2ـ الأنهار البحریة العظیمة والکلف استیرین

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 13
1ـ البحر مرکز النعم الإلهیّة3ـ تفسیر من أعماق الآیات

من العجائب الموجودة فی محیطات العالم هو وجود أنهار عظیمة وتیارات بحریة کبیرة، وأقوى هذه الأنهار یسمّى (گلف استیرین). إنّ هذا النهر العظیم یتحرّک من سواحل أمریکا المرکزیة ویسیر فی جمیع المحیط الأطلسی حتى یصل إلى سواحل أوروبا الشمالیة.

والمعروف أنّ میاهه التی تسیر من مناطق قریبة من خطّ الإستواء تکون حارة بل حتى أنّ لونها یختلف عن لون المیاه المجاورة، والعجیب أنّ عرض هذا النهر البحری العظیم (الکلف استیرین) بحدود 150 کم، کما أنّ أعمق نقطة فیه تبلغ مئات الأمتار، وسرعته فی بعض المناطق شدیدة بحیث تبلغ فی الیوم الواحد بـ 160 کم.

إنّ اختلاف درجة حرارة هذا النهر مع المیاه المجاورة بحدود 10 ـ 15 درجة مئویة، لذا فإنّ ساحله الغربی یسمّى بالجدار البارد.

والکلف أستیرین یسبّب ریاحاً حارّة ویدفع قسماً کبیراً من حرارته باتّجاه مدن أوروبا الشمالیة، حیث یؤثّر على مناخ تلک البلدان بحیث یکون معتدلا للغایة، ویحتمل أن یکون العیش صعباً للغایة فی هذه المناطق لو لم یوجد هذا المجرى العظیم.

ونکرّر مرّة اُخرى أنّ (الکلف استیرین) هو أحد الأنهار فی المحیطات، وهناک أنهار اُخرى کثیرة فی بحار ومحیطات العالم.

إنّ السبب الأساس فی تکوین هذه الأنهار البحریة هو اختلاف حرارة المنطقة الاستوائیة والمناطق القطبیة والتی توجد هذه الحرکة فی میاه البحار.

ویمکن استیعاب هذا الموضوع بتجربة بسیطة:

فإذا کان لدینا ماء فی وعاء کبیر، ووضعنا فی جانب منه قطعة ثلجیة، وفی الجهة الاُخرى قطعة حدیدیة حارّة، ووضعنا على سطح الماء قلیلا من التبن، فإنّنا سنلاحظ ظهور حرکة على سطح الماء حیث یتحرّک الماء ببطء من المنطقة الحارّة باتّجاه المنطقة الباردة.

إنّ مثل هذه الحالة تحصل فی کلّ بحار العالم، وهی مصدر ظهور هذه الأنهار البحریة.

والعجیب أنّ هذه الأنهار العظیمة لا تمتزج مع المیاه حولها إلاّ قلیلا، وتسیر آلاف الکیلومترات على هذه الصورة، وبذلک تعبّر عن مصداقیة الآیة الکریمة (مرج البحرین یلتقیان * بینهما برزخ لا یبغیان).

والملفت للنظر أنّ فی نقطة التقاء هذه المیاه الحارّة مع المیاه الباردة، تحدث ظاهرة مفیدة

جدّاً للإنسان، وهی حدوث حالة من الإغماء أو الموت الجماعی للحیوانات المجهریة المعلّقة فی الماء وذلک فی نقطة التماس والإلتقاء بین المیاه الحارّة والمیاه الباردة وبهذا تتوفّر فی هذه المناطق مواد غذائیة کثیرة لا حصر لها وتکون سبباً فی جذب قطعان الأسماک الکبیرة، حیث یقصد الصیادون هذه المناطق للاستفادة من صید هذه الحیوانات، وتعتبر هذه المنطقة من أفضل المناطق فی العالم لصید الأسماک(1).

وهذا یمثّل أحد التفاسیر للآیات أعلاه، وهو لا یتنافی مع التفاسیر الاُخرى، ولذا یمکن الجمع بینهما.


1. دائرة المعارف (الثقافیة)، ج 12، ص 1228، وکذلک مجلة المیناء والبحر، عدد 4، ص 100، بالإضافة إلى مصادر اُخرى. 
1ـ البحر مرکز النعم الإلهیّة3ـ تفسیر من أعماق الآیات
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma