أزواجهنّ، ویعنی أنّهنّ یکننّ الحبّ والودّ لأزواجهنّ فقط، وهذه هی إحدى میزات الزوجة التی لا تفکّر بغیر زوجها ولا تضمر لسواه الودّ.

وفی التعقیب على نعمة الجنّة هذه یکرّر قوله تعالى: (فبأىّ آلاء ربّکما تکذّبان).

ثمّ یتطرّق إلى المزید من وصف الزوجات الموجودات فی الجنّة حیث یقول: (کأنّهنّ الیاقوت والمرجان) حیث تکون بشرتهنّ بإحمرار وصفاء ولمعان الیاقوت وبیاض وجمال غصون المرجان، وعندما یختلط هذان الوصفان (الأبیض والأحمر الشفّاف) فإنّه یمنحهنّ روعة الجمال التی لا مثیل لها.

الیاقوت: حجر معدنی ویکون غالباً أحمر اللون.

والمرجان: هو حیوان بحری یشبه أغصان الشجر، یکون أبیض اللون أحیاناً واُخرى أحمر وألوان اُخرى، والظاهر أنّ المقصود به هنا هو النوع الأبیض(4).

ومرّة اُخرى، وبعد ذکر هذه النعمة یقول سبحانه: (فبأىّ آلاء ربّکما تکذّبان).

وفی نهایة هذا البحث یقول عزّوجلّ: (هل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان)(5).

وهل ینتظر أن یجازى من عمل عملا صالحاً فی الدنیا بغیر الإحسان الإلهی؟

وبالرغم من أنّ بعض الرّوایات الإسلامیة فسّرت «الإحسان» فی هذه الآیة بالتوحید فقط، أو التوحید والمعرفة، أو الإسلام، إلاّ أنّ الظاهر أنّ کلّ واحد فی هذه التفاسیر هو مصداق لهذا المفهوم الواسع الذی یشمل کلّ إحسان فی العقیدة والقول والعمل.

جاء فی حدیث للإمام الصادق(علیه السلام) أنّه قال: «آیة فی کتاب الله مسجّلة. قلت: وما هی؟ قال: قول الله عزّوجلّ: (هل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان) جرت فی الکافر والمؤمن والبرّ والفاجر، من صنع إلیه معروف فعلیه أن یکافیء به، ولیس المکافأة أن تصنع کما صنع حتى تربی، فإن صنعت کما صنع کان له الفضل فی الإبتداء»(6).

وبناء على هذا فالجزاء الإلهی فی یوم القیامة یکون أکثر من عمل الإنسان فی هذه الدنیا، وذلک تماشیاً مع الاستدلال المذکور فی الحدیث أعلاه.

یقول الراغب فی المفردات: الإحسان فوق العدل، وذاک أنّ العدل هو أن یعطی ما علیه ویأخذ ماله، والإحسان أن یعطی أکثر ممّا علیه ویأخذ أقلّ ممّا له فالإحسان زائد على العدل ..

ویتکرّر قوله سبحانه مرّة اُخرى: (فبأىّ آلاء ربّکما تکذّبان).

وذلک لأنّ جزاء الإحسان بالإحسان نعمة کبیرة من قبل الله تعالى، حیث یؤکّد سبحانه أنّ جزاءه مقابل أعمال عباده مناسب لکرمه ولطفه ولیس لأعمالهم، مضافاً إلى أنّ طاعاتهم وعباداتهم إنّما هی بتوفیق الله ولطفه، وبرکاتها تعود علیهم.


1. إنّ ضمیر الجمع فی «فیهنّ» یمکن أن یرجع إلى قصور الجنّة أو الحدائق المختلفة لتلک «الجنّتین» أو «نعمها وهباتها».
2. (لم یطمثهنّ) من مادّة «طمث»، فی الأصل بمعنى دم الدورة الشهریة، وجاءت بمعنى زوال البکارة، والمراد هنا أنّ النساء الباکرات فی الجنّة لم یکن لهنّ أزواج قطّ.
3. تفسیر مجمع البیان، ج 9، ص 208.
4. بیّنا شرحاً تفصیلیاً حول المرجان فی نهایة الآیة 22 من هذه السورة.
5. ورد السؤال «هل» هنا بصیغة الاستفهام الإستنکاری، وفی الحقیقة أنّ هذه الآیة هی نتیجة للآیات السابقة والتی تحدّثت عن ستّ نعم من نعم الجنّة.
6. تفسیر العیاشی طبقاً لنقل تفسیر نورالثقلین، ج 5، ص 199، وتفسیر مجمع البیان، ج 9، ص 208.
سورة الرّحمن / الآیة 56 ـ 61 جزاء الإحسان:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma